نصرالله توعّد ترامب بالهزيمة: استهداف «إسرائيل» لقوات إيرانية مفصل تاريخي

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى الانتخاب لتعزيز السلم الأهلي ومن أجل الوفاء للوعد والنصر ولدماء الشهداء وللمقاومة ولمستقبل هذا البلد بشعب حر أبي كريم عزيز ولدولة سيدة قوية عزيزة. ووصف استهداف العدو «الإسرائيلي» لقوات إيرانية في مطار تيفور بأنه مفصل تاريخي في المنطقة متوعّداً الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالهزيمة في أي عدوان يشنه على سورية.

كلام السيد نصرالله جاء في كلمته له عبر الشاشة خلال مهرجان انتخابي في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأوضح في مستهلها أن هدف المهرجان هو «إعلان التأييد الشعبي والسياسي والجماهيري لكل من لائحة وحدة بيروت في الدائرة الثانية في الانتخابات النيابية المقبلة والمتشكلة من حركة أمل وجمعية المشاريع الإسلامية والتيار الوطني الحر وحزب الله وشخصيات سياسية مرموقة من أهل بيروت». أضاف «وكذلك تأييد ودعم حزب الله لائحة الوفاق الوطني في دائرة بعبدا والمؤلفة من حركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني وحزب الله».

لا يجوز اختصار بيروت بلون خاص

وقال السيد نصر الله إن «في بيروت فئات شعبية واسعة وكبيرة من حقها الطبيعي أن تتمثل في المجلس النيابي ليعبروا عن إراداتهم ومصالحهم ومصالح كل بيروت وأهلها»، مشيراً إلى أن «في القانون الأكثري هذه الفرصة كانت ضعيفة، ولكن اليوم القانون النسبي فتح المجال في كل الدوائر، لذلك على الأحزاب الكبيرة التسليم بإمكان حصول فوز للوائح الأخرى سواء في بيروت وغيرها». ولفت إلى أن «هدف هذه اللائحة في بيروت هو هذا التمثيل المرتجى وليس الهدف أي شيء آخر».

وشدّد على أن «هذه اللائحة لا تخوض الانتخابات النيابية من أجل مصادرة قرار بيروت كما تدّعي لائحة المستقبل، وهي تتهم هذه اللائحة بالتحديد كما بقية اللوائح»، مؤكداً أن «هذا غير صحيح والهدف ليس مصادرة قرار بيروت، لأن هناك اناساً من بيروت أباً عن جد ومن حقهم التمثيل في بيروت، ومن ينتخب لائحة وحدة بيروت أو غيرها هم أهل بيروت والمسجلون على لوائح الشطب فيها».

ونبّه إلى أن «بيروت هي عاصمة لبنان ويجب ألا تفقد هذه الميزة. وهي يجب أن تحتضن كل اللبنانيين وتختصر بتركيبتها كل لبنان، واللبنانيون فيها من كل المذاهب والطوائف»، مضيفاً أن «بيروت هي خلاصة لبنان ورمز وعنوان لبنان والتعبير الصادق عن التكوين والتركيب اللبناني. وهذه الخصوصية لبيروت تعني أنه لا يجوز لأي حركة أو تيار أو زعامة أن تختصر بيروت بلونها الخاص ويجب ان يبقى لون بيروت لون لبنان وأهله ويجب أن يشعر الجميع في بيروت أنهم أمام فرصة حقيقية ليتمثلوا».

المعركة حول هوية العاصمة

وأشار السيد نصر الله إلى أن «من العناوين المطروحة بقوة، هوية بيروت والحفاظ عليها». وقال «نعم هناك معركة حول هوية بيروت والبعض تجاوز مرحلة ماذا قدم لبيروت خلال تمثيلها كل الفترة الماضية وبالتحديد تيار المستقبل، تجاوز كل ذلك ليذهب إلى معركة شدّ العصب والقول إن هوية بيروت عربية والحديث عن العروبة ضد المشروع الفارسي، وبرأيهم أن كل مَن في هذه اللائحة وغيرها ومن يؤيدهم هم في المشروع الفارسي».

وقال «إذا كانت العروبة تعني من يحملون قضايا الأمة والشعوب العربية وآمالهم وهمومهم في الحرية والاستقلال وعدم التبعية والخضوع للمحتلين والمستكبرين وفي الشرف والشهامة والهمة وعدم الخضوع والقبول بالذل فنحن مع الحفاظ على هذه العروبة». وأضاف «لكن اليوم دول تدمّر ومحرّمات تستباح ولا أحد يتحرّك. فإذا كانت العروبة بهذا المعنى، أنا أسأل أي عروبة تريدون أن تدعونا إليها؟ هل هي بالخضوع والتبعية للاستكبار وخوض معاركها بالنيابة، وهل هي بالتخلّي عن فلسطين وأهلها وعن المقدسات؟».

