رفقاً بالقوارير
رفقاً بالقوارير قيّدها القدر بقطعة من حديد وسيقت إلى مكان لا زوايا فيه، رائحة العفن تعمّ المكان وأصوات التأنيب تصرع الآذان. جرّدت من صوتها واغتصبت من وجهها الإبتسامة من ضوء عينيها سبي النور، ومن روحها اغتيلت الأنوثة، سجانها رجل يتباها بتعذيبها يتفاخر بموتها، سجانها رجل في كلامه تهديد وفي نظراته وعيد سجانها رجل قتل الطفولة بسيف الفحولة، لم يترك لها سوى ما لم يقدر عليه قلب ينبض ودموع.
تسرح وفي ساعة حريّة تخرج من سجنها الهواء يراها يعصف لأجلها يركض لمغازلتها ويلعب بشعرها فيتطاير الليل ويظهر القمر تتمايل على وقع خطاها أغصان الشجر، من ضحكتها تغار الطيور وينطق من جمالها الحجر أنوثة تجعل كلّ من يراها يسبح الخالق ويسجد لوقت السحر في داخلها خافق ينبض وفي عقلها تلافيف ترفض والحيرة في روحها تصرخ فكلّ ما حولها يطالبها بالتمرّد أتلتزم بالطاعة أم تمضي بالعصيان؟ أتحرّر طفلتها أم تعيدها إلى يد السجّان؟ تقف محتارة من بعيد تسمع نداءً، تلتفت قطار يفتح يداه رأت فيه رجلاً يحتضنها رأت فيه ذراع تحتويها هرعت إليه تنتظره أخذها وسافر بروحها إلى السماء ماتت لتبقى طفلة تطير…
فيا من تدعون الرجولة، رفقاً بالقوارير .
مها الشعار