ستولتنبرغ: «الناتو» لا يسعى لعزل روسيا
أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أن الحلف لا يسعى لعزل روسيا، ويريد تحسين العلاقات معها، لكنه قلق إزاء «تصرفاتها».
وقال ستولتنبرغ في كلمة له بجامعة أوتاوا، قبيل لقائه رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، أمس: «نحن لا نزال نسعى لتحسين العلاقات مع روسيا، لأن روسيا جارنا، وروسيا ستبقى هناك. نحن لا نسعى إلى عزلها».
وأعرب الأمين العام للناتو عن القلق إزاء قيام روسيا بـ «ضمّ القرم وزعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا ودعم الرئيس السوري بشار الأسد والتدخل في شؤون دول أخرى»، بحسب تعبيره.
وتعليقاً على طرد دبلوماسيين روس على خلفية حادثة الجاسوس السابق سيرغي سكريبال، أضاف ستولتنبرغ أنه «كان هناك سبب ليرد الناتو وشركاؤه بهذه الطريقة على الهجوم في سالزبوري، لأن هذه ليست حادثة منفردة».
وتابع أن «هذا الهجوم وقع على خلفية طريقة التصرف التي نراها من قبل روسيا خلال سنوات طويلة».
جدير بالذكر أن حلف الناتو طرد 7 دبلوماسيين روس من أفراد البعثة الروسية لدى الحلف، ورفض منح تأشيرات لـ 3 موظفين آخرين كان من المقرّر أن ينضمّوا إلى البعثة، التي تقلّص عدد أفرادها من 30 إلى 20 فرداً.
وجاء ذلك على خلفية قضية الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال، الذي تتهم بريطانيا موسكو بتسميمه، وحثت حلفاءها الغربيين على اتخاذ إجراءات ضد روسيا. وطردت أكثر من 20 دولة ما مجموعه أكثر من 150 دبلوماسياً روسيا، وردّت روسيا بالمثل.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أعتبر طرد الدبلوماسيين العاملين في البعثة الروسية لدى الناتو «تحدياً للمجتمع الدولي».
وقال غروشكو خلال مناقشات منتدى «فالداي»، إن هذه الخطوة «تحدّ خطير للعلاقات الدولية والمجتمع الدولي»، مشيراً إلى أنه «من مصلحة الجميع عدم المساس بما له دور هام، وخاصة في فترات تصعيد التوتر».
ووصف طرد الدبلوماسيين بأنه «مأساة بالنسبة إلى العلاقات الدولية، حيث تمّ توجيه ضربة ممنهجة للحضور الدبلوماسي الروسي في العديد من الدول الغربية، وقبل كل شيء في الولايات المتحدة وبريطانيا». وأضاف أن ذلك جاء نتيجة لـ «تقييمهم للقوة الدبلوماسية الروسية».
واعتبر غروشكو قضية الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال، الذي تتهم بريطانيا السلطات الروسية بتسميمه، «استفزازاً كبيراً ضد روسيا» يهدف إلى تبرير زيادة النفقات العسكرية للناتو.
وأكد غروشكو أنه لا يمكن بناء منظومة أمن عالمية إلا بمشاركة روسيا، وقال: «كلنا نتعرض للأخطار بدرجة متساوية ولن يتمكن الناتو، ولا الاتحاد الأوروبي، ولا الولايات المتحدة من إقامة مناطق آمنة معزولة لهم».