كما سأل «هل العروبة في إيجاد نسخة مظلمة عن الإسلام وشنّ حرب على اليمن وتدمير العراق وسورية ولبنان؟»، وقال «ليست هذه عروبة بيروت التي كانت تحمل القضايا العربية وعنوانها الحقيقي احتضان القضية الفلسطينية وعنوان المقاومة والرصاصات الأولى للمقاومة اللبنانية انطلقت في شوارع بيروت»، مؤكداً أنه «لا يجوز لأحد أن يذهب إلى خطاب طائفي بل يجب الحفاظ على نسيج بيروت الاجتماعي، ولتكن المنافسة على خدمة بيروت وأهلها».

ولفت إلى أن «جزءاً كبيراً من أهل بيروت يسكنون خارجها نتيجة جشع التجار واعتبارات اقتصادية. وهذه من أهم قضايا بيروت التي يجب أن يُفكَّر في حلول لها».

وأكد السيد نصر الله أن «اسم الضاحية أصبح موازياً لكل ما هو شرف ومقاومة وإباء وصمود، وعليكم تقبل الضاحية واحترامها»، وأضاف «اليوم نحن أحوج ما نكون كلبنانيين إلى التلاقي، خصوصاً بين القوى السياسية التي تتفق استراتيجياً . إن الخصومة السياسية بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، والتيار الوطني وتيار المردة يجب أن نسعى إلى أن نجد لها حلاً، فالتفاهم والتحالف لا يعنيان على الاطلاق أننا أصبحنا حزباً واحداً».

وقال «لذلك بعد الانتخابات يجب أن نسعى جميعاً، لأن نجد حلولاً لكل الخلافات السياسية القائمة اليوم ويجب على الجميع التواصل مع بعضهم بعضاً»، ولفت الى انه «في عام 2006 وعلى مقربة من عين الرمانة في كنيسة مار مخايل التقينا مع الرئيس ميشال عون ووقعنا تفاهماً بنيت عليه استحقاقات كثيرة». وأشار الى ان «من هذه التجربة الطويلة في بعبدا يجب على القاعدة الشعبية أن تفهم أن التلاقي والتفاهم معرفة ان ذلك لا يعني اننا اصبحنا حزباً واحداً، وإنما نحن نتفق على الكثير من القضايا الاساسية». واوضح «اليوم الاتفاق في بعبدا وبيروت هو حرص على الاتفاق السياسي اكثر منه تحالفاً انتخابياً، ونحن أصررنا على ذلك لتأكيد التحالف السياسي».

وأشار إلى أنه «في كثير من البرامج السياسية والانتخابية، الكثير من القواسم المشتركة منها محاربة الفساد وغيرها. ومن هنا نريد أن أؤكد أن على كل اللبنانيين عدم الاستماع الى احد أو أي مشروع يريد أخذ لبنان الى الحرب الاهلية».

ولفت في هذا الصدد إلى «المحاولة السبهانية عبر احتجاز الرئيس سعد الحريري في الرياض»، كاشفاً عن «أن البعض في لبنان كان جاهزاً للذهاب الى هذا الخيار. وهذا من اكبر الجرائم وفي السابق تم العمل ايضا على هذا الأمر خاصة مع انطلاق الحرب في سورية»، وأوضح «أن حزب الله كان الفريق الأقوى عسكرياً في البلد ومع ذلك رفض الذهاب الى الحرب وأصر على عدم نقل المعركة إلى لبنان لأننا لا نريد حرباً أهلية في لبنان بل نريد عزل البلد عن حروب المنطقة، بينما كان البعض يصر على جلب هذا الأمر الى الوطن عبر جلب الإرهابيين والسيارات المفخخة في مختلف المناطق، ويريدون استدراج ردود فعل وحرباً أهلية وأيضاً فتنة لبنانية فلسطينية عبر إرسال انتحاريين فلسطينيين». وشدد على ضرورة الوعي الوطني والديني لمواجهة كل المشاريع الفتنوية.

خطأ «إسرائيلي» فاضح

وعن الوضع في المنطقة، قال السيد حسن نصر الله إن «المنطقة تعيش حالة من القلق نتيجة العدوان الإسرائيلي السافر والفاضح على قاعدة مطار تيفور في ريف حمص والتي استهدفت قوات إيرانية هناك، ما أدى الى استشهاد 7 من ضباط وأفراد الحرس الثوري وإصابة آخرين».

ولفت الى انه «كان هناك تعمّد إسرائيلي بالقتل. وهو ليس له سابقة منذ 7 سنوات، أن تقوم اسرائيل باستهداف قوات الحرس الثوري الإسلامي وقتلهم عمداً»، موضحاً «أن المسؤولين الإيرانيين هم الذين سيقررون ماذا سيفعلون ولست في مكان أن أنطق باسمهم».

وأضاف «لكن كحزب الله أريد أن أقول للإسرائيليين ما يلي: عليكم ان تعرفوا أن بهذا القصف الفاضح ارتكبتم خطأ تاريخياً وأقدمتم على حماقة كبرى وأدخلتم أنفسكم في قتال مباشر مع إيران، وهذه الجمهورية ليست دولة صغيرة ولا ضعيفة ولا جبانة وأنتم تعرفون ذلك».

