الآلاف يتظاهرون في برشلونة مطالبين بـ «التعقل»
تحت شعار التعقل الآن أكثر من أي وقت مضى! ، تظاهر آلاف الأشخاص الذين يعارضون استقلال كتالونيا أمس، في شوارع برشلونة، ملوّحين بأعلام إسبانيا وكتالونيا والاتحاد الأوروبي، بناء على دعوة من المجتمع المدني الكتالوني، وبدعم من أحزاب رافضة للاستقلال. للمطالبة بـ «التعقل»، فيما المنطقة بلا حكومة منذ فشل إعلان الاستقلال في تشرين الأول الماضي.
في هذا الصّدد، قال أليكس راموس، رئيس المجتمع المدني الكتالوني، من على منصة أقيمت أمام محطة فرنسا خلال التظاهرة، «نريد حكومة لجميع الكتالونيين، وليس فقط للمطالبين بالاستقلال… حكومة تضع أخيراً وراءها كابوس العملية الانفصالية».
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفرنسي السابق الكتالوني الأصل مانويل فالس إنّ «أوروبا تحتاج إلى إسبانيا موحّدة، هذه هي رسالة أوروبا». وأضاف «لا يمكن أن يحصل الانفصاليون على وساطة ولا على تأييد ممكن».
وأسف الرئيس الكتالوني السابق الفار كارليس بوتشيمون أمس، في حديث لصحيفة «لا تريبون دو جونيف» لعدم إعلان استقلال كتالونيا في وقت مبكر، ولأنه وقع في «الفخ» الذي نصبته له الحكومة الإسبانية.
وقال «في 10 تشرين الأول، كنّا ننوي إعلان الاستقلال، لكنني قرّرت تعليق آثاره الملموسة لفسح المجال للحوار مع الحكومة الإسبانية. هذا كان الاقتراح من جانب مدريد».
وأضاف «تصرّفت بالتالي بشكل مسؤول، وحتى جازفت لأنّ الجميع كان يتوقع إعلاناً فعلياً. اخترت إعطاء فرصة للحوار، للأسف كان فخاً، لأنه لم يكن هناك أيّ رد فعل إيجابي من الحكومة».
والوضع السياسي متعثر في كتالونيا منذ الانتخابات الإقليمية في 21 كانون الأول التي أعطت الانفصاليين الأكثرية في البرلمان الإقليمي.
لكن مختلف الأحزاب الانفصالية لم تتمكّن من الاتفاق على مرشح إلى رئاسة المنطقة. وإذا ما استمرّ التعثر، فقد تتّجه المنطقة إلى انتخابات جديدة.
وطالما أنّها بلا حكومة، تستمرّ مدريد في إدارة شؤون هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 7.5 ملايين نسمة.