ألبير منصور لـ«البناء»: المعركة بين محورين والأمن أولوية والمقاومة حمت لبنان عرار: أهلنا في بعلبك الهرمل واعون وحريصون على تثبيت خطهم الوطني المقاوم
عبير حمدان
تنتظر دائرة بعلبك ـ الهرمل معركة انتخابية تحدّد هويتها التي لا يمكن فصلها عن تاريخها المقاوم في مواجهة كلّ أشكال الاحتلال. ولعلّ معركة تحرير جرود عرسال ورأس بعلبك وما سبقها من تصدّ للمشروع التكفيري في قرى حوض العاصي ومنطقة القصير الدليل الأبرز على أنّ احتضان أهل هذه المنطقة للمقاومة وبالتالي يصبح الحفاظ عليها بالنسبة لهم أولوية بعيداً عن أيّ نقاش آخر حول العمل على الجانب الإنمائي والاجتماعي الذي يمكن اعتباره ضرورة ملحة لأهالي محافظة البقاع وتحديداً قرى بعلبك ـ الهرمل.
يسعى المحور المناهض لمحور المقاومة تغيير وجه بعلبك ـ الهرمل ويعمل بجهد واضح على ذلك سواء عبر التجييش المذهبي والطائفي أو من خلال المال السياسي والزيارات الاستعراضية لسفراء دول لم تخجل يوماً من الإعلان عن دعمها للجماعات التكفيرية وتغطيتها وتحريف الواقع بما تسمّيه «سياسة الإعتدال».
منصور: الأمن أولوية لتحقيق الإنماء
يشير الدكتور ألبير منصور مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أنّ من يسعى لإثارة النعرات الطائفية في دائرة بعلبك الهرمل لن ينجح في مسعاه لأنّ الجو الوطني في هذه المنطقة يتغلّب على أيّ منطق مذهبي وعن المشهد العام قبيل الاستحقاق الانتخابي يقول: «هنالك طروحات مذهبية وطائفية لمحاولة كسب أصوات وخاصة من قِبل القوات وتيار المستقبل وطبيعة القانون الانتخابي فتحت مجال لمحاولة الاستفادة من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وقد يكون هناك بعض الصدى لهذه الجهات إلا أنّ الجو الغالب في منطقة بعلبك الهرمل تاريخياً هو الجو الوطني البعيد عن الطائفية. والزيارة الأخيرة التي قام بها سفيرا السعودية والإمارات إلى بعلبك تُظهر محاول التركيز من قبل إنظمة هذه الدول على استنهاض الفكر الطائفي ولكن هذا التصرف هو سيف ذو حدين، وأظن أنّ هذه الزيارة استفزت أهل المنطقة للتأكيد على وجه منطقتهم لا يمكن ربطه بالمشروع المناهض للمقاومة، خاصة أنّ الدور الذي لعبته المقاومة في مسار حسم المعركة مع التكفيريين لم يزل راسخاً في وجدان الناس. وتحديداً معركة القصير التي شكلّت حجر الأساس في بناء المواجهة التي شهدناها في جرود عرسال لاحقاً، معركة القصيْر حمت المنطقة بالكامل وهذا النصر الذي تحقق بفضل المقاومة يقابله وفاء شعبي كنوع من ردّ الجميل وأهل بعلبك ـ الهرمل يدركون أنه لولا وجود المقاومة بكلّ أطيافها في الميدان لوصل داعش إلى زحلة وإلى كلّ لبنان».
ويضيف منصور في نفس الإطار: «الأمن هو الأولوية بالنسبة للناس، وإذا لم يتوفر الأمن والأمان فكيف يمكن لنا تحقيق الإنماء، خاصة أنّ التصدّي للهجوم التكفيري لم يكن في إطار استعراضي إنما سقط شهداء وتمّ دحر المجموعات المسحلة وهذه المقاومة حمت الدولة اللبنانية، ولعلّ زيارة المتورّطين مع الدواعش فضحت المخطط بالكامل وأصبحت المعركة اليوم بين محورين فإما أن نكون ضمن الخط المقاوم وهو مكاننا الطبيعي وإما أن نكون في المقلب الآخر، وبرأيي الناس ستختار المقاومة».
أما عن تبنّي الحزب السوري القومي الاجتماعي لترشحه، يقول منصور: «أنا أساساً مرشح والحزب القومي تبنى ترشيحي، والسبب أنّ المعركة الانتخابية الحالية ليست معركة عادية وكلاسيكية كما عهدناها بل هناك محاولة لتجميع كل القوى التي تمثل محور المقاومة في مواجهة المخطط الصهيوني والتكفيري الذي يستهدف المنطقة برمتها. أنا ضمن هذا الموقع السياسي المقاوم، وتربطني صداقة مع الحزب القومي وحزب الله والمردة وحركة أمل والقوميين العرب وحركة الشعب والناصريين وكل من يقاوم العدو الصهيوني والتكفيري، ولجمع القوى والصفوف تبنى الحزب القومي ترشيحي مشكوراً، إضافة إلى الصداقة التي تربطني بأركان هذا الحزب والنضال المشترك، وكوني ضمن الحركة الوطنية منذ البداية فليس بالأمر المستغرب أن يتبنى القومي ترشيحي، هدفنا توحيد الصفوف والتوجه لتحقيق الغاية المرجوة».
وفي ما يتصل بالقانون الإنتخابي يقول منصور:» لست راضياً عن القانون بصيغته الحالية، ولكنه أصبح أمر واقع للأسف، حيث أنه يؤدي إلى تكريس الطائفية، برأيي الصوت التفضيلي يجب أن يكون على قاعدة النسبية حين يكون لبنان دائرة واحدة دون أن يحدد رؤساء الأحزاب السماء بل يختارها الناخب، وتعديله ضرورة وأولوية بالنسبة لنا».
ويتوجه منصور إلى أهالي بعلبك الهرمل من خلال «البناء»، فيقول: «سنعمل على تأمين حضور مؤسسات الدولة بشكل فعال في المنطقة وخاصة الأمنية والصحية والتربوية مما يفسح مجال لإنماء إقتصادي حقيقي، ومساعدة ابناء المنطقة أن يكون لهم مشاركة أكبر في هذه المؤسسات، حيث أن أبناء الجنوب يشاركون بفعالية أكبر في مؤسسات الدولة بينما أبناء بعلبك الهرمل وعكار يقتصر حضورهم فيها من كعناصر أمنية سواء في الجيش أو قوى الأمن ويكون حضورهم الإداري ضعيف نسبياً، سنحاول قدر المستطاع تغيير هذا الواقع والنهوض بالمنطقة كما يليق بها».
ويختم منصور بالتأكيد على حتمية النصر، فيقول:» من خلال وجودنا بين الناس نرى أن الوجه الحقيقي لمنطقة بعلبك الهرمل لا ينفصل عن المقاومة التي حققت النصر السياسي والعسكري وستحقق النصر الإنتخابي وما يتبعه من إنماء متوازن».
عرار: بعلبك الهرمل أمّ المعارك الانتخابية
من جهته يؤكد منفذ عام بعلبك في الحزب السوري القومي الاجتماعي علي عرار أنّ الناس في بعلبك الهرمل تؤيد المقاومة بالكامل، وفي الوقت نفسه تؤكد ضرورة تحقيق الإنماء المتوازن الذي تحتاجه المنطقة.
وعن الواقع الاجتماعي يقول عرار: «بعيداً عن ارتباط الناس بالمقاومة وتمسكها بها إلى أقصى الحدود، هناك همّ اجتماعي وإنمائي لا يمكن إغفاله، ومن موقعنا ندرك واقع الأمر ونعرف ما يريده الناس، وأظنّ أنّ نبضهم وصل إلى مسامع قيادة المقاومة بشكل واضح. ويمكن الجزم بأنّ المعركة في بعلبك الهرمل هي أمّ المعارك الانتخابية، حيث يعمل المال السياسي على الترويج للانقسام المذهبي، وقد ظهرت النوايا المضمرة للمحور المناهض للمقاومة من خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها سفراء محور «الاعتدال» إلى مدينة بعلبك، من هنا استشعر الناس الخطر الداهم وازداد تمسكهم بالخط الوطني خاصة أنّ دماء الشهداء لم تجفّ بعد، وهذا ما لمسناه من خلال جولاتنا الميدانية بين الناس».
وفي ما يتصل بتبنّي الحزب القومي لترشيح د. ألبير منصور يقول عرار: «لدينا الكثير من الكوادر الحزبية الجيدة ولكن في ظلّ القانون النسبي ارتأت قيادة الحزب اختيار مرشح صديق يمتلك حيثية، وبالطبع لا يختلف مع توجه الحزب وخطه النضالي، لذلك تبنّى الحزب القومي ترشيح الدكتور ألبير منصور، فالرجل تاريخه النضالي واضح حيث لم ينفصل يوماً عن النهج المقاوم وهو رجل وطني ومواقفه تشهد على ذلك، أضف إلى ذلك أنه قدّم الكثير من الخدمات لأهالي المنطقة».
وعن البرنامج الانتخابي الذي ينادي به «القومي» مع باقي الحلفاء يقول عرار: «الإنماء المتوازن هو العنوان الأبرز للبرنامج الانتخابي، بالإضافة إلى إنشاء مجلس إنماء لمنطقة البقاع ولكلّ المناطق المحرومة، وهناك موضوع التوظيف على أساس الكفاءة من خلال مجلس الخدمة المدنية، وما نسعى إليه أن تأخذ مؤسّسات الدولة المبادرة وتكون حاضرة بشكل فعلي في منطقة بعلبك الهرمل، ولا يجب نسيان القطاع الزراعي وأهمية إنصاف المزارعين البقاعيين من خلال دعم مزروعاتهم وإيجاد وسائل تسويق لها، والعمل على إظهار الصورة الحقيقية للمنطقة».
وختم عرار قائلاً: «كلّ ما نريده أن نأخذ حقنا بالإنماء من الدولة التي يجب أن تكون مسؤولة عن كلّ أبنائها وتساوي بينهم في الحقوق والواجبات».