واعتبر أن «هذه الحادثة مفصلية في المنطقة، وما قبلها غير ما بعدها، ولا يمكن العبور عنها. فهي مفصل تاريخي، وعندما أقول للاسرائيليين أن تقديركم خاطئ واقول لكم لا تخطئوا التقويم وانتم في مواجهة مباشرة مع الجمورية الإسلامية الايرانية».

وتابع «يجب أن نسجل هنا شهادة للإيرانيين كتبوها بالدم، فالإسرائيلي يخاف وجود أعداد قليلة من الحرس الثوري لا يخشى عشرات آلاف من الإرهابيين في سورية بل تتعاون معهم وتساعدهم».

ترامب رئيس مأزوم

وعن تهديدات ترامب لسورية، قال السيد نصر الله «كلنا ندين استخدام السلاح الكيميائي في أي مكان، لكن ما جرى في دوما مسرحية وهذه معلوماتنا»، متسائلاً «المنتصر لماذا سيستخدم مثل هذا السلاح؟»، مشيراً إلى أنه «مع كل انتصار كبير في سورية تحصل مسرحيات. وقد بدأ يطلق ترامب المواقف والتغريدات على تويتر وانه سيدمر وسيقصف وغيرها. وهنا أقول نحن أمام مشهد جديد من الاستكبار الأميركي حيث يتهم ويحقق ويقرر الاتهام والرغبة بالقصف».

وتابع «من حق الناس في المنطقة والعالم أن يقلقوا بوجود رئيس كترامب لا نفهم ماذا يريد وكيف يفكر. وهو شخصية انفعالية تأخذ مواقف غير مدروسة ولديه صفات غريبة، بالإضافة الى وجود إدارة غير منسجمة ومحتارة ومرتكبة ومتخاصمة وليس لديها رؤية استراتيجية لأي شيء».

وأضاف «ترامب بالاضافة الى انه انفعالي فهو تاجر ويتصرف بشكل تجاري ويتحدث عن الوظائف والأموال والدولارات»، موضحاً أن ترامب عندما ذهب الى السعودية قبل أشهر، كان يفتخر أنه حصل على مليارات الدولارات وكذلك عندما استقبل ولي العهد السعودي عندما قال له سنبيعكم أسلحة وسنأخذ الأموال منكم وغيرها من الأمثلة، ولفت الى ان «ترامب يتعاطى كما أن القوات الأميركية هم من المرتزقة». وأكد أن «ترامب هو رئيس مأزوم يعاني ويخشى التحقيقات التي تقام بحقه»، ورأى أن «بوجود مثل هذا الرئيس والادارة الاميركية من حق العالم كله أن يقلق».

وقال السيد نصر الله إن «الاميركي عندما يهدّد يفترض أن العالم كله سيخاف وسيركض للاستسلام والبحث عن حلول، ولكن ليعلم العالم كله أن كل هذه التهديدات الترامبية لم ولن تخيف لا سورية ولا إيران ولا روسيا ولا حركات المقاومة ولا شعوب المنطقة، اليوم هناك قوة كبيرة في المنطقة تأسست على قاعدة انتصارات وأسقطت مشاريع كبرى وتملك من الإمكانات البشرية والعسكرية ما يمكنها من ان تواجه أعتى الحروب والقوات في العالم».

وأضاف «ترامب الآن يهدّد ويفكر بالعدوان على محور خارج من مجموعة كبيرة من الانتصارات بينما أميركا خارجة من مجموعة كبيرة من الهزائم في مشاريعها من العراق الى سورية واليمن وغيرها.

وهم لديهم رصيد كبير من الهزائم ونحن لدينا رصيد كبير من الانتصارات، هم لديهم الأطماع بالمال ونحن قدمنا الأرواح للحفاظ على الكرامة».

وأضاف «النقطة الأهم هنا هي أن تعرف الإدارة الأميركية ان الحرب على المنطقة لن تكون مع انظمة وجيوش المنطقة بقدر ما ستكون مع شعوب المنطقة وفي كل المعارك التي خاضتها اميركا مع الجيوش كانت تنتصر او تهزم، لكن في كل المعارك التي خاضتها مع الشعوب كانت تهزم وكانت الجيوش الاميركية تخرج مهزومة من اي بلد تفكر بالاعتداء».

وختم السيد نصر الله عن الانتخابات النيابية بالقول «لكل من تصل لديه بعض الشهبات السياسية او الدينية نقول من موقعنا الديني والسياسي اذهبوا وانتخبوا بهدوء في الانتخابات لتعزيز السلم الأهلي من اجل وفائكم للوعد والنصر ولدماء الشهداء وللمقاومة ولمستقبل هذا البلد بشعب حر أبي كريم عزيز ولدولة سيدة قوية عزيزة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى