ظريف: تصدير واشنطن كميات كبيرة من الأسلحة يمثّل أساساً لزعزعة أمن المنطقة
أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنّ «الولايات المتحدة ترسل ما يزيد عن نصف صادراتها من السلاح إلى منطقة الشرق الأوسط».
وقال ظريف في تغريدة نشرها أول أمس مساءً على موقع «تويتر» إنّ «الولايات المتحدة تضخّ أكثر من نصف صادراتها من الأسلحة إلى منطقتنا. وتذهب معظم تلك الأسلحة إلى قادة عديمي الخبرة ومغامرين متورطين في ارتكاب جرائم حرب، ومع ذلك يزعمون أن إيران تمثل مصدراً لانعدام الاستقرار في المنطقة ».
وأضاف: «من المضحك أن هذه الحقائق تشكل أكبر عدو للديماغوجية والشعبوية»، في إشارة منه إلى أنّ «حقيقة تصدير واشنطن لهذه الكميات الكبيرة من الأسلحة تمثل أساساً لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها».
من جهة أخرى، يشارك ظريف خلال زيارته لجمهورية كازاخستان في اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة للسلام في سورية وهي إيران وروسيا وتركيا.
وسيلتئم اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث اليوم في أستانة لاستعراض نتائج مفاوضات أستانة على مدى العام الماضي، فضلاً عن البرامج المستقبلية لهذه الدول في سياق تسوية الأزمة السورية.
يُذكر أنّ وزير الخارجية الإيراني غادر، عصر أمس، باكو متجهاً إلى عاصمة كازاخستان أستانة، وذلك عقب زيارته التي استغرقت يوماً واحداً للعاصمة الأذربيجانية بهدف المشاركة في الاجتماع الرباعي مع وزراء خارجية أذربيجان وتركيا وجورجيا.
في هذا الصّدد، أصدر وزراء خارجیة إیران وأذربیجان وتركیا وجورجیا أمس، بیاناً مشتركاً في ختام اجتماعهم الذي استضافته العاصمة الأذربیجانیة باكو.
وفی هذا البیان الختامي الذي وقع علیه كل من وزیر الخارجیة الإیراني محمد جواد ظریف، ونظیریه الأذربیجاني ألمار محمدیار أوف، والتركي مولود جاویش أوغلو، ورئیس الوزراء، وزیر الخارجیة الجورجي میخائیل جانیل دیز، أعلن الأطراف الأربعة عن «استعدادهم لتعزیز العلاقات والتعاون بین شعوبهم التي تتمتع بقواسم تاریخیة وثقافیة مشتركة، وذلك بهدف توطید دعائم السلام والاستقرار في المنطقة».
كما عبر الأطراف عن سرورهم حیال تطویر التعاون رباعي الأطراف، مؤكدین «التزاماتهم في مجال توثیق هذا التعاون القائم على أسس الاحترام والثقة المتبادلة ومبدأ حسن الجوار».
كما أشار وزراء خارجیة إیران وتركیا وأذربیجان وجورجیا في نص البیان إلى «المصالح المشتركة التي تترتب علي توطید السلام والاستقرار في المنطقة»، ونوّهوا إلى «ضرورة الاحترام المتبادل لسلامة الأراضي وحق السیادة، وصیانة الحدود الرسمیة لهذه البلدان المعترف بها دولیاً»، كما أكدوا «التزامهم بالتسویة السلمیة للنزاعات المسلحة العالقة في المنطقة».
واتفقت الأطراف الأربعة على «دراسة سبل تعزیز التعاون وتطویره بالفعل في شتى المجالات»، مؤكدین «ضرورة تنفیذ المشاریع والبرامج المشتركة المعنیة بالطاقة والنقل والصیرفة والاتصالات والصناعة والزراعة وحمایة البیئة والاستفادة القصوى من طاقات الاستثمار والتجارة المتوفرة لديها وتوثیق العلاقات الاقتصادیة والتجاریة المشتركة».
ونوّه البیان إلى «المكانة الاستراتیجیة للبلدان الأربعة والخطوات الهامة المتّخذة من جانبها في منحى النهوض بالطاقات الترانزیتیة المتوفرة وبهدف ربط البنى التحتیة في مجال النقل لدى البلدان بالبنى التحتیة المماثلة على الصعید الدولي».
وأكد البیان «أهمیة تعزیز التعاون المشترك بین الدول الأربع ومن خلال تطویر البنى التحتیة والارتقاء بالطاقات الترانزیتیة لدیها عبر ممر الجنوب – غرب انطلاقاً من میناءي جابهار وبندرعباس جنوب إیران ، مروراً بطریق رشت – آستارا السككي شمال إیران ، لیصل إلى طریق باكو تبلیسي – قارص السككي» .
وتطرق البیان أیضاً إلى «تعزیز التعاون المشترك بین البلدان الأربعة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف والعنف ومخططات الانقسام والجرائم الممنهجة وتهریب المخدرات والاتجار بالأسلحة والإنسان والجرائم المرتكبة ضدّ التراث الثقافي والتاریخي والجرائم السیبرانیة».
على صعيد آخر، أشادت البحرية الأميركية بـ «أنشطة إيران في مياه الخليج»، معتبرة أنّ «تحركاتها تغيرت إيجاباً خلال الأشهر الماضية بعد حوادث عدة بين زوارق وطائرات إيرانية وطائرات وسفن حربية أميركية».
وأشار المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي ومقرّه البحرين بيل أوربان إلى أنه «لم تقع أي حوادث غير آمنة أو غير مهنية» في مياه الخليج منذ 14 آب 2017 حين حلّقت طائرة إيرانية من دون طيار على مسافة قريبة من مقاتلة أميركية.
وقال أوربان في مؤتمر صحافي أمس، في المنامة: «إنها مدة زمنية مهمة، وهذا أمر عظيم بنظرنا»، لافتاً إلى أنّ «الزوارق الإيرانية لم تعُد تقترب من السفن الأميركية بشكل كبير، وأنّ طهران غيّرت سلوكها ومن الواضح أن هذا أمر ينفذونه بوعي تام».