آرام الأول في ذكرى الإبادة الأرمنية: لاستمرار النضال من أجل مطالبنا
ترأس المطران طوركوم دونويان قداساً لراحة أنفس شهداء الإبادة الأرمنية، في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في انطلياس، بحضور وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسابيان، السفير الأرمني صموئيل مكارتشيان، الأمين العام لحزب الطاشناق النائب آغوب بقرادونيان، النائب سيبوه كلبكيان، نواب ووزراء سابقين وممثلين عن الجمعيات الأرمنية.
بعد القداس، ألقى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكا آرام الاول رسالة، من وحي ذكرى الإبادة الجماعية أمام النصب التذكاري لشهدائها، وقال «إن وحي 24 نيسان يتجدّد مرة أخرى ويجمع الأرمن في كل أرجاء العالم وهم يتأملون معاني ورسالة هذه الذكرى. لـ 24 نيسان معانٍ وتحدّيات عديدة في مفكرة الشعب الأرمني. فهو اليوم الذي يذكرنا بالمطالبة بحقوق شعبنا المسلوبة. وبالتالي هو يوم استعادة الوعي والتأكيد الذاتي لكل فرد أرمني الذي يعترف بأصوله الأرمنية».
ورأى أن «رسالة 24 نيسان تتخطى قيود الزمان والمكان، إنها الوصية المقدسة التي توحّد الأرمن حول قضية واحدة ألا وهي المطالبة بحقوقنا هذه الوصية التي ورثناها من شهدائنا الذين ترفعوا إلى رتبة القداسة من قبل كنيستنا، ويتجاوز عددهم مليوناً ونصف المليون شهيد».
ودعا «إلى تجديد وفاءنا للاستمرار في النضال للوصول إلى مطالبنا المحقة، وحقوق شعبنا المغتصبة»، مشيراً إلى ان «منفذ الإبادة أراد، محو الأرمن من بين شعوب الكون وشطب أرمينيا من على خريطة العالم. إلا أن للأمة الأرمنية مكانة خاصة اليوم بين أمم العالم، وكذلك لوطننا الأم أرمينيا بجانب دول العالم».
وتابع: «ليواصل منفذ الإبادة سياسته الإنكارية، ليواصل تشويه التاريخ بتهديداته وخداعه، ليواصل في مواقفه المناهضة تجاه الأرمن، فلا جدوى مهما فعل. لقد بات العالم بأجمعه على يقين بأن الإبادة الأرمنية هي حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها ونسيانها».
وقال: «في تركيا بالذات بدأ المفكرون والوسط الأكاديمي كما وأفراد من المجتمع المدني، إثارة موضوع الإبادة الأرمنية رغم الضغوط والقمع والحظر من قبل الدولة التركية»، مناشداً «الحكومة التركية أن تعترف بالحقيقة وبالجرائم التي خطّطها ونفذها أسلافها. فلا يمكن طمر الحقيقة بتجاهلها أو إنكارها ومهما طال طمر الحقيقة في الغبار لا يمكن أن تضيع بل تشع كالذهب».
وأعرب عن امتنانه العميق «لكل الدول التي اعترفت بالإبادة الأرمنية متخطية الصعوبات الرهيبة التي واجهتها»، مذكّراً مَن نفذ الإبادة وكذلك المجتمع الدولي «بأن الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن ليس غاية بحدّ ذاته ولا نهاية القضية. وأنه وفقاً للقانون الدولي، الاعتراف بالإبادة الجماعية لا ينتهي بالعقوبة المحدّدة وإنما باسترداد كامل الحقوق والتعويض المادي والمعنوي».
وأكد أننا «اليوم لا نطالب بالاعتراف فحسب، وإنما نطالب بكامل حقوقنا المشروعة، نطالب بآلاف الكنائس والأديرة والأوقاف الدينية والمعالم التراثية والثقافية المسلوبة كما والممتلكات الفردية للأرمن».
تويني وكنعان
من جهته، اعتبر وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، في بيان، أن «الأرمن مثال أعلى للشعوب المناضلة والأبية، فهو شعب لم يركع. وقُتل شبابه وشرِّد من أرضه، إلا أنه حافظ على كيانه ولغته وتراثه وروحه. أينما حلّ في لبنان وسورية والعراق، كان مثالاً للرقي والتمدن والتقدم والإخاء. ساهم الأرمن في توطيد وتأسيس الوحدة الوطنية وبناء حلف اجتماعي مبني على الكرامة والحق والتساوي».
وختم «في هذا اليوم نتذكر شهداءنا الأرمن، ونقول إن دماء الشهادة رفعت من الضمير الإنساني وفتحت باب التاريخ المشرف لهذا الشعب الفريد».
بدوره، غرّد النائب إبراهيم كنعان عبر حسابه على تويتر قائلاً: «في 24 نيسان كما في كل عام نضيء مع أرمن لبنان والعالم شعلة الذكرى والحقيقة ونحيي شعباً بات المثال إذ اضطهد ونُكل به، فبقي موحّداً ووفياً لتاريخه وهويته».