أنا وأنت

بعض مني يسافر إليك ينشد اللهفة في عينيك يتوق لمحادثة تطول وتطول، وبعضاً منّي يقف متسمّراً، متّجهاً يعرف ماذا يقول، وفي كلّ مرّة تطرق باب تلفظ اسمي تضحك لي، أنقسم إلى شطرين، جزءاً يناديك وا خر ينأى عنك، الأول يركض نحوك وآخر يحفر خندقاً، أختنق وأنشد في آنٍ. يهرب صوتي وتحلّ مكانه رجفة أوتار، ترحل أنفاسي ويسكن مكانها ثلج القارات ممزّقة أنا بيني وبيني، حائرة بين خذ ن وبقايا هيام، مؤلمةٌ حياة ا نصاف. نصف فرح، بضع ابتسامات، لمسة هناء وبعضاً من دمع وبرد وبكاء، أنت تذكر أو ربّما تتجاهل أو أنّك ببساطة لا تهتم ربّما لأنك لم تفهم أنّ الشراكة في الاهتمام حدّ سيف يقطع وقيّد يلفّ حول المعصم، وظلمة تسكن الروح أم أنّها أنا التي تخضع، تحارب حتى الرمق ا خير، تستسلم، تستجير، تبحث عن نصف الكأس الممتلئ، وضوء في عتمة نفق طويل. أنت وأنا حركة كون مبعثر، جرمان يفترقان عصيّان على ا ندماج، خطّان مستقيمان متوازيان، يجمعهما ثبات لكنهما مهما امتدا يلتقيان، أنا وأنت حكاية كرّرها الزمان وتركها بلا عنوان.

رانية الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى