أخرِجوهم من كوكبنا!

أخرِجوهم من كوكبنا!

الخطّ البيانيّ لعمر الإنسان في هبوط، وكلّما تقدّم به العمر واستكشف وقرأ أكثر تتبلور أمامه حقيقة. تُرى هل الحلم القريب البعيد قد مات؟ أم أنّه ما زال في الحياة المتسع من الوقت لتحقيق الأحلام؟

أحد الفنادق في طوكيو، أبلغ جميع النزلاء بأنّه سيقوم بقطع خدمة الإنترنت لمدة دقائق، بسبب استبدال جهاز صغير، ولم ينسَ الفندق أن يُرفق بلاغه هذا بأسف شديد من جميع نزلائه.

لا بدّ لليابان أن تخرج من كوكبنا وتبحث عن كوكب آخر. فهم بتصرفاتهم النبيلة مع شعبهم يذكرونا بنقصنا، وهذه التصرفات تساهم في تعذيبنا، وتفسد علينا كل محاولات التأقلم مع ظروف عدم الاحترام كزبائن أولاً، وكبشر ثانياً!

حتى بات الأمر أشبه أن يشكو متخم لجائع ما فعلته الوجبة الدسمة في معدته! نحن شعب إذا انقطعت خدمة الإنترنت نهاراً كاملاً يقولون لنا: «أعيدوا تشغيل الراوتر»، مع أنهم يعرفون ونحن نعرف أنّ نزع «الفيش» وإعادة إدخاله لن يحلّ المشكلة.

في الصين قاموا بهدم الجزء العلوي من جسر، وأعادوا بناءه، وعبّدوه، وخطّطوه، وعادت السيارات تسير في الاتجاهين، واستغرق هذا الأمر 43 ساعة، واعتذروا عن التأخير بسبب بعض العوامل المفاجأة، لأنّه بحسب توقّعاتهم كان يجب أن يُنهوا عمله خلال 36 ساعة، والفيديو الذي عرض الحدث تناولته مواقع التواصل الاجتماعي لتثني على عملهم وجهودهم.

كذلك قبل سنة بنوا ناطحة سحاب 57 طابقاً خلال ثلاثة أسابيع. هذه معجزة، ولله درّ هذا الذكاء الذي يملكونه. تخيّلوا حجم المشروع وما يرافقه من معدّات ومكمّلات غير البناء مثل المصاعد، والكهرباء، والماء، والتدفئة، وحساب مقاومة الرياح والزلازل وغير ذلك.

لماذا لا نستفيد من تجارب هذه البلدان. فالمثل العام يقول: جاور السعيد تُسعد. واطلب العلم ولو في الصين. واليوم ومع ما وصلنا إليه من تقدّم في التقنيات والمعارف لا بدّ من نقل هذه التجارب إلى بلداننا وألّا نعمل لمجرد أننا نعمل. ففي جنوب أفريقيا رجل اسمه أندريه ستاندر يعمل في قسم جرائم السرقة، كان يسرق البيوت، ثمّ يعود إلى قسم الشرطة، ويصدر مذكّرة تكليف لنفسه بالتحقيق في هذه الجرائم، ويأتي ويحقّق فيها، ويسجلّها ضدّ مجهول لعدم كفاية الأدلة لملاحقة الجاني!

فإذا لم نأخذ القرار وفي السريع العاجل، ونستفد من تجارب اليابان والصين، فلا بدّ من المطالبة بإخراجهم من كوكبنا.

صباح برجس العلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى