«عتبات روح»… جديد رونيا ريشة
«عتبات روح»، مجموعة نصوص شعرية للشاعرة السورية رونيا ريشة تنوّعت بين مواضيع عاطفية وإنسانية واجتماعية عبّرت فيها عن خلجاتها الداخلية وانعكاسات بيئتها على تعاملها الحياتي مع محيطها.
تعتمد ريشة الرصد الخيالي في تكوين البنية الكلامية التي تؤدّي إلى دلالة وصورة في آن، من دون أن يزول أثر عاطفة الأنوثة في تكثيف تقتنص عبره الألفاظ واللغة. فتقول في نص بعنوان «حين تكتبني القصيدة»:
حين تغزلني حمى القصيدة
حبل نار
يزهر القلب حناناً
بين غابات الهوى
ويضوع غار.
ثمّ تشكّل ريشة الصورة في بنية حديثة تحاول عبر مفرداتها أن تصل إلى لوحة فنية جديدة الطرح والمعنى كقولها في نصّ بعنوان «وتسأل من أنا؟»:
أنا التي طوّقت خصر الليل
كنت أغازله ليرقص زهر البرتقال
ولتتعرّى أمواجك من حلمها.
وفي نصّ بعنوان «وصال» تجمع الشاعرة بين الأصالة والمعاصرة في اعتماد كامل على البحر البسيط الذي اختارت له الراء حرفاً للرويّ، منسابةً مع التوازن الموضوعي للنصّ فتقول:
أصارع الوقت كي يمضي على عجل
هذا الثقيل أيا أيامه انشطري
يهتزّ للحبّ قلبي كلّ أمسية
يحرّك الحبّ حتى جلمد الحجر
فإن تركت بلا حبّ ولا أمل
أقول يا نفس يكفيك ألا انتحري.
وتتجلّى موهبة الشاعرة في قدرتها على الصوغ الشعريّ بشكل منطقيّ فتقول في قصيدة «ثورة قلب»:
وقطفت عن موج البحار عناده
ومن النوارس روعة التحليق
فشهقت مثل مفارق لحياته
وعلمت أن لن استردّ شهيقي
علّلت وصلاً يا فؤاد ألا ترى
هي ريشة وضعت بدرب غريق.
المجموعة الشعرية «عتبات روح» من منشورات «دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع»، تتضمن في صفحاتها أشكال الشعر وأنواعه بموهبة جمعت الأصالة والمعاصَرة، وتوفّرت فيها الصورة الحديثة والعاطفة الشفّافة والرؤى الإنسانية.