يوم الأرض.. 18 شهيداً ومئات الجرحى من أجل فلسطين
شكلت مسيرة العودة التي انطلقت الجمعة الماضي لحظة تحوّل كبيرة في المسألة الفلسطينية، وهي رغم ارتقاء 18 شهيداً ووقوع مئات الجرحى خلالها إلا أنها شكلت بصمة قومية كبيرة في تاريخ مقاومة الاحتلال والاستعمار اليهودي على مدى عشرات السنين.
فقد أدت مسيرة العودة إلى وقوع عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين بنيران جيش الاحتلال في أكثر من منطقة في قطاع غزة عقب خروج عشرات الآلاف من المواطنين إلى المناطق الشرقية للقطاع للمشاركة في فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي ينظّمها الفلسطينيون إحياءً للذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنّ الرصاص الحي وقنابل الغاز التي أطلقها جيش الاحتلال تسبّبت بارتقاء 18 شهيداً وعدد من الجرحى بلغ 1416 جريحاً بينهم عشرات الإصابات بالرصاص الحي.
وقد أعلن جيش الاحتلال المنطقة المتاخمة لقطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن تمكّن عشرات الشبان من اجتياز السياج الفاصل شرق القطاع رغم الرصاص الكثيف ما دفع القناصة الصهاينة إلى التراجع.
وخلال مشاركته في مسيرة العودة شرق غزة قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية إنّه «لا تنازل ولا تفريط ولا اعتراف بالكيان الصهيوني على شبر من أرض فلسطين» مضيفاً أنّ الشعب خرج ليقول للرئيس الأميركي وصفقته «لا تنازل عن القدس ولا بديل عن فلسطين ولا حلّ إلا بالعودة».
وبحسب هنية، فإنّ هذه المسيرة هي البداية للعودة إلى كل أرض فلسطين.
كما توجّه عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى استجابة لدعوات النفير التي صدرت أمس، رغم كثافة الحواجز والنيران الصهيونية.
وكانت قد أطلقت دعوات متعدّدة الخميس الماضي للتظاهر في قطاع غزة والضفة الغربية، إضافة إلى القدس المحتلة، حيث تمّت الدعوة أيضاً إلى إغلاق المساجد وأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى ردّاً على دعوات جماعة منظمات الهيكل، هذا فيما استبق شبان غزة ذكرى يوم الأرض بتظاهرات قبالة السياج الحدودي وتصدّوا لاعتداءات الاحتلال رغم إجراءاته الأمنية المشدّدة.
وتمكّن شبانٌ فلسطينيون من إحراق معدات وأبراج إسرائيلية شرق غزة قبل ان يعودوا الى مواقعهم بسلام، وقد عرض الشبّان مشاهد هذه العملية.
نداء الفصائل
ودعت الفصائل الفلسطينية الشعب الفلسطيني إلى أوسع مشاركة في فعالية مسيرة العودة الكبرى إحياءً لذكرى يوم الأرض.
حركة حماس التي أكّدت أنّ يوم الأرض هو مصدر إلهام وفرصة للتذكير بحق العودة، دعت في بيان لها الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة الواسعة والالتزام الدقيق بسلميتها والابتعاد عن أي مظهر من المظاهر التي يمكن أن تحرفها عن هدفها وتقف عائقاً في وجه نجاحها.
بدورها، قالت حركة فتح إن ذكرى يوم الأرض تمرّ في ظل ظروف وتحديات صعبة وهجمة شرسة على الشعب والقيادة الفلسطينية متمثلة في إمعان الحكومات الصهيونية المتعاقبة على مواصلة الاستيطان ومصادرة الأراضي ومحاولة تهويد القدس العاصمة وإفراغها من سكانها المقدسيين.
وأضافت أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير بنقل السفارة للقدس في يوم نكبة الشعب الفلسطيني والهجوم المتواصل على القيادة الفلسطينية ورئيس السلطة محمود عباس ما هو إلا جزء من مخطط كبير «لكنه لم ولن يمرّ».
ودعت حركة فتح الفلسطينيين في كل مكان للمشاركة الفاعلة والقوية في مسيرة العودة الكبرى.
إلى ذلك، أصدرت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بياناً في الذكرى الـ42 ليوم الأرض، واعتبرت أن هذه المناسبة تأكيد على إصرار الشعب الفلسطيني على مقاومة الكيان الصهيوني ومواجهة «الاستعمار الاستيطاني اليهودي الذي تتصاعد وتيرته وخاصة في مدينة القدس».
واستنكر بيان الأمانة العامة «الدور المشبوه لعدد من الأنظمة العربية، كما وموقف جامعة الدول العربية التي تعمل على تصفية القضية الفلسطينية»، مؤكداً أن «المقاومة المسلّحة والانتفاضة هي الخيار الوحيد لتحرير الأراضي العربية المحتلّة، وليس عبر المفاوضات العبثية».
وشدّد البيان على إدانة «الصمت العربي والدولي المشين والمشبوه عن عدم تطبيق القرار 194 الذي يؤكد حق عودة اللاجئين إلى ديارهم»، كما دان توسّع الاستيطان اليهودي وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس.
وحيّا المؤتمر الفلسطينيين «عموماً وفي أراضي الـ 48 خصوصاً و«القائمين والمشاركين في مسيرة العودة التي تشهدها الأراضي المحتلة» التي رأى أنها تعبّر عن الإرادة في العودة إلى الأرض المحتلّة مهما طالت السنوات.
المؤتمر أكد أيضاً «ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال والمشاريع الأميركية التصفوية، وعلى رأسها صفقة القرن»، داعياً «القوى والأحزاب والهيئات والمؤسسات العربية والدولية إلى إدانة ممارسات العدو الصهيوني وإدانة انتهاكاته اليومية وإلى ضرورة دعم صمود ومقاومة شعبنا في فلسطين المحتلة بالوسائل الممكنة كافة».