دمشق تطالب بانسحاب فوري وغير مشروط لقوات الاحتلال التركي.. ومستشار النمسا ينتقد عدوان نظام أردوغان على منطقة عفرين
جدّدت الحكومة السورية مطالبتها لتركيا بسحب «قوات احتلالها» بشكل فوري وغير مشروط من الأراضي السورية والذي يمثل اقتحامها انتهاكاً سافراً للقانون الدولي.
وقالت الخارجية السورية، في بيان صدر على لسان مصدر مسؤول في الوزارة أمس: «دأب المسؤولون في النظام التركي مؤخراً على إطلاق التصريحات حول زوال الخطر الأمني الذي شكله وجود المسلحين في عفرين والذي استغله نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كذريعة لتبرير عدوانه الغادر والموصوف على مدينة عفرين السورية، وأنه بزوال هذا الخطر المزعوم فإنهم سيسحبون قواتهم من الأراضي السورية».
وأضاف المصدر: «إذا أخذنا على محمل الجد لمرة واحدة تصريحات المسؤولين في النظام التركي المخادعة والفاقدة أدنى درجات الصدقية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما دام الخطر الأمني المزعوم قد زال فماذا تنتظر حكومة حزب العدالة والتنمية لسحب قواتها الغازية من سورية، والذي يشكل تواجدها انتهاكاً سافراً للقانون الدولي».
وختم المصدر بيانه بالقول «إن سورية تجدّد المطالبة بالانسحاب الفوري وغير المشروط لقوات الاحتلال التركي من الأراضي السورية وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لهذا العدوان الذي زرع الدمار وسفك الدماء وشرد الآلاف من أبناء مدينة عفرين».
والسبت الماضي أعلن الجيش التركي فرض السيطرة على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين بعد أسبوع من احتلاله مركزها يوم 18 آذار/ مارس نتيجة، لكن عملية «غصن الزيتون» لا تزال مستمرة.
وفي السياق، أكد نائب رئيس مجلس الشعب نجدت أنزور رئيس وفد المجلس إلى اجتماعات الجمعية العامة الـ 138 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في جنيف أن الجمهورية العربية السورية تدين الاحتلال التركي لمدينة عفرين باعتباره عملاً غير مشروع ويتناقض مع مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة والقانون الدولي وتطالب القوات الغازية بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية التي احتلتها بعد عدوان استمرّ شهرين.
كما أدان مستشار النمسا سيباستيان كورتز، أمس، عمليات تركيا العسكرية في سورية، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وذكرت صحيفة برلينر مورغن بوست أن كورتس وجه في تصريح صحافي الانتقاد إلى تركيا قبيل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا في فارنا أمس، على خلفية اجتياحها مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي محذراً من أن هذا العدوان سيفاقم «الوضع الإنساني في سورية».
إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن القمة الثلاثية التي ستجمع رؤساء إيران وروسيا والنظام التركي قريباً في تركيا ستبحث الأوضاع في سورية.
وأشار روحاني في تصريح أمس، في ختام اجتماع مع رؤساء السلطات الثلاث في إيران إلى أن القمة المرتقبة ستناقش الوضع في سورية وسبل تحقيق الأمن والاستقرار فيها معرباً عن أمله في أن نتمكن من المضي بخطوات في هذا الإطار.
على صعيد آخر، بدأت التحضيرات في المنفذ الإنساني المقام في بلدة عربين لاستكمال انسحاب الدفعة الثالثة من المسلحين إلى محافظة إدلب من جيب جنوبي محاصر لهم في غوطة دمشق الشرقية.
في غضون ذلك، وصلت 81 حافلة تقل على متنها 5400 من مسلحي تنظيم «فيلق الرحمن» المعارض وأفراد عوائلهم الرافضين تسوية أوضاعهم إلى إدلب، بعد خروجهم أول أمس من حي جوبر وبلدات عربين وزملكا وعين ترما، في إطار انسحاب الدفعة الثانية من العناصر المسلحة.
وأكدت وكالة «سانا» السورية الرسمية تجهيز 56 حافلة تقل 3641 شخصاً، بمن فيهم 850 مسلحاً، تمهيداً لنقلهم إلى إدلب.
إلى ذلك، أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية أن مسلحي تنظيم «جيش الإسلام» المعارض أعربوا عن جاهزيتهم لتسليم أسلحتهم الثقيلة والخروج من غوطة دمشق الشرقية، ومن المتوقع أن ينظم انسحابهم قريباً.
وأوضح نائب رئيس غرفة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق ستانيسلاف حاجيمحمدوف، للصحافيين اليوم أن المفاوضات مستمرة بين المسلحين وممثلي مركز المصالحة الروسي في سورية، مؤكداً أن المسلحين مستعدون لنزع أسلحتهم قريباً.
وأكد المسؤول العسكري الروسي أن تنظيم انسحاب المسلحين من دوما يتطلب علاوة على رغبتهم، حل المسائل اللوجستية المتعلقة بتخصيص الحكومة السورية حافلات لخروجهم.
ولا تزال مدينة دوما آخر معقل للمعارضة المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، حيث يتواصل انسحاب مسلحي تنظيم «فيلق الرحمن» من حي جوبر وبلدات زملكا وعربين وعين ترما، بعد خروج عناصر جماعة «أحرار الشام» من مدينة حرستا شرقي دمشق، وذلك بموجب الاتفاقات المبرمة بين الحكومة السورية وقيادة التنظيمين تحت رعاية روسية.
من جانبها، أكدت مصادر في «جيش الإسلام» لـRT أن المفاوضات بين الطرفين لا تزال مستمرة، ولم يتم بعد التوصل لاتفاق نهائي بخصوص خروج المسلحين من دوما.
وفي سياق متصل، أعلن مركز المصالحة الروسي في سورية أن أكثر من 114 ألف مدني خرجوا من غوطة دمشق الشرقية عبر المنافذ الإنسانية المقامة في المنطقة بإشراف العسكريين الروس.
وذكر المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية في بيان له أن أكثر من 400 مدني غادروا الغوطة منذ صباح أمس، عبر المنفذ الإنساني في مخيم الوافدين، مضيفاً أن العسكريين الروس زوّدوهم بوجبات ساخنة ومياه للشرب.
وفي وقت سابق، أكد المركز أن السكان المدنيين لا يزالون يعودون إلى بلدتي سقبا وكفر بطنا المحررتين مؤخراً، مضيفاً أن العسكريين الروس يزوّدونهم بالمياه والمواد الغذائية ومستلزمات النوم، كما تنتشر كوادر طبية في المنطقة لتأمين الخدمات اللازمة للجرحى والمرضى والمصابين.