257 عسكرياً جزائرياً لقوا حتفهم في تحطّم طائرة نقل عسكرية.. وموسكو وطهران تأسفان
قتل 257 شخصاً، أمس، بينهم 26 من البوليساريو، بـ «تحطّم طائرة نقل عسكرية جزائرية بالقرب من مطار بوفاريك العسكري، في البليدة شمالي البلاد».
وأفادت وسائل إعلام محلية، بأنّ «الطائرة من نوع أليوشين 76 وهي مخصصة للنقل والإمداد، كان على متنها أكثر من 200 شخص، كانت متّجهة إلى مطار بشار العسكري وتحطمت بعد الإقلاع بقليل في منطقة زراعية غير مأهولة، بالقرب من الطريق السريع الرابط بين بوفاريك والبليدة».
واتجهت الوحدات الجزائرية الخاصة إلى موقع الحادث فوراً لتقييم الوضع، فيما سخّرت مصالح الحماية المدنية نحو 14 سيارة إسعاف و10 شاحنات، و130 عنصر حماية لإخماد الحريق ونقل الجرحى.
وبحسب تلفزيون «النهار»، قطع قائد الأركان، نائب وزير الدفاع الجزائري، قايد أحمد صالح، زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية وانتقل إلى مكان سقوط الطائرة لمتابعة الوضع، كما أمر بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات الحادث.
من جهة أخرى، تساءل خبراء مغاربة عن «أسباب وجود 30 شخصاً من رعايا جبهة البوليساريو ضمن ضحايا حادث الطائرة العسكرية المنكوبة في مدينة البليدة الجزائرية».
وقال المحلل السياسي المغربي، حفيظ الزهري «إنّ وجود وفيات من عناصر البوليساريو ضمن ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية الجزائرية، يؤكد وجود دعم عسكري كبير من الجزائر، للبوليساريو، عبر تدريب وتسليح عناصرها، وممارسة الوصاية عليها في إطار صراعها مع المغرب»، مضيفاً «أنّ الحادث كشف بالدليل أن الجزائر طرف في الصراع وفاعل وليس بلداً جاراً كما يحاول تسويق ذلك».
وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم «البوليساريو»، أمس، «وفاة 30 شخصاً من رعاياها في حادث الطائرة العسكرية المنكوبة قرب مطار بوفاريك في مدينة البليدة الجزائرية».
وأشار الزهري إلى أنّ «التطورات الأخيرة التي عرفتها المنطقة خاصة في ما يتعلق بالصحراء، وتهديد المغرب باللجوء إلى القوة العسكرية في حالة عدم انسحاب البوليساريو من المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني، ساهم في كثافة التحركات العسكرية الجزائرية على الحدود مع المغرب وتدريب وتسليح البوليساريو».
وبينما قالت البوليساريو في بيان أوردته وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للجبهة، إنّ «الطائرة كانت تضم 30 من المرضى الصحراويين ومرافقيهم، من رجال ونساء وأطفال، العائدين من فترة علاج في المستشفيات الجزائرية»، تساءل الخبير المغربي عن أسباب وجود مدنيين على طائرة جميع ركابها عسكريون».
وأكد المحلل السياسي المغربي: لا يمكن أن تغطّى الشمس بغربال، كل ركاب الطائرة عناصر عسكرية، منهم 30 من العناصر العسكرية للبوليساريو، وعدم الاعتراف هي محاولة من النظام الجزائري، للتغطية على الحادث الذي كشف دور الجزائر في تأزيم الصراع حول الصحراء ودعمها اللوجستي لعناصر الجبهة».
ولم تعلن وزارة الدفاع الجزائرية بعد تفاصيل تخص الحادث، الذي يُعد الأكبر في تاريخ الطيران العسكري في البلاد.
ويخصص مطار بوفاريك العسكري للرحلات العسكرية، ونقل الجنود والضباط إلى المناطق والقواعد العسكرية، إضافة إلى عائلاتهم، وبعض الرحلات الخاصة، كعمليات نقل المؤونة والإغاثة.
وفي هذا السياق، أكد المكتب الصحافي للكرملين «أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدّم التعازي لنظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في سقوط العديد من الضحايا جراء كارثة الطائرة قرب مطار بوفاريك العسكري».
من جهته، أعرب المتحدث باسم الخارجیة الإيرانية بهرام قاسمي عن «أسفه لسقوط الطائرة العسكریة الجزائریة»، والذي أودى بحیاة مئات الأشخاص، معبراً عن «المواساة والتعاطف مع الجزائر حكومة وشعباً لا سیما أسر وذوي ضحایا الحادث».