جلالة الموت

جلالة الموت

إيهٍ يا جلالة الموت

إنّني أُبَجّل اختيارك

أُبَجّل ذوقك

حين تختار

أشجارنا الإنسانية الباسقة

وتقطف ثمارها بأيديك الماردة

التي ترفع صولجان القدر عالياً

صمت المقابر يرسم سطوتك

في أفق الوجد

حين تبدو دموعنا لؤلؤاً منثوراً

على صدرك الواسع

أيّها المعلم الجليل

لقد تعلّمنا منك

لغة التراب

تلك التي تنزف

قصائد وخطباً

وأسراب طيور مهاجرة

تحلّق باتجاه شمسك البعيدة

مخلّفة وراءها

حدائق يتيمة وقلوباً مثلومة

وكم يزدحم الكلام في أعماقنا

أنهاراً محبوسة

لأنَّ لسان التراب يقول كل شيء

هل يكفي بخور وماء ورد

عطراً لفقداننا وانتظارنا

على حافّة الزمن؟

هل يكفي شارع مهجور

لخطى الذاكرة

التي ثقبتها الحرب

وتسرّبت منها الأزمنة؟

أيها المعلّم الجليل

يا جلالة الموت

أنت أدرى بما في أعماقنا من حياة

نحن الصاعدين إليك

مع نسغ الشجر

الصاعد ماءً ودماءً وكلام…

ميادة يونس الأشقر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى