ألف قمر
عبير حمدان
كبرت ولم يزل حضنك مرتع الدفء
كبرت ولم أجد متّسعاً
في هذا الكون
لي في قلبك ركن بلون الشفق
وفي عينيك يرتسم ألف قمر
كبرت يا أمي
ولم أزل عند إطراف خطاك
تلك الطفلة المتعلّقة بالأمل
لم تزل مقلتاك جدولي الوحيد
ولحظك مواسمي
ولم أزل أسعى
لأجمع من مَعين كفّيك
أغنيات المطر وانسكاب السحر
عند مشارف الوتر
كبرت يا أمّي
ولم يغلبك الملل يوماً
تخفين الألم بين تقاطيع الأيام
وتتقنين الصمت
كي لا تفقد بريقها الأحلام
كبرت ولم أدرك
كيف لقلبك أن يتلقّف خوفي
وكيف تصبح تلك الدمعة لؤلؤة
والتنهيدة صلاة…
كبرت وأنت تغزلين خيوط الربيع
وتشرقين في كلّ ثانية
بين التفاصيل البسيطة
أمّي…
يا من حملت لي الشمس والريح
ونسجت من وميض الشهب
رداء السنين
سامحي لغتي إن فقدت معانيها
وتلقّفي نبضي علّ الحروف تسمو
حيث تجسدين!