أبو فاعور: لا وجود لأي إصابة حتى الآن وبالعمل المشترك نتغلّب على المرض

أكد وزير الصحة وائل أبوفاعور أنه لا توجد أي حالة إصابة بمرض «إيبولا»، مؤكداً «أننا بالعمل المشترك بين وزارة الصحة والمستشفيات والمنظمات الدولية سنتمكن من التغلب على هذا المرض».

وأكد وزير الأشغال والنقل غازي زعيتر، من جهته، أنّ الوزارة ستقوم بتسهيل كل ما هو مطلوب على كل الأصعدة، لمواجهة هذا المرض «لأنّ الأمر يعنينا جميعاً».

وجال وزيرا الصحة العامة وائل أبو فاعور والأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، ظهر أمس في قاعات وصول المسافرين في مطار بيروت الدولي، واطلعا على «الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذت لمنع تسرب مرض «إيبولا» إلى لبنان. ورافقهما في هذه الجولة المدير العام للطيران المدني دانيال الهيبي ورئيس المطار محمد شهاب الدين ورئيس مركز الحجر الصحي في المطار الدكترو حسن ملاح وعدد من كبار العاملين في المديرية العامة للطيران المدني ووزارة الصحة.

أبو فاعور

ولفت أبو فاعور إلى «أنّ الهدف الأساسي للجولة هو الكشف على الاستعدادات التي نقوم بها كحكومة من أجل مواجهة إيبولا، وحكماً فإنّ مطار بيروت الدولي هو المعبر الأساسي الذي يجب أن نخشى فيه، في هذا الإطار، لأنّ أي حالة إيبولا يمكن أن تتسرب في البلد، يفترض أن تمرّ من هنا أو من الموانئ الأخرى لأنّ الحدود البرية لا يُتوقع أن يأتي منها أحد نتيجة الأزمة في سورية. واتخذنا جميع الإجراءات اللازمة على الموانئ وسنعرضها مع معالي الوزير زعيتر قريباً، ولكن في المطار، أي المعبر الأساسي يجب أن يكون هناك تطبيق كامل لكلّ الخطة التي أعلنّاها».

وأضاف أبو فاعور: «أولاً، ما اتفق عليه يتمثل في حصر كل الطائرات الآتية من الدول الموبوءة في مدرج واحد هو المدرج الغربي، وسأرسل كتاباً في هذا الخصوص إلى رئاسة المطار، وبالتالي تخفيف الأعباء عنا لئلا يتشتت عمل المراقبين الصحيين والممرضين والأطباء الموجودين في المطار بين أماكن عدة، وبالتالي سيتم حصر دخول المسافرين من مدخل واحد للوافدين من هذه الدول، واتفق أيضاً على تعميم إضافي لكل شركات الطيران إضافة إلى الشركات الأساسية التي عمّمنا عليها والتي تنقل ركاب الترانزيت من الدول الموبوءة، أي شركات الطيران المصرية والمغربية والجزائرية والفرنسية والميدل إيست أحياناً من روما، إذ إنّ هناك أشخاصاً يأتون في شكل فردي بطريق الترانزيت، لذا سيعمّم على كل شركات الطيران أنه إذا كان هناك ركاب آتون من الدول الموبوءة ولو من طريق الترانزيت، أيضاً وجوب الإبلاغ عنهم حتى ولو كانوا قد خضعوا في مطارات أخرى لفحوص طبية لمتابعة وضعهم والاهتمام بهم. كما أننا بدأنا الصعود إلى الطائرة قبل نزول الركاب ولم نعد نكتفي بانتظارهم بعد أن أصبح لدينا جهوز في فريق العمل فقد أضفنا 6 ممرضين وممرضات وسنضيف 6 آخرين ليصبح المجموع 12 إضافة إلى الفريق الموجود أصلاً والذي يضم 15 شخصاً. وقد طلبنا من رئاسة المطار إلغاء خدمة الامتياز VIP في صالون الشرف لأنّ هناك أشخاصاً يكونون قد دفعوا في شكل رسمي بدل الاستخدام لصالون الشرف، وهذا الإجراء سينسحب على الركاب الآتين من الدول الموبوءة. واليوم سأرسل كتاباً إلى رئاسة المطار لإلغاء خدمة الامتياز في صالون الشرف في هذه المرحلة لئلا يحصل أي خلل أو تسرب لأي راكب مصاب بهذا المرض».

وتابع أبو فاعور: «إنّ وزارة الصحة هي في حاجة للتعاقد مع ممرضين أو ممرضات لديهم الكفاية ونحن في حاجة إلى 6 منهم لسد هذا النقص. ونحن في حاجة أيضاً إلى غرفة في مهبط الطائرات لاستخدامها في حال وجود أي حالة مشتبه بها في شكل كبير، لتؤخذ إلى تلك الغرفة، أي غرفة العزل قبل أن تدخل إلى المطار ثم إلى البلد، والخيار يتراوح بين غرفة أو سيارة إسعاف مجهزة لكل الحالات. وأعتقد أننا سنلجأ إلى كلا الخيارين فسيارة الإسعاف يمكن استخدامها لنقل أي حالة مشتبه بها إلى مستشفى بيروت الحكومي الذي تمّ تجهيزه بوحدة خاصة بذلك. ونأمل عبر كل هذه الإجراءات في تطوير استعداداتنا وأن نساعد في الحد الأقصى في حصر الأخطار والتخفيف منها، لأنّ حجم السفر والاختلاط كبير وحجم اللبنانيين وغير اللبنانيين الوافدين من السفر كبير أيضاً، وبالتالي فإنّ خطر دخول حالاتٍ إلى لبنان قائم ويجب التعامل معه بكل جدية ونحن نعمل بكل طاقاتنا على هذا الأساس».

