صباحات
صباحات
بين الشام والغوطة مسافة نصف استدارة الأرض، وقد صارت فيها قنصليات وسفارات وبعثات بعدد نصف دول الأرض وصارت أسماء بلداتها وشوارعها تملأ نصف قرارات مجلس الأمن… لكن أقدام جنود الجيش العربي السوري تعرف الطرق المختصرة. والمسافة بين القلب والعين هي تلك ما بين الزناد وفوهة البندقية… وتسقط المسافات وتستعيد الشام غوطتها وتحتسب المسافة بعدد الشهداء لا بعدد الساعات أو عدد الكيلومترات… فتتنفس الغوطة هواء قاسيون وعبق الياسمين وزهر الليمون ورائحة البن وصوت فيروز وشعر نزار… وتتقيأ بعض اللحى المزيفة والفتاوى المزورة وتسأل هل رحلوا… فتدمع عين أم مخطوف قيل لها إن موعد اللقاء قد حان واللقاء لم يكتمل والفرحة لم تكتمل، لكنها ترى أم الشهيد تزغرد. فتسألها وهل عاد الشهداء فتقول لها… الشهداء يعودون مع كل نصر قادم والأسرى والجرحى يحتفلون بقدوم الشهداء… فصرخت تزغرد معها، وتقول: فدا الوطن ربّيناهم ليكونوا شهداء وغداً عندما يعودون سيعذروننا لزغاريدنا ويعرفون أنها حبٌّ كبير.