بري للمشاركين في مؤتمر الاغتراب: لا تُصغوا للطائفيين ولا تُعطوهم أصواتكم
أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري أن ينتخب المغتربون ممثلين يتابعون شؤون أبناء الجاليات.
وكرّر الى «التزام لوائح الأمل والوفاء في الانتخابات المقبلة»، مشدداً على أن «الانتخاب هو لبناء مجتمع المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي الطامع بمياهنا والذي يخترق أجواءنا كل يوم». وقال «صوتكم هو للحفاظ على ديموقراطية لبنان، فلا تصغوا لأصوات الطائفيين ولا تعطوهم أصواتكم».
كلام بري جاء خلال كلمة ألقاها عبر شاشة من دارته في المصيلح، وخاطب فيها المشاركين في المؤتمر السنوي للاغتراب اللبناني المنعقد في برلين، وتوجّه في مستهلّها إلى أبناء الجاليات في أوروبا «هذه القارة المتجدّدة والتي لم تسقط في وحل الدم، بل أسقطت جدار برلين، عسى أن يكون إسقاطه أمثولة لنا، بإسقاط جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل».
وتوجّه إلى السوريين في ألمانيا، منوّهاً بدور ألمانيا «التي فتحت الأبواب لهم إلى حين عودة الاستقرار في بلادهم، وكانت قبل ذلك قد فتحت الأبواب للبنانيين فدرسوا وشاركوا في الحياة والمجتمع». كما نوّه بـ «احترام المانيا لهذه الجاليات، لأنها تحترم الفرد وحقوقه».
كذلك خاطب المغتربين قائلاً «نحن نتشارك للمرة الأولى في صناعة المستقبل، ولكن هذه فاتحة للبنان المغترب مع لبنان المقيم، ونأمل أن ينتخب الاغتراب ممثلين يتابعون شؤون أبناء الجاليات».
وشدّد على أن «الانتخاب هو لبناء مجتمع المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي الطامع بمياهنا والذي يخترق أجواءنا كل يوم»، مستذكراً «مجزرة قانا التي نفّذها جيش العدو الإسرائيلي تحت علم الأمم المتحدة».
كما أكد أن الانتخاب هو «لحماية إنجاز تحرير المقاومة والجيش للجرود الشرقية، ولبناء مجتمع المقاومة ضد الرهن والاستدانة، ولتعميم الأمن والأمان».
وتابع مخاطباً أهل البقاع وعكار «لن يكون الآتي كما في السابق لجهة قانون العفو».
وأكد «الالتزام بالعمل على دعم الجيش والأجهزة الأمنية وتنفيذ القرار 1701، والعمل على الصعيد الاغترابي من أجل إطلاق فعاليات وزارة المغتربين وتفعيل العلاقات مع دول الاغتراب». وشكر مديرية وزارة المغتربين على «إرسالها مراقبين للعملية الانتخابية».
ووعد بالعمل على «استعادة أبناء اللبنانيين للجنسية اللبنانية وإعادة تكليف قنصل اغترابي للاهتمام بسجلات اللبنانيين وقيودهم، وأيضاً بإنشاء مدارس للمغتربين وربطها بالمناهج التعليمية اللبنانية، وخاصة تعليم اللغة العربية». وقال «سنعمل أيضاً على تعزيز خطوط النقل الجوي، وإنشاء تجمّع للمحامين لمتابعة أوضاع اللبنانيين الذين يتعرّضون لمضايقات».
كما وعد بـ «دعم جامعة الاغتراب في العالم وتفعيلها، والحصول على كشوف بأسماء اللبنانيين في مناحي الحياة لمساعدتهم في صياغة الحياة العامة»، مطالباً المؤتمرين بـ «حثّ المتخلّفين عن المشاركة في يوم الانتخاب بضرورة تسجيل أسمائهم».
وتحدّث عن «بعض مَن يعمل على اللعب على الحساسيات الطائفية التي دمّرت لبنان في الـ 1958 و1975»، مؤكداً أن «هؤلاء لا يتعلّمون من الدروس».
وكرّر دعوته المؤتمرين إلى «التزام لوائح الأمل والوفاء في الانتخابات المقبلة»، محذّراً من «وقائع الشرق أوسطية، لأنها وصلت إلى الذروة، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها في تقسيم المقسَّم، خاصة بعد الاعتداء الآثم قبل أمس، وقبله الاعتداء الإسرائيلي حيث سقط عدد من الأخوة الإيرانيين الذين يجاهدون ضد إسرائيل»، متوقعاً حصول انتصارات بعد الذي تحقق في سورية والعراق، أن يحصل ذلك في مصر وغيرها.
ونوّه بالانتصار على محاولات الفتنة التي تحاول جرّ أذيالها في العالم العربي، منوّهاً أيضاً بأصالة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن السلام والأمن الدوليين لن يتحققا بتغيير هوية الأعداء، لأن هذه المنطقة ستبقى بلعنة فلسطين حتى إرساء الحل العادل والشامل وتحقيق أماني الشعب الفلسطيني.
وتوقّف أمام القمة العربية المنعقدة في السعودية، وقال «لا نريد أوراقاً مطبوعة، إذ على هذه القمة أن تبحث في بناء الثقة بين السعودية وإيران، خاصة أنني سمعت كلاماً عن حل سياسي في اليمن».
ثم جدّد قوله للمؤتمرين بأن «موعدنا معكم سيكون يوم 29 الحالي لإعادة بناء الثقة بقيامة بلدنا ووحدته، لأن هذه الانتخابات تمثل فصلاً تاريخياً للبنان. فهذا الاستحقاق الانتخابي هو استفتاء لأنموذج العيش المشترك، بعد أن تمكّن جيشه وشعبه ومقاومته من هزيمة المحتل»، لافتاً إلى «المراهنة على الأمم المتحدة في ترسيم الحدود وحماية ثرواتنا في البر والبحر».
وختم «هذه الانتخابات ستكون فرصة لرفع الوصاية، وصوتكم هو للحفاظ على ديموقراطية لبنان، فلا تصغوا لأصوات الطائفيين ولا تعطوهم أصواتكم».