ورد وشوك
ورد وشوك
يا مبضع الجراح رفقاً بقلبي فأنت عليه الآن مؤتمن…
لطفاً لا تبدأ بالجرح والاستئصال قبل أن تنطق باسم الإله ببادئ البدء…
لقد ظلّ هذا القلب مذ بدء تكويني بداخله وعلى طول ما مرّ بي من العمر بكلّ دعاء يرقيني…
هو اليوم متعثّر في صحته فيارب أجره بكلّ دعاء مما ألم به من ألم…
بهلع وقفت بباب الغرفة الباردة أرقب علً الخبر بالسلامة يأتيني…
ويمرّ الوقت ببطء السكون ثقيلاً… تراك يا قلبي كم تعاني هناك من البرد!
لكن يقيني بأن طبيب التخدير أمثولة في الإتقان والإخلاص يقيني من سوء التفكير
يمدّ المريض بجرعات تناسبه وإلى عالم بعيد ينأى به عن الإحساس بالمقصّ والمشرط بينما يبقى هو يقظاً كالنسر يرقب حال مريضه مع كل تطور…
في شخصه تجتمع الأضداد هدوء حزم مغلّف بالحنان… رقّة تلامس الإحساس
أمين على روح المريض ونبضه.
بخبرته يعطي الإذن لصوغ لحن جديد يتناغم مع عمل الجراح. بأيد أمينة أنت يا أمي… سيبقى الثوب الأبيض في وطني ناصعاً رغم محاولات التشويه والتدنيس لكلّ خير فيه.
آن الأوان ليفتح الباب الموصود يطلّ منه هلال بالبشر فواز ليفضي: بإتقان نجحنا ببتر مصدر الألم.
شكراً لك يا ربي والشكر موصول لك يا وطني. ما زالت أمهاتك تلد خبرات بها نفخر تجذّرت فيك لم تغادرك رغم ما كان من إغراء في تركك والهرب لتعيد لأمهاتنا وكلّ موجوع فوق ترابك الأمل.
رشا المارديني