المولى: جسّد شخصية القوميّ الاجتماعيّ الملتزم بقضية تساوي الوجود بوعينا القوميّ وإرادة شعبنا سنسقط المؤامرات
غيّب الموت في السادس من نيسان الحالي، المناضل القومي محمد حسين زعيتر عن عمر ناهز 65 سنة، وذلك بعد مسيرة حزبية واجتماعية زاخرة بالعطاء والنضال، فكان مثالاً للقومي الاجتماعي المؤمن بقضيته والعامل من أجل انتصارها.
الراحل من مواليد بلدة الكواخ ـ الهرمل 1953، انتمى إلى الحزب عام 1977 في نطاق منفذية المتن الجنوبي، وكان مثالاً يُحتذى به بمناقبيته وسيرته ونضاله. وتقديراً لعطائه، مُنِحَ من قبل رئاسة الحزب وسام الواجب عام 2015.
وشُيّع الرفيق الراحل بمأتم مهيب، وشارك في التشييع إلى جانب العائلة، منفذ عام المتن الجنوبي وأعضاء هيئة المنفذية، ومسؤولو الوحدات الحزبية وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين. وقد وُوري جثمان الراحل في الثرى في جبّانة حيّ السلّم.
وقد اعتبر مدير مديرية العمروسية عماد حمية أن رحيل الرفيق محمد زعيتر خسارة كبيرة، فهو كان فاعلاً ومتميّزاً في مديرية العمروسية، وسنفتقده في اللقاءات والاجتماعات والنشاطات، حيث كان يشكّل قيمة مضافة بحضوره نتيجة ما اكتسبه من تجربة نضالية خلال مسيرته الحزبية.
ذكرى أسبوع
ولمناسبة مرور أسبوع على وفاته، أقامت مديرية العمروسية التابعة لمنفذية المتن الجنوبي حفلاً تأبينياً حاشداً للراحل في مجمّع الليلكي، بحضور عدد كبير من المسؤولين الحزبيين والفاعليات.
استُهلّ الحفل بكلمة لمدير مدرسة العمروسية الرسمية مهدي زعيتر الذي تحدّث عن مزايا الراحل، وحضوره ومناقبيته.
ثمّ ألقى مذيع مديرية العمروسية ابراهيم الضيقة، كلمة رفقاء الفقيد، أكّد فيها على التاريخ النضالي للراحل، وتفانيه في سبيل خدمة النهضة التي آمن بها درباً من أجل انتصار قيم الحق والخير والجمال.
وألقى الشيخ شوقي زعيتر كلمة بِاسم العائلة، عدّد فيها مزايا الراحل ومناقبيته، حيث جسّد الصورة الحقيقية للقومي الاجتماعي. وحيّا روح الراحل، كما حيّا الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداء للأرض.
كلمة الحزب
وألقى منفذ عام المتن الجنوبي محمد المولى كلمة، نقل في مستهلّها تعازي رئيس الحزب للعائلة، ثم أشار إلى أنّ أمثال الرفيق محمد حسين زعيتر يرحلون جسداً، أما نضالاتهم فخالدة دائماً لأنها تحمل إرادة الحياة والنهوض بالمجتمع.
وقال المولى: نودّع اليوم الرفيق محمد زعيتر، الرفيق المناضل وقد عرفناه في ساحات العزّ مقاتلاً شجاعاً دفاعاً عن حزبه وأمته.
وأضاف: ترك الرفيق الراحل محمد زعيتر أثراً طيّباً بين رفقائه ومحبّيه ولدى كل مَن عرفه، فقد كان ملبّياً ومشاركاً في كل نشاطات الحزب متحمّلاً المسؤوليات التي كانت تُلقى على عاتقه، وجسّد شخصية القومي الاجتماعي الملتزم بقضية تساوي الوجود. لذا، يعزّ عليّ أن أقف اليوم لأؤبّن رفيقاً تميّز بحضوره والتزامه ونضاله.
وتطرّق المولى إلى ما تمرّ به أمتنا، وقال: إننا اليوم نشهد فصلاً جديداً من فصول المؤامرة التي تشهدها بلادنا، وما حصل في الشام من عدوان سافر ما هو إلا حلقة جديدة في سياق الحرب التي تتعرّض لها الشام بهدف تقسيمها وشرذمتها. لكن، وبعد فشل الإرهاب في تنفيذ الخطة، وبعد هزيمة هذا الإرهاب، تكفّل رعاته بعدوان ثلاثيّ نفّذته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، غير أن هذا العدوان ارتدّ فشلاً وهزيمة على منفّذيه، نتيجة تصدّي الدفاعات الجوية السورية للطائرات والصواريخ المعادية.
وأضاف: نوجّه التحية إلى سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً، وهي التي أثبتت بصمودها أنها عصيّة على الإرهاب وعلى الدول الراعية لهذا الإرهاب. كما نحيّي الشهداء، شهداء الجيش السوري ونسور الزوبعة وكلّ قوى المقاومة، التي قدّمت التضحيات من أجل أن تبقى سورية واحدة موحّدة خلافاً لإرادة الأجنبي والمحتلّ، فحربنا مع عدوّنا هي حرب وجود لا حرب حدود.
وأشار المولى إلى أنّ أمتنا تتعرّض لمؤامرات متعدّدة الأوجه، تتنقل من فلسطين إلى الشام والعراق، ولكن هذه المؤامرات ستسقط بفضل إرادة شعبنا القادر على التصدّي لكلّ ما يُحاك من مؤامرات والانتصار عليها، بفضل الوعي القومي.
وأشار المولى إلى أننا في لبنان أمام استحقاق الانتخابات النيابية، وحزبنا يخوض هذا الاستحقاق لترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية وقيمها، ولتحصين لبنان في مواجهة العدوّ، ولتثبيت انتماء لبنان إلى محيطه القومي. وهذا ما يرتّب علينا مضاعفة الجهود للفوز في هذا الاستحقاق مع حلفائنا جميعاً.