ورداً على سؤال عن وجود حالات إصابة بـ»إيبولا» في لبنان حتى الآن، أجاب أبو فاعور:

«لا توجد أي حالة وقد تمّ الاشتباه في بعض الحالات تبين في ما بعد أنها ملاريا أو أموراً أخرى ولا يوجد أي حالة «إيبولا».

وعن وجود خطة متكاملة بين الوزارات لجبه هذا المرض، قال: «سأتصل اليوم بوزير الإعلام بعد الاجتماع بأصحاب المستشفيات لكي أطلب عقد اجتماع مع مسؤولي وسائل الإعلام في لبنان، لأننا في حاجة إلى حملة توعية على المستوى الشعبي الوطني لأننا نواجه أمراً جديداً حديثاً وكل جديد مجهول».

وسئل أيضاً: «هل تمّ تأمين جميع المستلزمات والألبسة المخصصة للعاملين الصحيين للوقاية من خطر مرض «إيبولا»؟ فأجاب: «اللباس الخاص موجود في المطار ولكن، تعلمون أنّ هناك مشكلة تتمثل في نقص عالمي في بزات الوقاية وفي الأحذية وبعض المعدات والقفازات. وهذا النقص العالمي هو في المستشفيات ونحن نحاول تأمينها مع منظمة الصحة العالمية».

وعن التنسيق مع الجاليات اللبنانية في الخارج، أكد أبو فاعور «أنّ هناك تنسيقاً مع الجاليات اللبنانية في الخارج، واتصلت بوزير الخارجية والمغتربين وتفاهمت معه على وجوب التدقيق في التأشيرات المعطاة لغير اللبنانيين صحياً في شكل كبير جداً وفي مهلة أيام قصيرة منها لحمله المرض ونقله إلى لبنان. أما بالنسبة إلى اللبنانيين الذين يودّون تجديد سفرهم في حالات غير طارئة فنحاول القيام بآلية تنسيق مع السفارات بإبلاغنا مسبقاً لكي نجري استعداداتنا ولا نفاجأ بأي أمر».

زعيتر

من جهته، قال زعيتر: «انطلاقاً من حرصنا جميعاً كحكومة ومعنيين وخصوصاً معالي وزير الصحة الذي يتابع هذا الموضوع الخطير جداً للحفاظ على مصلحة المواطن الصحية بالتحديد، فإنّ كل الإجراءات التي ذكرها ستنفذ وفي ما يتعلق بنا كوزارة اشغال عامة ونقل معنية بشؤون المطار فإننا سنقوم بتسهيل كل ما هو مطلوب منا على كل الأصعدة لأنّ الأمر يعنينا جميعاً». وأضاف: «نأمل بأن تحدّ الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة العامة والمعنيون أكان في المطار أو في المرافئ الأخرى، من خطر تسرب مرض «إيبولا» ومنعه، ونأمل بألا نواجه بأي حالة صحية أو مشكلة من هذا النوع».

أصحاب المستشفيات

وبعد انتهاء جولته في المطار، استقبل وزير الصحة وائل أبو فاعور في الوزارة وفداً من أصحاب المستشفيات التي تفوق سعتها مئة سرير وتقوم بإعداد وحدات متخصصة لاستقبال مصابين محتملين بفيروس إيبولا وذلك في حضور نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون والمدير العام لوزير الصحة الدكتور وليد عمار.

وأعلن ابو فاعور بعد اللقاء «أنّ النقاش كان وطنياً ومسؤولاً، وأبدت المستشفيات حرصاً كبيراً على تحسس الخطر القادم والتصدي له». وقال: «إنّ عدداً من هذه المستشفيات وعددها أحد عشر قطعت شوطاً كبيراً في التحضيرات، فيما لدى بعضهم الآخر نواقص تعاني منها مستشفيات في كل العالم»، مؤكداً «السعي إلى تأمين كل المعدات المطلوبة من بزات عزل ومعدات أخرى».

وأعلن أبو فاعور «أنه في غضون أسبوعين إلى ثلاثة ستكون المستشفيات في حال جاهزية جيدة»، داعياً إلى «مشاركة كوادر المستشفيات في الدورات التدريبية التي تنظمها وزارة الصحة في المحافظات كافة».

وشدّد وزير الصحة «على ضرورة المواكبة الإعلامية لنشر الوعي حول إيبولا واستضافة خبراء ومتخصصين لتوعية الرأي العام حول المرض وأعراضه». وقال: «ليس من داعٍ للهلع رغم أنّ كل مرض جديد ومجهول يثير ذلك، وقد بذلنا أقصى الطاقات، وبالعمل المشترك بين وزارة الصحة والمستشفيات والمنظمات الدولية سنتمكن من التغلب على هذا المرض».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى