«العبور بلا ضوء» لدارين حوماني تحت مجهر زراقط

في ليلته الثمانين بعد المئة، خصّص «منتدى شهرياد الثقافي»، أمسيته الثقافية للنقد الأدبيّ والشعريّ، مع الدكتور عبد المجيد زراقط، الذي قدّم دراسة عن الكتابات الجديدة، ديوان «العبور بلا ضوء» للشاعرة دارين حوماني نموذجاً. وذلك بحضور نخبة من الأدباء والمثقّفين.

قدّم للأمسية الشاعر الدكتور محمد ناصر الدين، كما عزف الموسيقي طارق بشاشة على الكلارنيت، وكانت للشاعرة حوماني قراءات من الديوان.

من عنوان ديوان حوماني وغلافه، إلى المقدّمة التي كتبها الشاعر والروائيّ عبّاس بيضون، إلى كلمة الناشر الشاعر نعيم تلحوق، ثم إلى أسلوب شعر حوماني ومضمونه، أبحر الدكتور زراقط بنقده الأكاديميّ والأدبيّ، رحلة في العلامات الدالّة والمثيرة للأسئلة والتشويق، صور تشبّه المدرَك الحسّي بما يحتاج إدراكه إلى تأمّل ذهنيّ على حدّ قول الدكتور زراقط.

وأشار زراقط في دراسته إلى أنّ مكوّنات الشعر هي رؤية شعرية إلى العالم، تتمثّل لغة شعرية مفارقة للّغة العادية، ومن مكوّناتها الإيقاع: الوزني والنغمي، وليس شرطاً لازماً أن يكون عروضياً، وانزياح معجميّ وتركيبيّ ومجازيّ ودلاليّ.

ورأى زراقط أنّ الإيقاع حاجة عضوية ترافق الشعر، وأنّ التجربة الشعرية الخاصّة تلد نظاماً موسيقياً خاصّاً. وأن ليس من شعر حقيقيّ من دون نظام موسيقيّ. وأنه في ما يتعلّق بقصيدة النثر يجب تجويد النصّ وإحكام بنائه بحيث يكون مكثّفَ اللغة ينطق بدلالة كلّية. مشيراً إلى أنّ نصوص دارين حوماني تخلو من النظام الموسيقيّ، وأنّ لغتها الشعرية هي وليدة تجربة شخصية انفعالية من ناحية، ومن ناحية ثانية هي وليدة تجربة ذهنية تحتذي غرائبيّات يراد لها إحداث الدهشة.

واختتم الدكتور زراقط دراسته بالقول إنّ نصوص ديوان «العبور بلا ضوء» مفارقة للّغة العادية. ما يعني أنها لغة شعرية وأنها تتّصف بما هو لازم وغير كافٍ لتكون شعراً ذا نظام موسيقيّ: إيقاع وزنيّ نغميّ. فهي إذاً لغة نصّ أدبيّ منثور من دون أن تقصد الكاتبة إلى إحكام نصوصها وتجويدها.

اغتنت الأمسية بالمداخلات والنقاشات بعد تقديم الدراسة، مداخلات من الحضور عن ماهيّة الشعر وخصائصه وتاريخه الماضي والحديث، وتطوّره، وعن ضرورة وجود الإيقاع الوزنيّ النغميّ أو عدمه.

هو نقاش يدور ويتفاعل بعد انتشار الكتابات المتحرّرة من الوزن والقافية والإيقاع، وهو ما حاول «منتدى شهرياد» الإضاءة عليه في الأمسية الماضية، والتي تتكرّر أسبوعياً بأنشطة أدبية تبني لثقافة يحتاجها الشباب والمكرّسون على حدّ سواء.

يذكر أنّ ديوان «العبور بلا ضوء» للشاعرة دارين حوماني، هو من إصدار دار «فواصل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى