لندن تسعى لتوطيد المبادلات التجارية مع «الكومنولث» بعد بريكست!

تأمل المملكة المتحدة في جعل قمة الكومنولث التي بدأت أمس في لندن، «فرصة لتوطيد علاقاتها مع دول امبراطوريتها السابقة»، بهدف «زيادة المبادلات التجارية معها» في وقت تستعد للخروج من الاتحاد الأوروبي.

في هذا الصّدد، قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي «إنّ عائلة الكومنولث تمثل فعلياً خُمس التجارة العالمية، وعلينا مواصلة العمل سوياً للبناء على هذه الأسس القوية بالبناء على روابطنا التجارية القائمة، وتأسيس روابط جديدة».

فيما قال المسؤول عن الأعمال في الكومنولث جوناثان مارلاند لصحيفة تايمز «إنه إذا فشلت بريطانيا في تعزيز الصادرات إلى دول أعضاء وإقناعهم بالالتزام رسمياً بالتجارة الحرة، فإنّ ذلك سيكون تقصيراً في أداء الواجب».

وتعوّل المملكة المتحدة على «تقارير لرابطة الدول تؤكد فوائد التجارة بين دول الكومنولث بفضل اللغة المشتركة بينها والأنظمة القضائية».

وستبذل بريطانيا في اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث جهوداً قوية، فتقيم فعالية تهدف إلى «تسليط الضوء على الصادرات البريطانية من الأطعمة والمشروبات إلى الدوري الإنكليزي لكرة القدم البرميرليغ ».

لكن البعض يحذّرون من أنّ «حجم تجارة بريطانيا مع دول الكومنولث أقلّ منه مقارنة مع جيرانها في الاتحاد الأوروبي لدرجة أن استبدالها على الفور مستحيل».

وتلتقي الدول الأعضاء وعددها 53 في «اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث» الذي ينعقد مرة كل سنتين وتستضيفه لندن هذه السنة.

وهذه المنظمة التي ولدت من الإمبراطورية البريطانية السابقة، تركز على التنمية والديموقراطية لكنها الآن ستركز على تعزيز التجارة.

ومن المتوقع أن تنمو التجارة الداخلية بين دول الكومنولث بنسبة 17 في المئة على الأقل وصولاً إلى 700 مليار دولار بحلول 2020، بحسب التقرير التجاري للكومنولث.

وبحسب التقرير «سيكون لبريكست تداعيات اقتصادية واسعة النطاق على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء في الكومنولث».

ويضيف التقرير «لكن، قد تكون هناك أيضاً فرص مهمة للمملكة المتحدة في فترة ما بعد بريكست … للتفاوض على اتفاقيات تجارية ثنائية جديدة مع أعضاء راغبين في الكومنولث».

ومن المقرّر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في آذار 2019، وتسعى لإبرام اتفاقات تجارة جديدة خارج السوق الأوروبية الموحّدة، وتنظر إلى دول إمبراطوريتها السابقة للتعويض عن أي تراجع.

غير أنّ مجلة «ذي إيكونوميست» قالت «إنّ الكومنولث لن تنقذ بريطانيا من بريكست» واصفة الفكرة القائلة بأنّ «التجارة مع الكومنولث يمكن أن تحلّ مكان التجارة مع الاتحاد الأوروبي» بأنها «وهم ودي».

وإجمالاً، فإنّ الاتحاد الأوروبي يمثل نصف تجارة بريطانيا تقريباً، مقارنة مع الكومنولث الذي لا يتعدّى واحداً من عشرة.

وفي القمة السابقة للكومنولث في مالطا في تشرين الثاني 2015، توصّل القادة لاتفاق حول «التغير المناخي» ساهم في تمهيد الطريق أمام اتفاقية باريس بعد أيام.

وفي القمّة الحالية، تأمل الرابطة الاتفاق على «ميثاق لحوكمة المحيطات وأجندة اتصال للتجارة والاستثمار وإعلان للتصدّي للجرائم الالكترونية».

وتأتي القمة بعد وقت قصير على انتهاء دورة ألعاب الكومنولث التي تجري مرة كل أربع سنوات، والتي استضافتها أستراليا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى