الأسد من الغوطة الشرقية: كل رصاصة أطلقتموها لقتل إرهابي غيّرتم بها ميزان العالم
نشرت صفحة الرئاسة السورية على موقع «فيسبوك» فيديو للرئيس السوري بشار الأسد، وهو على جبهات القتال في غوطة دمشق الشرقية.
وخاطب الأسد الجنود الذين زارهم قائلاً: «أنتم اليوم تخوضون معركة العالم ضد الإرهاب.. وليس معركة سورية فقط.. وكل رصاصة أطلقتموها لقتل إرهابي، كنتم تغيّرون بها ميزان العالم.. وكل سائق دبابة كان يتقدّم متراً للأمام كان يغير الخريطة السياسية للعالم».
وكان الإعلام الحربي أعلن نقلاً عن الرئاسة السورية أن الرئيس بشار الأسد جال على مواقع الجيش السوري على خطوط النار في الغوطة الشرقية لدمشق.
وفي سياق آخر، أعلنت رئاسة الأركان الروسية أنه توجد مؤشرات بأن الولايات المتحدة تُعدّ لتوجيه ضربات لسورية.
وقال رئيس الإدارة العامة للعمليات في الأركان الروسية الفريق سيرغي رودسكوي «نحن نلحظ وجود مؤشرات على الإعداد لضربات محتملة»، مضيفاً أنه «أنشئت مجموعات ضاربة لقطع بحرية مزوّدة بصواريخ مجنحة «كروز» في شرق الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج والبحر الأحمر».
وتساءل رودسكوي «مَن تنوي الولايات المتحدة دعمهم بهذه الضربات؟ هل إرهابيو جبهة النصرة واعوانهم الذين يعبثون في الغوطة الشرقية؟».
وأعلنت الأركان الروسية، أول أمس، بأن متخصصين أميركيين درّبوا جماعات مسلحة في منطقة التنف السورية على استخدام الأسلحة الكيميائية بغرض القيام بمزيد من الاستفزازات.
من جهته، قال مجلس الدوما الروسي إن الاستفزازات بشأن «الكيميائي» ذريعة لتوجيه ضربات جوية للقوات السورية.
وأكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، فرانس كلينتسيفيتش، أن الاستفزازات بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية يستخدمها الغرب كذريعة لتوجيه ضربات جوية للقوات السورية.
وأشار كلينتسيفيتش إلى أنه يجب على المنظمات الدولية ألا تسمح بتكرار أحداث العراق وليبيا في سورية مهما حاول الغرب القيام بذلك.
وجود غير شرعي لقوات أجنبية
وفي السياق، دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية في سورية.
وأوضح في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التابعة للرئيس الكازخستاني أننا «ندين الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية على أرض سورية. يُعتبر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غير شرعي من وجهة نظر القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».
وأردف قائلاً «مع ذلك، نحن واقعيون وندرك أن محاربتهم أمر غير مطروح… لذلك ننسق تحرّكاتنا، على الأقل في ما يتعلق بتجنب الصدامات غير المقصودة. ويبقى عسكريونا على اتصال دائم مع القادة الأميركيين، الذين يديرون العملية على الأراضي السورية».
ولفت إلى أن هناك قوات عمليات خاصة تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على الأرض في سورية، مشيراً إلى أن هذه «ليست حرباً بالوكالة وإنّما مشاركة مباشرة فيها».
وحول الغوطة الشرقية، قال لافروف إن جبهة النصرة الإرهابية أخضعت لنفوذها جميع الفصائل المسلحة الأخرى العاملة هناك، إلى حدّ تشكيل قيادة موحّدة بينها.
وأشار الوزير الروسي إلى أن العسكريين الروس بذلوا جهوداً كبيرة لمساعدة المفاوضين السوريين في إقناع هذه الفصائل بضرورة فصل نفسها عن النصرة لإفساح المجال أمام محاربة الإرهابيين دون أي التباس، وتعثر إطلاق هذه العملية لفترة طويلة، لكن الآن هناك أمل في أن يتحقق ذلك أخيراً.
وأكد لافروف تراجع مستوى العنف في سورية في الفترة الأخيرة، معتبراً ذلك نتيجة أساسية لصيغة أستانة بعد مضي عام على قيامها.
فرار المسلحين من الغوطة
ميدانياً، فرّ المسلحون من بلدة سقبا أمس، باتجاه حزة وزملكا وعربين بعد دخول الجيش السوري إليها، في حين لم يغادر الأهالي بلدتهم مع دخول الجيش السوري.
