نقل 3268 شخصاً بينهم 770 إرهابياً من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما.. و«وحدات الحماية» تنفي سيطرة قوات تركية على تل رفعت، واصفة إياها بالكاذبة

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سورية أن روسيا والحكومة السورية أمّنتا خروج 121 ألف شخص من الغوطة عبر الممرات الآمنة ووفّرت لهم مراكز إقامة مؤقتة.

ولفت نيبينزيا إلى أن القذائف التي تطلقها المجموعات الإرهابية في الغوطة تسببت باستشهاد وجرح مئات المواطنين في دمشق ومحيطها.

وقال نيبينزيا إن الأمم المتحدة تعتمد في معلوماتها على جهات تعتبر أطرافاً في الأزمة في سورية وبعض دول الغرب تضيع الوقت ببيانات تضلل الواقع وتدعم المجموعات المسلحة.

من جهته أكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ما تشاو شيو خلال الجلسة أنه من الضروري الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقلالها، لافتاً إلى أن العملية السياسية فيها لحل الأزمة يجب أن يقودها السوريون أنفسهم.

على صعيد آخر، تواصلت في غوطة دمشق الشرقية أمس، عملية انسحاب مسلحي تنظيم «فيلق الرحمن» المعارض وعوائلهم إلى محافظة إدلب لليوم الرابع على التوالي.

وقال مصدر مسؤول، إن 25 حافلة خرجت من عمق عربين باتجاه حاجز السيربيكس، متوقعاً أن يصل عدد الحافلات، التي ستغادر نحو إدلب ضمن الدفعة الرابعة أمس إلى 100 حافلة.

وأفاد المصدر بأن التحضيرات انطلقت عند معبر عربين الإنساني لخروج الدفعة الرابعة من المسلحين وأفراد عوائلهم، غير الراغبين في تسوية أوضاعهم، من جيب محاصر لهم يشمل حي جوبر وبلدات عربين وزملكا وعين ترما، وذلك بموجب الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين مركز المصالحة الروسي في سورية وقيادة هذا التنظيم المعارض.

من جانبها، أشارت وكالة «سانا» السورية الرسمية إلى تجهيز 51 حافلة تقلّ 3268 شخصاً، بمن فيهم 770 مسلحاً، في منفذ عربين، تمهيداً لنقلهم إلى إدلب.

وتمّ أمس إخراج 100 حافلة على متنها 6749 شخصاً بينهم 1620 إرهابياً من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية إلى إدلب بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري.

وبيّن مصدر أن سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر العربي السوري ترافق الحافلات أثناء دخولها إلى مناطق انتشار المجموعات المسلحة للإشراف على عملية تجهيز الحافلات وإخراجها باتجاه ممر عربين الذي افتتحه الجيش العربي السوري، السبت الماضي.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها اليوم أن 6749 مسلحاً وأفراد عوائلهم غادروا الغوطة الاثنين إلى إدلب على متن 110 حافلات، ليصل بذلك عدد الذين انسحبوا إلى إدلب خلال الأيام الثلاثة الأخيرة 13190 شخصاً، وأمّن طريقهم الجيش السوري وضباط من مركز المصالحة الروسي في سورية وموظفو الهلال الأحمر السوري.

وأكد البيان أن مسلحي «فيلق الرحمن» أفرجوا عن 26 عسكرياً سورياً محتجزاً لديهم، مشيراً إلى أن عمليات انسحاب المسلحين وعوائلهم من الغوطة الشرقية مستمرة.

في غضون ذلك، لا يزال المدنيون يخرجون من الغوطة الشرقية عبر المنافذ الإنسانية المقامة في المنطقة تحت إشراف العسكريين الروس، حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية خروج أكثر من 122 ألف مدني من الغوطة منذ إعلان موسكو هدنات إنسانية يومية.

أشارت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من اليوم إلى أن أكثر من 520 مدنياً غادروا مدينة دوما الخاضعة لسيطرة تنظيم «جيش الإسلام» أمس الاثنين عبر المنفذ الإنساني المقام في مخيم الوافدين، مضيفة أن موظفي مركز المصالحة الروسي نظموا في المعبر توزيع المواد الغذائية، بما في ذلك الوجبات الساخنة، ومياه الشرب.

وبعد خروج عناصر «الفيلق» من جيبهم المحاصر، ستبقى مدينة دوما آخر جيب للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية، حيث أعلنت هيئة الأركان العامة في القوات الروسية أمس، أن المفاوضات لا تزال مستمرة من أجل إقناع مسلحي «جيش الإسلام» بإلقاء السلاح والانسحاب من المنطقة.

ميدانياً، نفت مصادر إعلامية دولية داخل بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي أنباء عن سيطرة القوات التركية وحلفائها من «الجيش الحر» على البلدة.

لكن وسائل إعلام تركية أفادت بدخول القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون» إلى البلدة بعد انسحاب وحدات الحماية الكردية منها.

وأشارت المصادر إلى أن القوات الشعبية الموالية للحكومة السورية لا تزال موجودة داخل تل رفعت وتسيطر على كامل البلدة، مضيفاً أن الوضع في البلدة هادئ ولا صحة لما ورد في الساعات الأخيرة من الأنباء عن دخول القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون» داخلها.

وأفادت المصادر بأن عشر حافلات تقل عناصر القوات الجوية للجيش السوري دخلت تل رفعت متوجّهة إلى مطار منغ العسكري الواقع في محيطه لتعزيز خطوط دفاعاته.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة «ديلي صباح» عن مصادر محلية تأكيدها أن القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون» تستعد لإطلاق عملية عسكرية لتطهير تل رفعت من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية في الساعات المقبلة، وقد نفذ الطيران التركي سلسلة غارات على أهداف للمسلحين الأكراد في البلدة.

من جانبه، نفى المتحدث الرسمي باسم الوحدات الكردية في منطقة عفرين، بروسك حسكة، في تصريح صحافي، أنباء عن سيطرة قوات «غصن الزيتون» على تل رفعت، واصفاً إياها بالكاذبة وجاءت في إطار الحرب الإعلامية.

وشدد المسؤول الكردي على أن وحدات حماية الشعب لا تزال موجودة في منطقة الشهباء المحيطة، مشيراً إلى جاهزية مقاتليها لصد محاولات أنقرة وحلفائها للاستيلاء على تل رفعت.

وأكد نشطاء معارضون من «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الأنباء عن دخول قوات «غصن الزيتون» إلى تل رفعت لا صحة لها، مضيفين أن تقدّم الجيش التركي وحلفائه توقف عند ضواحي البلدة، بينما لا تزال القوات الكردية موجودة فيها.

إلى ذلك، أعلنت هيئة رئاسة الأركان التركية أمس، أن جنديين تركيين لقيا مصرعهما أثناء تفكيك عبوات ناسفة في المناطق التي سيطرت عليها قوات «غصن الزيتون» في عفرين، شمال سورية.

وأوضحت رئاسة الأركان، أن عبوة ناسفة انفجرت أثناء عمل العسكريين على تفكيك العبوات، ما أدى إلى مقتل جنديين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى