ليست الغوطة مقابل عفرين
ـ يروّج البعض لمعادلة تريد تصوير انتصار الجيش السوري في الغوطة كثمرة موازية لدخول الاحتلال التركي إلى عفرين بالحديث عن مقايضة روسية تركية عنوانها الغوطة مقابل عفرين.
ـ الهدف من هذه الحملة التهوين من قيمة الإنتصارات التي حققتها سورية بجيشها ومعه الحلفاء بعد جهود عسكرية مضنية وتضحيات جسيمة لا يمكن القبول بتجاهلها وتصويرها مجرد ديكورات في مسرحية، فالغوطة تحرّرت بالقوة وليس بصفقة سياسية والجماعات المسلحة ومن معها لم يتركوا شيئاً لم يفعلوه لمنع هذا الانتصار لسورية وحلفائها، وحتى الأمس كانوا يلوّحون بضربات أميركية لشدّ عصب الجماعات المنهارة تحت ضربات الجيش السوري.
ـ أما عن دخول الإحتلال التركي إلى عفرين فلا تملك روسيا وسورية منحه سياسياً، فالقرار العسكري هناك للجماعات الكردية التي قرّرت الإنسحاب دون قتال تحت شعار حماية المدنيين والاستعداد لمرحلة جديدة من الحرب ستكشف الأيام القادمة مدى صحتها.
ـ أما التساؤل عن سبب عدم تدخل سورية أو روسيا لمنع احتلال عفرين فالجواب هو أنّ الجماعات الكردية لم تصل بموقفها لحدّ الانضواء في حلف مع الدولة السورية خارج أوهام الإنفصال والرهان على الإحتلال الأميركي وطلبها كان أن تقاتل سوريا وروسيا لنصرة سيطرة فريق يتعامل مع حلف الناتو على حساب عضو في الناتو والجغرافيا السورية في عفرين في الحالين تبقى تحت علم الناتو وليس تحت العلم السوري.
ـ لو قاتلت الجماعات الكردية في عفرين لوجدت دعم الدولة السورية يزداد كلما ازدادت انحيازاً لوطنيتها على حساب وهم الانفصال والرهان على الاحتلال، فالأميركي والتركي بميزان الوطنية السورية احتلال واحتلال وإنْ عادت الجماعات الكردية للقتال كما قالت فستلقى الدعم اللازم بذات القياس لمفهوم الوطنية.
ـ عفرين تحت العلم السوري تستحق التضحيات أما نقلها من علم فرعي للناتو إلى علم فرعي آخر فليس قضية وطنية سورية كما جعلها جزءاً من كانتون لمشروع انفصالي أو جزءاً من مشروع انفصالي آخر ليس قضية وطنية سورية بل ضمّها لمفهوم سورية الواحدة هو القضية.
التعليق السياسي