أوغلو: إنجرليك قاعدتنا وليست قاعدة للناتو وعلاقاتنا مع واشنطن على وشك القطيعة

أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، «أنّ قاعدة إنجرليك الجوية تركية لا تتبع للناتو، وأنّ وجود الأميركيين هناك مرتبط بإرادة الشعب التركي».

وخلال لقاء مع طلاب معهد العلاقات الدولية التابع للخارجية الروسية، عقده جاويش أوغلو أثناء زيارته إلى موسكو، أمس، قال الوزير التركي: «إنجرليك قاعدتنا وليست قاعدة للناتو».

وكان المتحدّث باسم قيادة القوات الأوروبية، جوني مايكل، نفى، أول أمس، صحة ما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» حول «تخلي البنتاغون المحتمل عن استخدام قاعدة إنجرليك التركية»، واصفاً النبأ بـ «تشويه الحقائق».

وكانت «وول ستريت جورنال» أفادت في مقال نشرته الأحد الماضي بأنّ «الولايات المتحدة قلصت بصورة ملحوظة عدد عملياتها العسكرية المنطلقة من قاعدة إنجرليك التركية جراء التوتر في العلاقات بين البلدين، بسبب دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية التي تحاربها أنقرة ضمن عمليتها غصن الزيتون».

كما دعا الدبلوماسي التركي، واشنطن، إلى «الوفاء بوعودها»، مشيراً إلى أنّ «العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا باتت على وشك القطيعة».

وأكد وزير الخارجية التركي «أنّ أنقرة حذرت واشنطن مراراً من عدم الوفاء بوعودها في العديد من المسائل، بما فيها طلب أنقرة تسليم الداعية فتح الله غولن» الذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.

وقال أوغلو «شعب تركيا يتخذ موقفاً سلبياً من الولايات المتحدة، لأنها لا تفي بوعودها وتكذب على الدوام»، مضيفاً: «العلاقات بين بلدينا وصلت إلى نقطة قطعها. وللحيلولة دون وقوع ذلك ولإنقاذ علاقاتنا، تم إنشاء مجموعات العمل الثلاث في شباط الماضي. ووضعنا شرطاً: إذ لم تلتزموا بكلمتكم، فلم نعد نصبر على ذلك. ما الفائدة من تمديد تلك العلاقات؟».

وحسب قول وزير الخارجية التركي فإن «الأمر يتعلق بتزويد الولايات المتحدة لمسلحي الوحدات الكردية بالأسلحة في سورية».

وقال جاويش أوغلو: «الولايات المتحدة تزود قوات وحدات حماية الشعب الكردية بالأسلحة، وهذه الأسلحة تستخدم في إطلاق النار على مواطنينا المسالمين».

وحول عملية «غصن الزيتون» قال وزير الخارجية التركي إن «لا علاقة لها بالعملية السلمية الجارية في سورية لأن المصالحة لا تشمل الإرهابيين»، مضيفاً «أنّ تركيا تدعم وحدة الأراضي السورية ضمن حدودها القائمة».

وقال جاويش أوغلو: «على العكس من ذلك، تهدف غصن الزيتون إلى دعم العملية التفاوضية، إذ نقوم بتطهير الأراضي السورية من الجماعات الإرهابية».

وأضاف «أنّ أنقرة بإجرائها عملية غصن زيتون تحارب كلاً من داعش وجبهة النصرة وقوات وحدات حماية الشعب الكردية»، داعياً إلى «عدم تقسيم الإرهابيين إلى موالين لنا وغير موالين».

وقال وزير الخارجية التركي: «الوضع في سورية يتطلب مشاركتنا الواسعة، وليس بوسعنا تجاهل مشاكل اللاجئين. إنّ مشكلتنا المشتركة تكمن في محاربة الإرهاب ولا يجوز تقسيم الإرهابيين إلى موالين لنا وغير موالين»، مؤكداً: «الإرهابيون ليس لديهم دين أو جنسية، إنهم خصوم يهددون كلاً منا».

ويعتبر جاويش أوغلو «أنّ الوضع في سورية بشكل عام لا يزال ينزف»، مشدداً على «ضرورة مشاركة روسيا وتركيا في الحوار مع سورية».

وقال: «ثمّة مسائل لا تزال تنزف: فالوضع في العراق بدأ بالاستقرار، فيما الوضع في سورية لا يزال يتطلّب مشاركتنا الواسعة ولا نتمكّن من فرض القيود على جهودنا المبذولة»، مؤكداً «نجري حواراً صريحاً وبناءً مع روسيا على مدار عام ونصف العام تقريباً ونرى أنّ هذا الحوار آتى أُكله».

وأضاف المسؤول التركي: «تمت إقامة مناطق آمنة في سورية وقمنا بإعادة النظر في أطر علاقاتنا الثنائية لتحويلها إلى مسار أستانا – سوتشي، وتغير الوضع في سورية جذرياً بفضل ذلك، إلا أنه يتعين علينا وقف انتهاكات نظام وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وإدلب».

وأشار وزير الخارجية التركي إلى «ظهور ملامح العملية السياسية في سورية»، مشيداً بـ «دور إيران في ذلك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى