عبير الأسد تطلق معرضها الأوّل في دمشق بعنوان «تناغم الحياة»
رانيا مشوّح
بين الألوان والورق تراقصت ريشتها عزفاً يدقّ ناقوس الحياة على لوحات تشابه الروح وتلامسها. تعالت فوق الجراح والتمست وطناً من الإبداع فصنعت من الألوان والمعاناة تناغماً يليق بالحياة.
واستمراراً منها في إبراز موجبات الحياة، قامت وزارة الثقافة السورية وبرعاية من وزير الثقافة محمد الأحمد بإطلاق معرض فنّي للفنانة عبير الأسد تحت عنوان «تناغم الحياة»، في قاعة المعارض في «دار الأسد للثقافة والفنون» في دمشق.
افتتح المعرض وزير الثقافة محمد الأحمد، وصرّح قائلاً: الفنّ التشكيليّ هو من الفنون التي تفتح الإنسان على بوابات وأنداء ورؤى حقيقة تتآلف في ما بينها بصنع اللون الموجود في اللوحة. دائماً الفنّ التشكيليّ من الخطأ أن نقرأه في أفكار مسبقة، كلّ لوحة تقدّم نفسها بنفسها. ربّما الفيلم السينمائي أو المسرحيّة أو الكتاب تتشابه قراءة الناس لها حين تحلّل المحتوى، هنا الفنّ التشكيليّ لو عرضت لوحة تشكيليّة على عشرة أشخاص، أيّاً كانوا هؤلاء الأشخاص، ستجد أنّ كلّ واحد منهم يقرأ هذه اللوحة ضمن منظوره الخاص، وضمن رؤى تمسّ هذا الكائن أو تخاطبه.
وأضاف: اليوم في معرض الفنانة عبير الأسد شاهدنا لوحاتها التي تتميّز بأنّها من مخزون ذاكرة ينهل من المدينة، ومن رحلاتها التي قامت بها إلى مدن كثيرة حقيقة. كلّ لوحة لها نَفَسٌ خاص ويوحد في ما بينها هذا الأسلوب الشفّاف في التعاطي مع اللون وفراغات اللون.
وعن معرضها قالت الفنانة عبير الأسد لـ«البناء»: هذا المعرض هو أول معرض لي في سورية تحت عنوان «تناغم الحياة»، فكرة المعرض تتكلّم عن الحياة بشكل عام التي تبدأ بكائنات حيّة من طبيعة ونبات وحيوان وإنسان، ومن هنا أردت أن أعكس هذه الحياة في اللوحات من خلال التناغم اللوني وإيقاعات الحياة المختلفة. عدد اللوحات 35، وأتت ضمن مواضيع مختلفة، غالبيتها عن الطبيعة والحيوان والإنسان. ثمة تباعد زمنّي بين اللوحات، أحببت هذا التباعد ووضعته ضمن سلسلة مترابطة رغم التباعد الزمني بين اللوحات، لكنّها قريبة بالفكرة. الهدف من المعرض هو التناغم بين أركان الحياة.
وتابعت: اللوحات كانت بعيدة عن المعاناة لأن الإنسان لا يتمنّى الحزن والمعاناة. لقد مرّرنا بأزمة لمدة سبع سنوات، وهذه الأحاسيس المتعبة من الحرب عكستها في هذه اللوحات. رغم ابتعادي عن جوّ الحزن قدّمت الفنّ بطريقة ورؤية مغايرة ومن خلال هذا كانت لي لوحة عن سورية وقت الحرب، وجعلت طابعها الأمل، والأمل هو الحالة التي نحياها دوماً لانتصار مقبل تنتهي به الحرب.
وعن رسالتها من المعرض قالت الأسد: رسالتي من هذا المعرض هي رسالة سلام وحبّ، أتمنّى أنّ يحبّ الناس بعضهم، ولا أتمنّى أن أرى المآسي والحروب. الفنّ والإبداع مستمرّان في العالم كلّه في أيّ مكان ورغم الأزمات، ومن جهتي أراها من طفل أو من شجرة أو من مكان ليس فقط من فنان.
كما كان للشركة السورية الوطنية «سيريتل» حضورها في المعرض لدعم المواهب والإبدعات السورية، وعن هذا قال محمد العكل من قسم الإعلام في شركة «سيريتل»: «سيريتل» اليوم تتواجد في هذا المعرض أولاً للدعم وثانياً فخراً للشركة أن تكون موجودة في كلّ عمل وطني يقام في سورية، بعد انفراج الأزمة «سيريتل» تفتخر بالأعمال الوطنية من فنون ورياضة ومعلوماتية وبأيّ مجال يرفع اسم سورية كهذا المعرض، «سيريتل» تقدّم دعمها المعنوي وبتغطية لأعمال كهذه عن طريق الميديا والإذاعات والإعلام هو لنشر ثقافات مختلفة منها ثقافة الفنّ التشكيليّ عبر كلّ الإمكانيات المتاحة لـ«سيريتل» لدعم المواهب السورية الوطنية.
يذكر أن الفنانة عبير الأسد حاصلة على إجازة في إدارة الأعمال من كلّية الاقتصاد من «جامعة دمشق»، كما أنّها حاصلة على ماجستير في العلوم الدبلوماسية من «جامعة ويستمينيستر» في لندن. إضافةً إلى أنّها موظّفة في وزارة الخارجية وموفدة لعدد من البعثات السورية إلى جنيف وبراغ.
وفي مجال الفنّ التشكيليّ قامت باتّباع دورات تدريبية في مجال الفنون التشكيليّة وأقامت معرضاً فردياً في مبنى «البنك العربي البريطاني» في لندن عام 2008، كما شاركت في معرض جماعي في مبنى الأمم المتحدة في جنيف عام 2009 وشاركت في بازار للسيدات الدبلوماسيات لصالح الأطفال المرضى في براغ عام 2014.