دمشق تكشف دخول بعثة استطلاع تقصّي الحقائق لدوما أمس.. وموسكو وفيينا مستعدّتان للمساهمة باستئناف المحادثات السورية

أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن بعثة استطلاع من لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية دخلت أمس، إلى مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

وقال المصدر في تصريح لـ سانا اليوم دخلت بعد ظهر أمس، بعثة استطلاع تابعة للجنة تقصي الحقائق بشأن استخدام الكيميائي المزعوم في دوما، وذلك بناء على طلب اللجنة لتقييم الوضع الأمني وذلك كإجراء معمول به تمهيداً لدخول اللجنة إلى دوما.

ووجّهت وزارة الخارجية والمغتربين في العاشر من الشهر الجاري دعوة رسمية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال فريق من بعثة تقصّي الحقائق لزيارة دوما والتحقيق في الادعاءات المتعلقة بحادثة الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية فيها.

وأكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين رئيس اللجنة الوطنية لتنفيذ التزامات سورية بموجب اتفاق حظر الأسلحة الكيميائية في تصريح له منذ يومين أنّه وبعد وصول الوفد إلى دمشق تمّ عقد اجتماعات عدة مع الوفد الأممي لمناقشة التعاون بين الجانبين لتنفيذ المهمة المطلوبة بدقة وشفافية وحيادية.

بوتين وكورتز بحثا الوضع السوري

إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز في اتصال هاتفي بينهما، استعدادهما للمساهمة في استئناف المفاوضات السورية السورية برعاية الأمم المتحدة.

وجاء في بيان صادر عن الكرملين، أمس، أن الجانبين بحثا «الأوضاع في سورية التي تفاقمت بنتيجة توجيه الضربات الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة وحلفاؤها».

وأضاف الكرملين أنه «جرى التأكيد على ضرورة عاجلة لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان سورية والاستعداد للمساهمة في استئناف المفاوضات السورية السورية برعاية الأمم المتحدة».

وسبق لكورتز أن كتب في حسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، أن «روسيا دولة عظمى ولاعب هام في سورية، ولذلك يجب أن تشارك في الجهود الحيوية لتسوية النزاع».

وأضاف أنه أجرى مكالمة مع الرئيس بوتين حول سورية، بحث خلالها «الخطوات المحتملة لتعزيز الثقة في ما يخصّ خفض التصعيد والمبادرات الدبلوماسية لتسوية النزاع».

وجدّد المستشار النمساوي تأكيد استعداد بلاده لاستضافة مفاوضات التسوية السورية.

جلسة مجلس الأمن

على صعيد آخر، أوضح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفرى خلال جلسة لمجلس الامن الدولي أول أمس، أن الحكومة السورية سهّلت كل الإجراءات اللازمة لوصول بعثة تقصّي الحقائق إلى سورية.

وأكد الجعفري أن فريقاً أمنياً من المنظمة الدولية زار مدينة دوما السورية الثلاثاء قبل زيارة مزمعة لخبراء الأسلحة الكيماوية الدوليين أمس، للتحقيق في هجوم كيماوي مزعوم.

الجعفري: عهود الهيمنة ولّت

وقال الجعفري أمام مجلس الأمن الدولي إن الفريق الأمني دخل دوما لتقييم الوضع الأمني على الأرض، وإذا قرّر أن الوضع جيد في دوما، فسوف تبدأ مهمة تقصي الحقائق عملها في المدينة اليوم أمس . وأضاف أن الحكومة السورية فعلت كل ما بوسعها لتسهيل عمل هذه المهمة.

وأكد الجعفري أن مندوب السويد طالب الحكومة السورية القيام بأشياء كثيرة، لكنه لم يطالب بإنهاء الاحتلال الأميركي والتركي والصهيوني لأجزاء من أرض سورية ولم يطالب بإدانة العدوان الثلاثي عليها.

وقال الجعفري، إن الحكومة السورية سهّلت الإجراءات اللازمة لوصول بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما للتحقيق في مزاعم استخدام الكيميائي فيها مشدّداً على أن بعض الدول بما في ذلك فرنسا والدول التي شنّت العدوان الجبان على سورية بتاريخ 14 الحالي لم تفهم بعد أن إرادة الشعوب في التحرّر والاستقلال قد أصبحت حقيقة راسخة وأن عهود الهيمنة قد ولّت منذ زمن بعيد.

وأضاف الجعفري أن محاولات العودة إلى عهود الهيمنة لن يُكتب لها النجاح مهما بلغ حجم حمم الأساطيل الحربية والطيران والصواريخ والتهديد بالقوة والإمعان في دعم الإرهاب تحت أي عنوان كان، مؤكداً أن الرقة مدينة شهيدة بعد أن تمّ تدميرها بشكل كامل من القوات الأميركية وتحالفها المزعوم تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

ولفت الجعفري إلى أن تقرير بعثة الأمم المتحدة التقييمية إلى مدينة الرقة مطلع الشهر الحالي، أكد أن المدينة تواجه وضعاً حرجاً يتطلب إعادة بناء كاملة وإعادة هيكلة الإدارة والخدمات العامة بأكملها من الصفر، مضيفاً أن الرقة التي كان يقدّر عدد سكانها بنحو 300 ألف شخص قبل الأزمة أصبحت تضم نحو 7000 شخص في نهاية هجوم ما يُسمّى «التحالف الدولي».

