من دفاتر الذكريات

لهلأ بحنّ لبيتنا العتيق وللحبقة اللي بالشباك ولشجرة الزنزلخت اللي قدامو، ولما بحلم ما بشوف أبداً البيت اللي عايشة فيه، وبتضلّ بذاكرتي صورة التوتة الكبيرة والعريشة اللي كنّا نلعب تحتها وحجارة البيت الكبيرة والصور المعلّقة والعنبر والنمليّة الخشب. ولهلأ بشوفو ع بساطته وبعيوبو أحلى بيت بالدني، وهيدا البيت كان عبارة عن 3 غرف باستخدامات متعدّدة يعني ما في غرفة نوم وغرفة ضيوف متل هلق. كنّا ننام جنب بعض ع الأرض والمطبخ هو حمام كمان وغرفة مونة. فيك تقول أنّه رفاهيتنا الوحيدة كانت اللعب بالبراري والعربشة ع الشجر… وهيك عم يصير معي اليوم بسورية ما فيي اتخيلها بوضعها الحالي ولا عم بقدر غيّر صورتها القديمة وما في اتصوّر بيوتها مهدّمة وشوارعها محروقة وأطفالها مذبوحين وناسها مشرّدين ع الطرقات… وإنو في ناس جوعانة وناس ما فيها تبعت ولادها ع المدارس وناس بدها بس سقف تنام تحتو وأنو كل يوم نودّع شهداء. صرنا نعرف نعمة البساطة اللي كنّا نتأفف منها ونعمة الأمان اللي ما كنّا حاسين فيه ونعمة البيوت اللي تعمّرت بالمحبّة. سورية شرف للي بيفهم، سورية نعمة مو ضروري أبداً تضيع مننا لنعرف قيمتها، لهيك عم نقاتل ورح نكمّل مو كرمال حدا، كرمالنا نحن اللي كل ثروتنا هي هالأرض وهالكرامة وبلاهن ما إلنا وجود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى