مناصرو الهجرة يصفون تصريحات ترامب بـ«الحيلة السياسية»
طالبت المكسيك واشنطن بالتوضيح، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه «ينوي نشر جيش بلاده على حدود المكسيك، لدرء خطر المهاجرين اللاشرعيين والعناصر الإجرامية والمخدرات».
وفور إعلان ترامب عن نيته، طلب سفير المكسيك في الولايات المتحدة جيرونيمو غوتيريس، التوضيح من السلطات الأميركية.
وكتب وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي، في تغريدة على «تويتر» أن «الحكومة المكسيكية ستقرر طبيعة ردّها استناداً إلى التوضيح الأميركي، وستدافع دوماً عن سيادتها ومصلحتها الوطنية».
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يخطط لاستخدام القوة العسكرية في حماية حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، حتى يبنى «الجدار الأمني» المناسب.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: «سنقوم بأعمال عسكرية هناك»، مشيراً إلى أنه «ناقش الفكرة مع وزير الدفاع جيمس ماتيس».
وكتب ترامب على صفحته في «تويتر»: «المكسيك لا تكاد تقوم بأي شيء لمنع الناس من التدفق إلى المكسيك عبر حدودها الجنوبية ومن ثم إلى الولايات المتحدة.. إنهم يسخرون من قوانيننا الغبية إزاء الهجرة».
فيما قال البيت الأبيض أول أمس، «إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم نشر الحرس الوطني على الحدود الجنوبية مع المكسيك لمواجهة ما وصفه بالتهديد المتنامي للمهاجرين غير الشرعيين والمخدرات والجريمة من أميركا الوسطى».
وكان مستشارو ترامب قالوا الإثنين الماضي «إنه يستعدّ لتشريع جديد لمنع المهاجرين وطالبي اللجوء، بمن فيهم الأطفال الصغار غير المصحوبين مع أحد الراشدين ، من دخول الولايات المتحدة، وفتح جبهة جديدة في الحملة ضد الهجرة التي مارسها منذ توليه منصبه».
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أنه في تصريحات أدلى بها الثلاثاء الماضي فاجأ ترامب بعض كبار مستشاريه، حيث اقترح الأخير أمراً أكثر تشدّداً يتمثل في إرسال قوات عسكرية للقيام بما لم تستطع سلطات الهجرة القيام به.
وفي حديثه للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مع رؤساء ثلاث دول في البلطيق، وصف ترامب قوانين الهجرة القائمة بأنّها «متساهلة وغير فعالة»، ودعا إلى «عسكرة الحدود مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين من أميركا الوسطى».
وقال ترامب «لدينا قوانين مروّعة وفظيعة وغير آمنة في الولايات المتحدة. نحن نعدّ الجيش لتأمين حدودنا بين المكسيك والولايات المتحدة».
وقد ندّد مناصرو الهجرة بـ»إعلان ترامب»، وقالوا إنه «حيلة سياسية».
وقال كيفن أبلبي، كبير مديري سياسة الهجرة الدولية في مركز دراسات الهجرة في نيويورك إنّ ترامب «لا يستطيع الحصول على تمويل لجداره، لذلك بدلاً من ذلك يسيء استخدام جيشنا بشكل غير مسؤول لإنقاذ ماء الوجه».
وقال آخرون «إنّ إعلان ترامب المفاجئ كان مجرد مثال لنمط مألوف الآن، حيث يرد الرئيس بغضب على شيء يراه في الأخبار – في هذه الحالة، تقارير عن مجموعة كبيرة من المهاجرين من هندوراس يسافرون عبر المكسيك على أمل الوصول إلى الولايات المتحدة – ويسعى لاستخدامها باعتبارها هراوة ضد خصومه السياسيين».
وقال مارك كريكوريان، المدير التنفيذي لمركز دراسات الهجرة، «إنه قد يكون هناك عنصر آخر في الرسائل السياسية ورغبة في خلق مشاكل في تشرين الثاني للمرشحين الديمقراطيين الذين رفضوا تبني سياساته».
وقال ترامب في الاجتماع مع رؤساء دول البلطيق «لدينا قوانين سيئة للغاية بالنسبة للحدود، وسوف نقوم ببعض الأشياء – لقد تحدثت مع الجنرال ماتيس – سنقوم بأشياء عسكرية. إلى أن يتسنى لنا الحصول على جدار والأمن المناسب، سنقوم بحراسة حدودنا مع الجيش. هذه خطوة كبيرة. نحن لم نقم بذلك من قبل، أو بالتأكيد ليس كثيراً من قبل».