رئيس الجمهورية: عودة النازحين إلى الأماكن الآمنة حاجة ملحة ولا يمكن انتظار الحل السياسي
طالب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع جوهانس هان بأن تفتح الدول الأوروبية أسواقها للصادرات اللبنانية التي تتطابق مع المعايير والمواصفات الأوروبية، لتعزيز اتفاق الشراكة بين لبنان ودول الاتحاد الأوروبي وفق الأولويات المحددة.
وأبلغ عون المسؤول الأوروبي أن لبنان أطلق رزمة مشاريع إصلاحية وعزز إجراءات مكافحة الفساد، كما أقرّ قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف تحفيز الاقتصاد المنتج، داعياً إلى تحويل الوعود التي تلقاها لبنان من المجتمع الدولي لمساعدته إلى خطوات عملية يؤمل أن تترجم خلال مؤتمر «سيدر» الذي يُعقد في باريس في 6 نيسان المقبل.
وأشار إلى أن «قضية النازحين السوريين في لبنان باتت تشكل تهديداً وجودياً لا سيما أنه لم يعُد في مقدور لبنان أن يتحمّل بقاءهم لفترات غير محددة نظراً إلى التداعيات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية الناتجة من هذا الوجود». واعتبر عون أن «عودة النازحين إلى الأماكن الآمنة في سورية، ولو تدريجاً، باتت حاجة ملحّة، لأنه لا يمكن انتظار اكتمال الحل السياسي في سورية لتحقيق هذه العودة».
ودعا رئيس الجمهورية الموفد الأوروبي إلى «دعم دول الاتحاد للموقف اللبناني في ظل ما يواجهه من تحديات لا سيما منها التهديدات «الاسرائيلية» التي تتكرّر من خلال الخروق المستمرة للسيادة اللبنانية في البر والبحر والجو».
وكان المفوض الأوروبي هان أكد لعون خلال اللقاء الذي حضرته رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن، أن «الاتحاد يقف إلى جانب لبنان ويواصل تقديم الدعم المطلوب في المجالات كافة لا سيما دعم الموقف اللبناني من مبدأ النأي بالنفس، كما يشارك الاتحاد بفاعلية في المؤتمرات الدولية في باريس وبروكسل».
ورحّب هان بزيادة الصادرات اللبنانية إلى دول الاتحاد الأوروبي لاسيما تلك التي تتطابق مع المواصفات والمعايير الموضوعة. وعبّر عن تقدير الاتحاد الأوروبي للرعاية التي يقدّمها لبنان للنازحين السوريين، معتبراً أن المساعدات التي تقدّم للبنان في هذا الصدد غير كافية، ومؤكداً أن الاتحاد سوف يواصل العمل لتعزيز هذا الدعم. ووعد بإثارة هذه المسألة خلال المؤتمر الذي سيعقد في بروكسل خلال الشهر المقبل.
والتقى رئيس الحكومة سعد الحريري وبحث معه في التطورات المحلية والإقليمية والتحضيرات المتعلقة بمؤتمري سيدر و بروكسل .
وزار المفوّض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ترافقه لاسن وتناول البحث كيفية التحضيرات الجارية لمؤتمري «سيدر» لدعم الاقتصاد اللبناني و بروكسل حول دعم مستقبل سورية والمنطقة .
وأكد المفوض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار في كلمة خلال مؤتمر «سد الفجوة – التعليم العالي وما بعده» الذي نظّمه مشروع «سبارك» بالشراكة مع الصندوق الائتماني الأوروبي «مدد» والجامعة الأميركية في بيروت، أن «الطلاب ومؤسسات التعليم العالي كانت وستبقى قطاعاً رئيسياً تستهدفه مساعدات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، لأن هذه المؤسسات والطلاب هم مَن يحدث التغيير في السعي إلى مزيد من الازدهار وإلى منطقة سلمية». وأشار بيان لبعثة الاتحاد الأوروبي، الى أن المؤتمر «ركز على كيفية تحسين ودعم وصول الفئات الشابة في المنطقة إلى التدريب ذي الجودة والتعليم العالي وريادة الأعمال، رغم تأثر بلدانها بالنزاع والنزوح الجماعي والجمود الاقتصادي».