متاهات
متاهات
بين ما نحن عليه فعلاً.. وبين ما نريد أن نكون، وبين ما ينبغي أن نكون.. هناك ذات، ذاتُنا!!
ذاتنا التي تتأثر وتتكسر، تتحطّم وتتغير، وينتابها القلق والحيرة والخزي وانعدام الحيلة، كلّما بنيناها على توقّعات الآخرين، وجوبهت بالرفض بعد محاولة تقديمها للعالمي.
نبحث عن السعادة ونملك مفاتيحها ولكن عقدة المقارنة مع الآخرين تحول بين هذه المفاتيح وبيننا.
فالشعور بانعدام العدالة لحصول غيرنا على ما وجب أن يكون من استحقاقنا واستجداء الشفقة والإحساس بالظلم وما نبثه من كلام يُفقدنا الإتزان ويبعد ذاتنا عن كل قناعة وإيمان بحكمة الرحمن يجعلنا نغرق في الحسرة على أنفسنا والتفكير في نِعم غيرنا وسقوطنا في وحل الحسد والحقد والغيرة والسخط الذي لن يزيدنا إلّا حزن وخسارة ونقمة.
وننسى كم هذا يُشعرنا باللا انتماء.. وبالتفرد باللا معتاد.. وبللا تواءم واللا انسجام.. وأحياناً بأننا لا أحد!!
ويراودني
كم مرة انبثق لنا بعد كل شعور ذات جديدة.. تجعلنا أقوى مما كُنا.. تُفتّح فينا عالم جديد، نضع فيه كل تعابير عاطفتنا، لنفقد به ذاتنا، عالم آخر ممتلئ بالحب.. نملك توجييهه والتحكّم فيه.. فيهبنا الحياة؟
كم من مرة بدأنا رحلة التعريف عنّا والبحث عن هويتنا، وتُهنا تارة في النسل وتارة في العرق ومفاهيم لم تكن إلّا اختراعات بشرية وأساطير مبنية أحياناً على الجهل والخوف وأحياناً على اعتزازاتٍ نفسيّة؟
صراع الذات لن ينتهي لطالما تبقى للذات الرغبة في التلاشي مع مستقبلٍ مهني زاهر، متناهي بالتوحّد مع خالقها ومرتبط بجوهرها ومع الإنسان الإنسان الذي يعيش بمحيطها.
ووحده الوعي بحقيقة هذا التوحّد هو درع يحمي من الانقسام والحيرة والانتقاد والقلق وانعدام الأمان.. واللامسؤولية.
ريم شيخ حمدان