اعتزلتُ الكتابة

قصيدة اعتزلَتْ الكتابة

وحين أغمض جفنيّ أرى ملامح النور أوضح

حين أغلق قلبي بالشمع الأحمر أحسّ بنبض الحياة أكثر

هي حال طفلة أضاعت جلدها قبل شهقة الزمن

في مكان ما بين ثلج أسود وفحم أبيض

فأخذتُ بعضاً من خصر القصيدة

وجررتُ مقاييس الدهور ورائي

رحت أقيس ضوء المدى

طولاً وحبّاً عرضاً ونوراً

جمعت الجلود ألصقتها فوق كامل مساحة الجسد

إلّا رقعة الجرح أبت أن تلتحم!

وبينما أنا مشغولة بجلدي

كانت القصيدة في الحرب العالمية الثالثة

مضرّجة بالدماء

رحت أجمع أشلاءها

هنا ياء هنا ألف وهناك قلب

كانت كلما أمطروا رصاصاً

أمطرتهم نار الورود

وكلّما مرّت الخيول فوق صدرها

همست بنار الصهيل

كانت تقاوم بشعلة نار وانتصرت!

وعلمت بعدها أن ظلّاً استبدل رصاصها

بعيدان كبريت

فكانت النار سبيلها الوحيد للخلاص

فروت الأسطورة عن طفلة

تبحث عن نصف جلدها المفقود

وعن قصيدة اعتزلت الكتابة

وأمست «بائعة كبريت» بين رموش النور

في حانات الزمن فوق نبض المدن!

ديمة منصور

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى