ميقاتي: لسنا مؤهلين لتعديل الطائف حالياً
رأى الرئيس نجيب ميقاتي أنّ اتفاق الطائف أنهى الحرب فعلا، وأسّس وطناً لجميع اللبنانيين، أوقف العدّ والإحصاءات، وجعل لبنان واحداً لجميع أبنائه المسيحيين والمسلمين مناصفة ليكون نموذجاً فريداً في محيطه والعالم، وأقام شراكة حقيقية من المسؤولية، إلا أنه لم يحقق كامل أهدافه، وفيه بعض الشوائب التي تحتاج إلى معالجة، وأبرزها أنّ بعض المسائل التي وصلنا فيها إلى الحائط المسدود، لم نجد حلها في الطائف، كما أنّ كل فريق يفسر التعديلات الدستورية الواردة فيه على طريقته من دون أن تكون هناك جهة واحدة قادرة على التفسير والحسم».
وفي محاضرة ألقاها عن «الوضع في لبنان والشرق الأوسط»، بدعوة من مؤسسة «فريدريش إيبرت» الألمانية في برلين، قال ميقاتي: «مع ذلك أقول إنّه يجب تطبيق الطائف كاملاً لتبيان كل مضامينه قبل البحث في تعديله، لأننا لسنا مؤهلين في الوقت الحاضر لأي تعديل لهذا الاتفاق».
وأضاف: «كان لبنان على الدوام نقطة تلاقي المصالح الخارجية وتضاربها ودفع من أجل ذلك أثماناً باهظة، ولذلك عندما بدأت الأزمة في سورية اتخذنا القرار الأصعب بالنأي بالنفس الذي أثبت حتى الآن أنه الأنجح، فقد كان هدفنا ولا يزال المحافظة على الاستقرار والوحدة الوطنية وإبقاء المجتمع اللبناني موحداً ومتماسكاً».
وسأل: لو أنّ لبنان انحاز إلى طرف ما في سورية ضدّ طرف آخر، فهل يمكن أن نغيّر في واقع الأمر شيئاً هناك؟ ألا يعني هذا الانحياز، نظراً للتركيبة السياسية في لبنان، إننا قد نحدث شرخاً وانقساماً عنيفين في المجتمع اللبناني؟.
ورداً على سؤال عن الانتخابات الرئاسية أجاب: «من الصعب التكهن باسم الرئيس الجديد لأنّ الانقسام لا يزال كبيراً، وتوزيع الكتل النيابية على النحو الحاصل يجعل من الصعوبة بمكان تأمين نصاب الثلثين لانتخاب الرئيس العتيد، وإذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية فمن الصعب برأيي إجراء الانتخابات النيابية».
ودعا ميقاتي إلى «التمسك بالثوابت الأساسية التي قام عليها لبنان وفي مقدمها أنّ هذا البلد لا يحكم إلا بالتوافق والاعتدال والعيش المشترك والنهج الوسطي، فليس بمقدور أية فئة أن تلغي الفئة الأخرى».