عشق الصباح
عشق الصباح
وحيدة تقرأ في سفر الكلمات: ماذا لو كنت تحلم بأن القدر منحك فرصة أن يصبح الخيال واقع؟ قل يا صديقي: تباً للانتظار الممل وللقراءات الكاشفة؟ هو الشوق وأنت و طاولة وفنجانين وركوة قهوة عبقة بالهيل… فرشت أوراقها على الطاولة، وهي تتأمّل عبر النافذة المفتوحة على الليل النجوم السابحات في هذا الفضاء المطلق… رشفت من قهوتها شفّة، شفتان وراحت تكتب: «نحن في زمن مرّ… الإنسان الطيب فيه يشعر بالغربة». الدنيا لا تسمح له أن يخرج للضوء يعيش في الكواليس! لا تضحك، أعترف بأنّي من يوم عرفتك أمّنت بأن الدنيا فيها كلّ شيء… وصار الضوء يشعّ في كلّ جوانب حياتي.
ما زلتُ أنتظرك… يمرّ المساء وتخذلني المواعيد وأنا أحلم أن تجيء، تشعّ ابتسامتك كأنّها بعض وهج الشمس، أرى في وجهك إضاءة تشرق كأول النهار، تضحك بمرح طفل أهديته لعبة يحبها؟ في عينيك بريق يشبه لمعان النجوم الملتفات حول القمر، يدغدغ الحلم خيالاتي أكثر… أشعر بخدر لذيذ يشري في تفاصيل الجسد التعب، كأني بين ذراعيك مستسلمة لحلم سحري لا يريد أن ينتهي، أغرق فيك، أجل أغرق فيك… أيها الغريب خذني إليك، اجعلني أقيم في عالمك كما كنت أقرأ في الروايات القديمة عن فتيات الأحلام، أتدري، سأذكرك بكلّ هذه التفاصيل، عندما يمنحني القدر فرصة جديدة كي ألتقيك، يستمّر الحلم وتستمر الكتابة، وحده طيفك يخرجني من صمتي، مرة ثانية خذلتني الكلمات الساجدة في مقام البوح، لم تستطيع نقل مشاعري إليك، وأنت تتصرف كأنّك كنت تقرأني! تتكشف أوجاعي، تنفذ برؤاك المتخيّلة إلى عمق روحي، يا للذكريات… ها أنا أرسل كلماتي الشغوفة لرؤيتك مع نسمات الليل لعلّك تقرأ.
أعترف… عشقتك، يبدو يا صديقي أنكَ المستحيل الذي سعيت إليه حتى نزفت قدمي دمها على الطرقات الوعرة… ولم نلتق؟ تركت القلم… وراحت ترتشف قهوتها الباردة وهي تلملم أوراقها وتغلق النافذة على الليل والأحلام!
حسن إبراهيم الناصر