أميل عبّود لـ«البناء»: المحور المناهض للمقاومة يرفض أن نتفق وقوى التطرّف سقطت على أرض الشام
عبير حمدان
تشهد دائرة عكار زحمة في اللوائح ما يشير إلى أنّ المعركة الانتخابية حتمية، ويبقى الرهان على مدى التفكك الذي يعصف بالمحور المناهض للمقاومة، حيث لكلّ طرف منه أطماعه وسعيه للتفرّد بالسلطة.
في المقابل تبدو القوى التي تمثل خط المقاومة مستعدّة لخوض المعركة الانتخابية وتحقيق الفوز بناء على أرضية ثابتة وفق تعبير زياد عز الدين مسؤول الماكينة الانتخابية للحزب السوري القومي الاجتماعي في عكار.
عكار التي عانت ولما تزل تعاني جراء غياب المشاريع الإنمائية عنها، حيث إنّ أهل السلطة لا يتذكرونها إلا في موسم الانتخابات. هذه المنطقة لم يغب عنها الحزب القومي حتى في أصعب الظروف وأقساها ولعلّ مجزرة حلبا هي الشاهد الأقرب على حضوره وتجذّره فيها.
عز الدين: بالفكر نواجه التشدّد
يعتبر زياد عز الدين مسؤول الماكينة الانتخابية للحزب السوري القومي الاجتماعي في عكار أنّ مرشح الحزب الدكتور أميل عبّود هو الأقوى بين المرشحين كافة. ويقول: «بالنسبة لنا الأجواء جيدة وما نشهده من حماس لدى الناس يؤكد ذلك، هناك تعطش واضح لكلّ ما يمثله الحزب من مبادئ، لأنّ الناس سئمت من الطائفية ومن الطائفيين، وبعد كلّ الذي مررنا به في المنطقة وسورية بات الفكر الذي نحمله نحن القوميين هو الخلاص في مواجهة التشدّد والتطرف».
يضيف عز الدين: «عكار تحتاج للمشاريع الإنمائية حيث إنّ واقعها الاجتماعي سيّئ بسبب غياب الدولة عنها وتهميشها على الدوام. علينا العمل على إعادة بناء الإنسان، وهذا ليس بالأمر الصعب علينا، لأنّ فكرنا يسهل وصوله إلى الناس. واليوم نشهد تراجعاً واضحاً للنهج المتطرف الذي سيطر على المنطقة لفترة. ولن ينجح هذا النهج في التسويق لمشاريعه حيث إنّ التجييش الطائفي لا وجود له. نحن لدينا إحصاءات من خلال جولاتنا الميدانية ونعرف على أيّ أرضية نقف ونثق أننا سنحقق الفوز وسنمثل الناس في الندوة البرلمانية خير تمثيل».
عبّود: قوى التطرف سقطت
يؤكد مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي في عكار الدكتور أميل عبّود من جهته أنّ الناس ترفض الخطاب الطائفي، وأنّ عكار يجب أن يكون لها دور فاعل في إعادة إعمار سورية، وعن المشهد الانتخابي في هذه المرحلة يقول: «الانتخابات في لبنان تحصل في وقت تشهد المنطقة تحوّلات جذرية على صعيد الأزمة السورية وانتصار محور المقاومة على الإرهاب والتكفيريين، في مقابل تخبّط واضح للمحور الآخر. وخير دليل على تخبّطه ما حصل مع رئيس الحكومة اللبنانية لناحية احتجازه في السعودية في محاولة لتمرير المشاريع التقيسيمية، حيث إنّ كلّ الدول تعتبر لبنان صندوق بريد لصراعاتها. إذاً الصراع الخارجي حاضر على الساحة اللبنانية كما الصراع الداخلي، واليوم يأتي القانون الانتخابي في هذه المرحلة المفصلية ليحقق بعض الانفراجات المرجوة رغم أنه قانون مذهبي وطائفي بامتياز، ونحن مع القانون الذي يعتمد النسبية الكاملة، لأنه الأمثل لتحقيق العدالة والتمثيل الصحيح بمنأى عن التموضع المذهبي».