وأشار الجعفري إلى أن «التحالف الدولي» دمّر كل المشافي والمستوصفات في الرقة ولا يوجد أيّ مشفى عامل في المدينة وهناك نقص كامل في الخدمات العامة، حيث لا يوجد مياه ولا كهرباء، مشيراً إلى أن ما حصل في الرقة مثال على جرائم «التحالف» المزعوم بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي والذي يهدف في الحقيقة إلى تقويض سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها ومحاولة إضعاف جيشها.

وقال الجعفري إن الإنجازات الحقيقية لـ «التحالف الدولي» تمثلت بإزهاق أرواح آلاف المدنيين الأبرياء باستخدام أفظع الأسلحة بما فيها الأسلحة الحارقة وتدمير البنى التحتية السورية.

وأضاف الجعفري أن طائرات «التحالف الدولي» غير الشرعي شنت عدواناً جوياً ضد الجيش العربي السوري في جبل الثردة في مدينة دير الزور عام 2016 بهدف توفير ممر آمن لعناصر تنظيم داعش الإرهابي بين الأراضي السورية والعراقية، مؤكداً أن «تحالف واشنطن» قدم الدعم والحماية لبقايا تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور وأنقذهم من مصيرهم المحتوم على يد الجيش العربي السوري ليعيثوا فساداً على امتداد الشريط الحدودي بين سورية والعراق.

ولفت الجعفري إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا توجّت دعمها للمجموعات الإرهابية بعدوانها الثلاثي على سورية بمشاركة السعودية وقطر و»إسرائيل» وجاء انتقاماً من الجيش العربي السوري بعد أن هزم أدواتهم الإرهابية في الغوطة الشرقية مشدداً على أن الحكومة السورية وافقت على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان، لكن القوات الأميركية الموجودة في المخيم منعت ذلك ووضعت شروطاً مستحيلة لإيصال هذه المساعدات.

وقال الجعفري إن الولايات المتحدة ترفض دخول أي وفد إلى مخيم الركبان، لأنها تستخدمه في تدريب فلول «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى عسكرياً واستخدامهم في معارك أخرى ضد سورية والعراق وليبيا وغيرها، مضيفاً أن على مجلس الأمن الدولي الاضطلاع بولايته بموجب أحكام الميثاق والتصدي للاحتلال الأميركي والتركي والصهيوني لأجزاء من سورية والتصدّي كذلك للدول الداعمة للمجموعات الإرهابية.

نيبينزيا: لوقف التهديدات الأميركية

وفي السياق، طرحت روسيا أثناء جلسة خاصة في مجلس الأمن الدولي عقدت أول امس الثلاثاء، خطة شاملة تضمّ 6 خطوات لتحقيق تسوية الوضع في سورية.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمة ألقاها خلال الجلسة التي عقدت بطلب من روسيا لمناقشة الأوضاع الإنسانية في مدينة الرقة السورية ومخيم الركبان للنازحين السوريين على الحدود مع الأردن:

أولاً، «إن الأزمة السورية لا حل عسكرياً لها، والأسس السياسية للتسوية معروفة جيداً، حيث يجب القيام بعمل مشترك لتنفيذ القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي ينص على دعم المفاوضات في إطار عملية أستانة وتأييد نتائج الحوار الوطني السوري في سوتشي».

ودعا نيبينزيا «الولايات المتحدة وحلفاءها لوقف التهديدات الموجّهة إلى الدولة سورية ذات السيادة انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي»، لافتاً إلى أن هذا الأمر يمثل النقطة الثانية من الخطة.

وتابع: «ثالثاً، ندعو جميع الدول وكل القوى السياسية لوقف خطاب العدوانية والكراهية تجاه السلطات السورية وكذلك روسيا، والكفّ عن اتخاذ أي خطوات تهدف لإسقاط السلطة الحالية باستخدام العنف».

وأضاف نيبينزيا: «رابعاً، ندعو الدول التي تحظى بنفوذ مناسب إلى ضمان الانفصال النهائي للمجموعات المسلحة عن الإرهابيين وبدء التعاون الدولي الحقيقي في مجال مكافحة الإرهاب».

الخطوة الخامسة في الخطة الروسية تتمثل، حسب نيبينزيا، بانضمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كله فوراً إلى تقديم المساعدة الإنسانية الحقيقية لسورية.

وفي تطرّقه إلى الخطوة السادسة والأخيرة دعا نيبينزيا «كل التشكيلات المعارضة للتخلي عن اصطناع أسباب للعدوان الخارجي من خلال الاستفزازات التي تشمل استخدام الأسلحة الكيميائية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى