بزي: نحن أبناء الحياة نقهر عبث الموت بخلود القضية كنتَ المُدافع وصوت المقاومة أينما حللت شعراً ورأياً وموقفاً

بمناسبة ذكرى أسبوع الأمين المناضل والشاعر محمد العبد بيضون، أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي وعائلة الراحل حفلاً تأبينياً، في مجمع موسى عباس في بينت جبيل، حضره مندوب مركز الحزب عضو المجلس الأعلى عاطف بزي، وعدد من المسؤولين الحزبيين، ومدير مديرية بنت جبيل المختار علي بيضون.

كما حضر النائب علي بزي، رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، وأعضاء المجلس البلدي، مخاتير وفاعليات اجتماعية وثقافية، وعدد من رجال الدين.

بداية قرأ السيد مهدي الحكيم مجلس عزاء، ثم عرّف الحفل التأبيني عماد شرارة متحدثاً عن مزايا الراحل.

بزي

وألقى عضو المجلس الأعلى عاطف بزي كلمة مركز الحزب استهلها بأبيات من قصيدة للأمين الراحل محمد العبد بيضون في ديوانه «صرخة المجد».

وقال بزي في كلمته: «ما كنت أظنّ أنني سأقف يوماً أمام ذكراك وفي لحظة وداع، فالنهضة علمتنا أن ننصرف الى صنع الحياة وكأنها أبد لا ينتهي، وأنت كنت واحداً من هؤلاء الفرسان، الذين لم تكن لهم خطة شخصية في الحياة بل كانت صياغة الحياة خطتهم».

وتابع: «أيها الأمين الراحل نحن أبناء الحياة نقهر عبث الموت بخلود القضية.. هكذا هي جدلية الحضور والغياب في منطق الناهضين ولنا في نضالك الدوؤب وفضائل سيرتك القومية الاجتماعية وفضائك القيمي والمناقبي في الحزب والمجتمع وأثرك الرائع في أهلك وصحبك ورفقائك وعطائك المثمر في حزبك ما يجذر حضورك في ذاكرة النهضة».

وما يجعل كلماتي ورثائي لك كأنه استمرار لحوار الأمس حول القضية التي لم تحد عنها يوماً ولم تنحرف عن مسارها لحظة.. نقياً صافياً كنت.. عبرت السجون وواجهت الرياح بفرح المؤمن وكبريائه، أما التواضع فأدخلته صفة ملازمة لعضويتك في الحزب.. عرفتك منذ السبعينات في برج حمود وكنت مثالاً بالالتزام والإرادة الصلبة.

سجلك حافل بالنضال فأنت منذ انتمائك كنت الحاضر دائماً، وشاركت في العديد من المهام والمحطات، ففي العام 61 اعتقلت مع رفقائك على خلفية المحاولة الانقلابية، ثمّ تسلّمت العديد من المسؤوليات الحزبية في بنت جبيل وبيروت والمتن الجنوبي وعلى المستوى المركزي.

نلت رتبة الأمانة واستحقيت وسامي الواجب والثبات، مثلت الحزب في العديد من اللقاءات والندوات والمؤتمرات..

هُجّرت من الضاحية الشرقية، كما هُجّر الآلاف فحملت همّ المهجرين وملفاتهم، كنت الصلب والثابت والشجاع وكنت مثالاً يُحتذى في المناقبية والعطاء.

أضاف بزي: «كنتَ المدافع وصوت المقاومة أينما حللت شعراً ورأياً وموقفاً إيماناً منك بأنها الخيار الأوحد بتحرير الأرض، وكنا معاً مع الرفقاء والشرفاء في طليعة من عاد الى مدينتنا مدينة المقاومة والتحرير والشهداء مرفوعي الرأس بعد غيابٍ قسري بسبب الاحتلال والعملاء الذين خرجوا أذلاء عام 2000».

وأشار بزي إلى أنّ «المؤامرة ما زالت تستهدف المقاومة للنيل منها، ونقول إنها شرفنا وعزّتنا ولن يستطيعوا مهما حاولوا أن ينالوا منها.

وقال: «نحن اليوم في لبنان مقبلون على انتخابات نيابية، ورغم أنّ القانون الذي أقرّ، لا يحقق صحة التمثيل كاملة، فإننا نشارك في هذه الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً، وسنواصل النضال من أجل الوصول إلى قانون انتخابي يجعل من لبنان دائرة انتخابية واحدة واعتماد النسبية الكاملة وخارج القيد الطائفي.

ولفت بزي إلى أنّ المقاومة مستهدفة، لذلك ندعو الى المشاركة الواسعة والكثيفة في الاقتراع لصالح خيار المقاومة، فهذه المقاومة قدّمت خيرة شبابها ورجالها دفاعاً عن الأرض والكرامة، وهي منذ العام 82 ومن خلال عملياتها البطولية من بيروت، وعملية «الويمبي» مع الشهيد القومي خالد علوان ومحطة أيوب وصيدلية بسترس، تقدّم الشهداء وكما أجبرت العدو على الخروج من بيروت ذليلاً خائباً أجبرته على الاندحار من الجنوب».

وأضاء بزي على بعض محطات المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني مذكراً بالصمود الأسطوري في خلدة وفي العديد من المناطق وبالعمليات الاستشهادية من الاستشهادي وجدي الصايغ، الى الاستشهادي أحمد قصير، والاستشهادية عروس الجنوب سناء محيدلي، والاستشهادي بلال فحص، والعمليات البطولية والنوعية إلى بزوغ فجر 25 أيار عام 2000 يوم التحرير، حيث اندحر العدو وخرج من أرضنا مهزوماً مكسوراً.

تحية للمقاومة، تحية لشهدائها الذين نعتزّ بهم فهم من جعلونا نرفع هاماتنا عزاً وفخراً، هذه المقاومة التي حققت الانتصار عام 2006، والتي أكدت ما قاله سعاده «إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ»، وقد فعلت وها هي تحقق الانتصار في الشام، وتهزم المشروع الصهيو أميركي.

تحية لنسور الزوبعة… تحية لشهدائنا، تحية للجيش اللبناني قيادة وضباطاً وأفرادا،ً وتحية لشهدائه، لقد أكدت معادلة الجيش والشعب والمقاومة أنها العنوان الاستراتيجي لصمودنا في وجه العدو الصهيوني وقوى الإرهاب، التي اندحرت بفضل هذه المعادلة وبفضل دماء الشهداء.

وختم بزي: «ايها الرفيق الأمين، الأصدقاء والأقارب والرفقاء وأهلنا في بنت جبيل التي أحببتها وأحبّتك، يعرفونك صاحب القلب الكبير والرجل المتواضع والشاعر المقاوم، وأنت في كلّ موقع حللت كنت الوفي وكنت الأمين وكنت الرائد.

سلام لك يا أروع وأرقى الرجال… سلام لتلك الإبتسامة التي لم تفارقك يوماً.. سلام لصبرك.. فأمثالك لا يموتون فهم باقون أحياءً في نفوسنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى