روحاني: إذا أرادت أوروبا إرضاء ترامب فعلیها أن تدفع من جیبها.. ولن تضاف أو تُحذَف أية كلمة من الاتفاق النووي.. ومواقف غربية متناقضة..
اعتبرت طهران بأنّ أي توافق أوروبي أميركي حول الفترة المحدّدة في الاتفاق النووي «عدیم القیمة»، مؤكدة بأنّه لن تضاف أو تحذف أي كلمة من الاتفاق النووي. فيما أشارت واشنطن إلى أنها لا تعتزم إلغاء الاتفاق النووي مع إيران بل تريد صياغة وثيقة إضافية إليه. كما صرّحت لندن بأنها تعمل عن قرب مع حلفائها بشأن إجراءات جديدة تخصّ إيران، إلا أنّ موسكو شككت بالتوصّل إلى اتفاق نووي جديد بالشروط السابقة نفسها، بدورها رفضت برلين مراجعة الصفقة مع إيران، وأيّدت برلين الموقف الروسي بأنّ إيران وفت بالتزاماتها تجاه الملف النووي.
روحاني
في هذا الصّدد، أكد رئیس الجمهوریة الإيرانية حسن روحاني، «أنه لن تضاف أو تحذف أية كلمة من الاتفاق النووي»، مضیفاً «أنّ أمیركا هي المتهمة بسبب عدم التزامها بتعهداتها في الاتفاق النووي».
وفي لقاء صحافي بمناسبة انتهاء زیارته لمحافظة أذربیجان الشرقیة أمس، أضاف الرئیس روحاني: «إذا أرادت أوروبا إرضاء ترامب فعلیها أن تدفع من جیبها ولیس من جیب الشعب الإیراني».
وأضاف «أنّ الانتشار الأميركي في المنطقة، لم یُسفر سوى عن تفشّي انعدام الأمن والاستقرار، فیما أنّ أرواح شعوب جمیع دول المنطقة مهمة بالنسبة لنا».
وأشار الرئیس روحاني إلى «وجود برامج جدیدة وشاملة مُعدّة للتنفیذ في حال فشل الاتفاق النووي»، وقال: «أطمئن الشعب الإیراني فیما لو فشل الاتفاق النووي، فإنّ الدول الغربیة هي التي ستتوسّل إلینا للحضور إلى طاولة المفاوضات».
وأكد أنّ «خطة العمل المشترك الشاملة، اتفاق دولي تم تأيیده من قبل مجلس الأمن»، مضیفاً: «الاتفاق النووي إما یبقى أو یتلاشى، لكن من غیر المقبول إجراء أي تغییر فیه».
وأعلن: «هم نفسهم الذین طالبوا بحصول تغییرات في الاتفاق النووي، علیهم أن یعلموا، إما یقبلوا بهذا الاتفاق النووي أو یودّعوه كله».
وأشار الرئیس روحاني إلى اتصاله الهاتفي بالرئیس الفرنسي حول الاتفاق النووي، وقال: «السید ماكرون یعتقد أیضاً أن من غیر المناسب إحداث تغییر في الاتفاق النووي».
وأكد الرئیس الإيراني «أنّ محادثات أوروبا مع أمیركا حول موضوع الاتفاق النووي لاصلة لها بالجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة»، محذّراً الدول الغربیة: إذا لم تؤمن مصالح إیران، فلن یكن هناك أي اتفاق».
وشدّد الرئیس الایراني إلى أنّ «تهدید إیران سخیف ولا أساس له من الصحة»، مضیفاً: «على الرئیس الأمیركي أن یعلم أنه في حال فشل الاتفاق النووي، فإنّ طهران ستواصل نشاطاتها النوویة السلمیة بسرعة».
وتطرّق إلى توجیهات قائد الثورة الإيرانية حول «عدم شرعیة اقتناء الأسلحة النوویة»، وقال «إنّ الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تحرّكت وباستمرار في مسار السلام».
وانتقد الرئیس روحاني الانتشار الأميركي في المنطقة، وقال: «إنّ الانتشار الأمیركي في المنطقة لا یخدم مصالح أي بلد وشعب، ولا یمكن لأي أحد الادعاء أنّ الانتشار الأمیركي في المنطقة سیجلب الأمن لها أمیركا ومن خلال خداع دول المنطقة وخلق العدو الوهمي، تحاول إفراغ جیوب بعض دول المنطقة».
وأكد الرئيس الإيراني، «أنّ إیران سعت وباستمرار في طریق إرساء السلام والصداقة في المنطقة»، مضیفاً: «أرواح شعوب الیمن والسعودیة والإمارات والعراق وجمیع دول المنطقة مهمة بالنسبة لنا، ولا یمكن لإیران تهدید دول المنطقة».
في هذا الشأن، أضاف روحاني أنّ «البيت الأبيض ليس هو من يقرّر مصير الشرق الأوسط والصهاينة لن يقرروا مستقبل شعوب المنطقة»، موضحاً أنّ «الظلم والمجازر التي يرتكبها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني ناجمة عن الرؤية الخاطئة».
واعتبر روحاني أنّ «البعض فقد عقله لطمعه بالمليارات التي تملكها بعض الدول العربية في المنطقة».
مواقف الرئيس الإيراني جاءت، أمس، خلال افتتاح مراسم «تبريز» عاصمة السياحة للعالم الإسلامي لعام 2018، حيث أشار إلى أنّ «الجيش الأميركي يبحث عن مصدر مالي للبقاء في سورية».
وشدّد على أنّ «الأميركيين والإسرائيليين حاولوا تشويه سمعة إيران وتخويف العالم منها، من خلال الأكاذيب التي أطلقوها لعشرات السنين، لكن الاتفاق النووي كشف أكاذيبهم للجميع».
وعن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتصريحاته الأخيرة حول الاتفاق النووي، وصف روحاني الأخير بأنه «تاجر عقارات وأبراج ولا يفهم السياسة»، مشيراً إلى أنّ «ترامب لا يتردد عن الحديث بصراحة أن بقاء بلاده في سورية أو عدم بقائها يعتمد على المال الذي يدفعه الآخرون له».
وتابع روحاني أنّ «المنطقة ستنعم بالأمن الكامل في حال رحيل أميركا النهائي عنها»، متسائلاً عن «الأمن الذي حققته أميركا للمنطقة، هل حققت الأمن باحتلال العراق أم افغانستان؟ هل حققت الأمن بتسليحها للسعودية وقصف الشعب اليمني بهذا السلاح؟».
الرئيس الإيراني تناول تصريحات ترامب التي وصف بها الاتفاق النووي بـ»السيئ والخطير»، قائلاً، «إذا كان هذا الاتفاق سيئاً فلماذا قمتم بالتوقيع عليه؟ ألم يكن مسؤولو أميركا السابقون يعرفون ذلك؟».
وختم الرئيس الإيراني تأكيده أنّ «بلاده مستعدة للدفاع عن المنطقة»، مضيفاً «لقد أعلنا قبل سنوات أننا نريد التعامل الشامل والبنّاء مع العالم وما نزال على عهدنا».
وكان الرئيس الأميركي طالب الدول العربية الراغبة في بقاء القوات الأميركية في سورية أن «تدفع أموالاً مقابل بقاء تلك القوات».
حاتمي
من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، «إنه في حال انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي ستنفذ وزارة الدفاع برنامجها».
وأكد الوزير الإيراني، أمس، «أنّ بلاده ستظل متمسّكة بالاتفاق النووي، وأنه في حالة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق سيكون لوزارة الدفاع الإيرانية برنامجها الذي ستنفذه».
وتابع حاتمي، «ستكون بلادنا منسجمة وموحدة ولها برنامج، وفي حال خروج أميركا سيكون لوزارة الدفاع حينها برنامجها الذي ستنفذه».
وأضاف «عدم الوفاء بالعهود سيسبب هزة للثقة في الساحة الدولية، وسيكون له تأثير وتبعيات في العالم وسيكون ردنا على هؤلاء مزلزلاً وجدياً».
شمخاني
فيما أكد أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني «أنّ أيّ توافق بین أوروبا وأميركا حول مستقبل الاتفاق النووي ومستقبل برنامج إیران النووي للفترة المحددة في الاتفاق النووي، یعتبر بالنسبة لنا لا اعتبار له وعدیم القیمة».
وفي كلمة ألقاها شمخاني، أمس، أمام الاجتماع الدولي التاسع للأمن الوطني في مدینة سوتشي الروسیة، قال الأدمیرال شمخاني: «أطمئنكم وفي هذا الاجتماع الدولي الذي تحضره أكثر من 100 دولة، وبالنیابة عن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، أنّ أحلامهم حول إیران لن تفسر أبداً المفاوضات مرة أخرى حول إنهاء فترة القیود على نشاطات إیران النوویة السلمیة، بمثابة تدمیر خطة العمل المشتركة الشاملة الاتفاق النووي ، لأنّ إلغاء القیود وإعادة برنامج إیران النووي في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، هو الجزء المهم من التعهّد الذي قدّم لإیران في الاتفاق النووي الدولي».
وأشار المسؤول الإيراني إلى أنّ «المفاوضات النوویة تقدم أنموذجاً واضحاً للعالم، أنه یمكن وعن طریق المفاوضات والحوار، التوصل إلى توافق لإنهاء الأزمات المصطنعة في العالم، والأهم من مبدأ التوصل إلى اتفاق، هو التزام الطرفین بتعهّداتهم لمنح الاتفاق الاعتبار والدیمومة».
ومضى قائلاً: «المؤسف أننا نواجه الیوم إدارة لا تسخر فحسب من تعهدات الإدارة الأمیركیة السابقة، بل تسحق أبسط المبادئ في القوانین الدولیة، لیس فقط في الاتفاق النووي الإیراني، بل حتى في المعاهدات الثنائیة والدولیة بین أميركا والعالم».
وتابع بالقول: «إنّ سیاسة أميركا الثابتة في الشرق الأوسط، تتمثل فی إدارة تصعید الأمن وزعزعة الاستقرار للانتشار وتوسیع قواعدها العسكریة وبیع الأسلحة والتدخل في شؤون المنطقة».
وأضاف «أنّ عالم الیوم بحاجة إلى السلام والاستقرار والأمن أكثر من أي وقت مضى، وأنّ مسار تحقیق هذا الأمر هو الحوار السیاسي والأمني والعسكري للتوصل إلى التفاهم المشترك وإزالة سوء الفهم وبالتالي التوصل إلى حل ینبغي إنهاء الحرب والعنف، وتشكیل تحالف من أجل السلام والصداقة والأخوة بدلاً عن الحرب، ویتعین إنفاق الثروات الوطنیة لإزالة الفقر وتحقیق التنمیة والرخاء للشعوب بدلاً عن سباق التسلح».
كذلك، أعلن شامخاني، «أنّ بلاده سوف تستأنف عمل منشآتها النووية الموقفة سابقاً، في حال انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية».
وقال شامخاني للصحافيين رداً على كيفية انعكاس انسحاب الولايات المتحدة المحتمل من الصفقة على الأمن القومي الإيراني: «نحن سنعيد عمل منشآتنا النووية التي كانت قبل توقيع الاتفاقية».
واشنطن
من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية «أنّ الولايات المتحدة لا تعتزم إعادة النظر بالصفقة مع إيران أو إلغاءها بل تريد صياغة وثيقة إضافية إليها».
في هذا الصّدد، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الأمن الدولي وعدم الانتشار، كريستوفير فورد، «أنّ الولايات المتحدة لا تعتزم إعادة النظر في الصفقة النووية مع إيران»، مشيراً إلى أنّ «واشنطن تعول على تكملة الاتفاقية بوثيقة إضافية».
وقال فورد خلال مؤتمر صحافي: «الولايات المتحدة لا تعتزم إجراء مباحثات حول خطة العمل المشتركة أو تغيير شروطها، نحن نبحث عن اتفاقية إضافية تنص على مجموعة من قيود القواعد الإضافية».
موسكو
بدوره، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسي، دميتري بيسكوف، أمس، «أنّ روسيا تؤيد الإبقاء على الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الغربية، طالما لا يوجد بديل حقيقي لهذا الاتفاق حالياً».
وقال بيسكوف رداً على سؤال إذا كانت موسكو ستدعم تعديل الاتفاق النووي أو تغييره: «نحن نقف مع الإبقاء على الاتفاق النووي المعقود مع إيران، ونعتبر أن ليس هناك بديل فعلي وحقيقي لهذا الاتفاق، ونحن شدّدنا على هذه المسألة في مختلف المناسبات».
وأضاف بيسكوف «أنّ موسكو لا تدري بأيّ تفاصيل جديدة تتمحور حول تعديلات أو تغيرات تطرأ على الاتفاق النووي مع إيران».
فيما أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف، «أنّ دول الاتحاد والولايات المتحدة لا تملك صلاحيات لتعديل الاتفاق النووي مع إيران».
وتعليقاً على أنباء حول مشاورات مغلقة بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن تعديل الاتفاق النووي مع إيران، قال تشيجوف: «إذا توصلت الثلاثية الأوروبية والأميركان إلى اتفاقات ما، فليس لدينا ولزملائنا الصينيين أية علاقة بها. الاتفاق النووي مع إيران وقعته كافة الأطراف، لم يخوّل أحد الثلاثية الأوروبية للتحدّث باسم «السداسية» بشأن إيران التي تشمل روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
الاتحاد الأوروبي
من جانبها، أكدت فيديريكا موغيريني، المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، «أن من الواجب الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران»، قائلة: «ليست هناك أيّ اتفاقات إلا اتفاق واحد مع إيران حول ملفها النووي، وهو لا يزال ساري المفعول ويجب الحفاظ عليه».
لندن
من جهته، قال متحدّث باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، أمس أيضاً، «إنّ بريطانيا تعمل عن قرب مع حلفائها لتناول قضايا تتعلق بإيران وتؤيد محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وقال المتحدث «نعمل عن قرب مع حلفائنا بشأن كيف سنتعامل مع مجموعة من التحديات التي تشكلها إيران في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضايا التي اقترح الرئيس ماكرون أن يتضمنها اتفاق جديد».
باريس
ومع اقتراب مهلة نهائية الشهر المقبل ليتخذ ترامب قراراً بشأن إنّ كان سيعاود فرض العقوبات الأميركية على طهران، قال ماكرون «إنّ فرنسا لن تتراجع عن الاتفاق النووي الإيراني»، وقال في وقت سابق «أنه تحدّث مع ترامب بشأن اتفاق جديد ستتناول الولايات المتحدة وأوروبا خلاله المخاوف القائمة بشأن إيران بعيداً عن برنامجها النووي».
برلين
كذلك، أكدت وزارة الخارجية الألمانية، أمس، «رفض برلين مراجعة الصفقة النووية مع إيران»، مشيرة إلى «أهمية هذا الاتفاق بالنسبة لألمانيا».
وفي موجز صحافي ببرلين، قال المتحدث باسم الوزارة، راينر برويل: «بالنسبة لنا لا يزال واضحاً أنّ أولويتنا العليا تتمثل في الحفاظ على الاتفاق النووي وتطبيقه الكامل من قبل جميع الأطراف».
وأجاب برويل بنعم على سؤال عما إذا كانت ألمانيا ترى أنّ إيران تفي بشروط الصفقة النووية.
وتابع: «الاتفاق النووي تمّ التفاوض حوله بين سبع دول والاتحاد الأوروبي، ومن المستحيل إعادة التفاوض حوله.. لكن، في ظل وجود الاتفاق النووي، من الواضح أيضاً أننا نريد أن نكون واثقين بأن البرنامج النووي الإيراني يخدم أغراضاً سلمية حصراً».
وفي تطرّقه إلى اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقد اتفاق إضافي مع طهران لحل المشكلة، قال المتحدّث باسم الوزارة الألمانية: «علينا أن ننظر في هذا الاقتراح بهدوء. إن السؤال هو حول الشروط التي ستكون إيران في ظلها مستعدّة لمثل هذه العملية». وذكر أن بلاده تبقى «على اتصال وثيق وبنّاء داخل الثلاثية الأوروبية ألمانيا، بريطانيا، فرنسا ومع الولايات المتحدة».