وأشارت مصادر إلى أن المسلحين في «فيلق الرحمن» و»أحرار الشام» يطالبون بالخروج إلى الشمال السوري، حيث فصائل درع الفرات هناك. ولفتت أيضاً إلى أن مسلحي جبهة النصرة في الغوطة الشرقية يطالبون بالخروج إلى إدلب.
وعن أهمية سقبا قالت المصادر إنّها شكلت ممراً لعبور الجماعات المسلّحة باتجاه البلدات التي تسيطر عليها في الغوطة الشرقية. وأن سقبا تعدّ خزاناً للمصانع السورية في محيط دمشق.
وأوضحت أن المدنيين كانوا قد رفضوا تهديدات المسلحين لهم في حال لم يخرجوا من البلدة قبل دخول الجيش السوري.
وقال قائد ميداني إن الجيش السوري حدّد أماكن انتشار الإرهابيين في سقبا بالتعاون مع أهالي البلدة. وأشار إلى أن المجموعات الإرهابية في الغوطة تعاني من الضعف نتيجة التقدم السريع للجيش السوري، معتبراً أن لا خيار أمام المسلحين سوى الاستسلام.
وقالت مصادر عسكرية إنه لم يعثر على مخازن وتحصينات كثيرة في سقبا، بسبب عدم وجود بيئة حاضنة للمسلحين فيها.
مصادر لفتت إلى أن المهلة التي منحها الجيش السوري للمسلحين في حرستا هي الأخيرة في مرحلة التفاوض معهم.
وأعلن مركز المصالحة الروسي في سورية عن إجلاء أكثر من 20 ألف مدني عن بلدات الغوطة الشرقية اليوم عبر معبر حمورية.
وكان المعبر قد شهد خلال الأيام السابقة نزوح أكثر من 40 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال الذين أتوا من بلدات عربين وحمورية وسقبا وحزّة، وذلك بعد إعلان الجيش هدنة لأربع وعشرين ساعة في حرستا من أجل خروج المدنيين.
وتزامن ذلك مع استمرار عمليات الجيش السوري في بلدات الغوطة وقراها، حيث واصل الجيش عملياته في الغوطة الشرقية لدمشق وأحكم سيطرته على بلدة سقبا جنوب بلدة حمورية بعد مواجهات مع المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة.
التلفزيون السوري قال من جهته، إن الجيش السوري أعطى مهلة للمجموعات الإرهابية للانسحاب من حرستا في الغوطة حتى الساعة الثالثة عصراً.
وأكّد الإعلام الحربي بدوره أن الجيش السوري حرّر مدرسة الفارابي شمال بلدة الريحان، وتل كردي، إضافة إلى مساحة واسعة من المزارع شمال شرق البلدة.
بدوره، قال المرصد السوري المعارض إن الجيش سيطر على بلدتي سقبا وكفر بطنا في الغوطة إثر معارك مع «فيلق الرحمن».
وفي سياق ميداني آخر، أعلنت و»حدات الحماية الشعبية» في منطقة عفرين السورية، تحوّل قواتها من أسلوب المواجهة المباشرة إلى تكتيك الكرّ والفرّ في قتالها الجماعات المدعومة من تركيا في المنطقة.
وقال الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لعفرين عثمان شيخ عيسى في بيان نقله التلفزيون «قواتنا موجودة في كل مكان من جغرافية عفرين.. وستقوم هذه القوات بضرب مواقع العدوان التركي ومرتزقته في كل فرصة».
وأضاف، «أن إعلان النصر من قبل أردوغان وأزلامه لن يكون إلا ذر الرماد في عيون الرأي العام التركي والعالمي»… «ستتحوّل قواتنا في كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمرّ بالنسبة لهم».
وشدّد عيسى على أن المقاتلين قاموا «بإبداء صمود ومقاومة لا مثيل لها» في القتال، لكن تم إجلاء المدنيين من عفرين «لتجنب كارثة إنسانية أكثر فظاعة».
ودخلت القوات التركية ومقاتلو المرتزقة السورية المتحالفون معها أحياء من مدينة عفرين، ورفعوا أعلامهم وسط المدينة وأعلنوا السيطرة الكاملة عليها بعد حملة استمرت 8 أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية منها.
وكان رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان قال أمس، إن وسط مدينة عفرين السورية بات «تحت السيطرة تماماً» وإن الأعلام التركية رُفعت في المدينة.
وأضاف أردوغان، في كلمة له أمام بمناسبة الاحتفال بالذكرى 103 لانتصار جناق قلعة، أن «الجيش الحر المدعوم من تركيا سيطر تماماً على مركز المدينة».