ويضيف عبّود: «بعد احتجاز رئيس الحكومة في السعودية وما تبع ذلك من مواقف داعمة له، وبعد عودته إلى لبنان استبشرنا خيراً بإمكانية تبدّل المشهد السياسي، كانت الأمور تسير بشكل جيّد إلى أن أتت زيارته الأخيرة إلى السعودية لتعيدنا إلى حيث كنا لناحية الاصطفاف السياسي، لأنّ المحور المناهض للمقاومة لا يقبل أن نكون متفقين…».
وفي ما يتصل بالقانون الانتخابي الجديد كرّر عبّود القول إنه «قانون طائفي، إلا أنه يُقلق القوى الكبيرة التي تخشى حتمية اختراقها، بحيث تتشكل كتل صغيرة مما يساهم في تبدّل الواقع السائد للنظام السياسي القائم علّنا نصل في نهاية المطاف إلى قانون انتخابي عادل».
أما عن التحالفات والمعركة الانتخابية المرتقبة في عكار، يقول عبّود: «عكار كانت في مرحلة ما محسوبة على تيار المستقبل الذي عمل على تغيير هويتها وجعل منها ممراً يحمل كلّ ما هو سيّئ إلى سورية، فيما يجب أن تكون هي الباب الذي منه علينا العمل على إعادة إعمار سورية. اليوم هذا الواقع الذي فرضه تيار المستقبل وكلّ قوى التطرف التابعة له لم يعد بالقوة نفسها، لا بل إنّ شبح التطرف يغيب عن عكار لأنه بكلّ بساطة خسر معركته على أرض الشام والدليل استغناء آل الحريري عن خالد الضاهر الذي يمثل الوجه الحقيقي للتطرّف واستحضار أسماء جديدة، ولو أنّ هناك سعياً منهم لافتعال خلاف بين أبناء البيت الواحد، لكنهم لن ينجحوا في مسعاهم. قبيل إعلان لائحتنا برئاسة النائب وجيه البعريني كنا قد تواصلنا مع التيار الوطني الحر وهو حليفنا في أكثر من منطقة، ولكن لم نصل إلى اتفاق لنكون في اللائحة نفسها. وفي النهاية سنخوض المعركة الانتخابية كلّ من موقعه والقرار الأوّل والأخير للناس، مع الإشارة إلى أنّ هناك ست لوائح انتخابية في عكار. كلّ الدراسات والإحصاءات الميدانية تشير إلى أنهم سيأخذون أربعة مقاعد ونحن سنأخذ ثلاثة. وهذا الأمر سيخفف من سطوة الطرح الطائفي وسيغيّر المشهد بشكل واضح».
ويختم عبّود متوجهاً عبر «البناء» بكلمة إلى اللبنانيين عموماً، وإلى أهالي عكار خصوصاً، قائلاً: «إنّ التغيير ضرورة وعلينا العمل بجدّ على بناء الإنسان كي لا نكرّر المشهد من خلال نقل الوكالة من طبقة سياسية فاسدة إلى ورثة لها مما يساهم في إفلاس البلد أكثر، علينا أن نغيّر الواقع السياسي وأن نعمل معاً على تقويض هذا النظام كي نحقق النهضة المرجوة. أما لأهالي عكار فأقول إنّ معركتنا طويلة في طريق إعادة إنماء المنطقة التي ترزح تحت الحرمان جراء غياب الدولة، حيث إنّ السلطة السياسية التي تعاقبت على الحكم لا تتذكّر المناطق المحرومة إلا في موسم الانتخابات، اليوم لدينا فرصة حقيقية للنهوض بمجتمعنا وإيصال صوت الناس وحمل همومهم وتحسين واقعهم الاجتماعي والاقتصادي من خلال مشاريع إنمائية حقيقية لكلّ المناطق المهمّشة وفي مقدّمتها عكار».