سورية درّة التاج وحزبُ الله في الزمن الجديد..!

محمد صادق الحسيني

لا قدرة للأميركي على استعادة زمام المبادرة في الميدان السوري، ولو تعلّق باستار «كعبة « بن سلمان وقاعدته القطرية…!

ولا شجاعة لدى قاعدته الثابتة على الأرض الفلسطينية المسماة «اسرائيل» بتغيير موازين القوى أو تغيير قواعد الاشتباك في الميدان السوري حتى لو صعدوا ضجيجهم الى السماء بخصوص «النفوذ الإيراني وتصاعد وتيرة قوافل دعمه الصاروخي لحزب الله»..!

ولا أمل من كل محاولات الصراخ الأميركي ولا المسكنات الأوروبية الواعدة بـ «ملحق» للاتفاق النووي قادر على أن يهدئ من روع الأميركي المنهزم وروع ذنبه الإسرائيلي المرتعد خوفاً من تطورات مجهولة له…!

وعليه يمكن القول إن لا أحد في صفوف معسكر العدو قادر على التأثير على الخط البياني الصاعد لتحالف كتلة أوراسيا التي غدت قوة عالمية رادعة لحلف الأطلسي تضمّ بالإضافة الى روسيا والصين وإيران لأول مرة في تاريخ التوازنات الدولية قوة غير حكومية مؤثرة وفاعلة بمستوى الدول هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراعات الدولية اسمها حزب الله…!

إنه زمن جديد غير زمنكم يا عتاة العالم الاستكباري، إنه زمن المقاومة، زمن حزب الله وسورية وإيران..!

من هنا فإن الكلام المجاني وغير المسنود عملياً عن دخول قوات «عربية» الى سورية، أو تشكيل إقاليم مستقلة هنا أو هناك أو فيدراليات مدعومة من الإسرائيلي او التركي او السعودي الوهابي، ما هو إلا جعجعة بلا طحين..!

ذلك لأن المايسترو المفترض لكل هذه السيناريوهات المرمية في الإعلام هو الأميركي المهزوم والمنكسر والعاجز والذي يستعدّ في الأفق المنظور للهروب الى بحر الصين الجنوبي، محاولاً البحث عن تحديد مصيره المهدّد بخطر كبير لا يقل عن خطر خروجه من البحر المتوسط خاسراً..!

فكيف بجيوش مسحوقة ومطحونة طحناً في الميدان على مدى سبع سنين..!؟

في أول زيارة لـ«إسرائيل» يقوم بها قائد للقيادة المركزية الأميركية، فشل الجنرال فوتيل في إقناع القيادة العسكرية الإسرائيلية بمزايا سحب القوات الأميركيه من سورية.

وقد حاول إقناعهم وتهدئة مخاوفهم من خلال إبلاغهم بأن قيادته ستترك قوة محدودة في المنطقة، من دون تحديد مكان وجودها، لمراقبة تحركات الجيش السوري وإيران وحزب الله في منطقة الحدود الأردنية السورية مع الجولان.

لكن القادة الإسرائيليين لم يقتنعوا بكل ذلك، وأبلغوه بأن خططه بعيدة كل البعد عن إمكانية وضع حد لجهود إيران إقامة بنية تحتية عسكرية في سورية والتي تشكل الخطر الأكبر على الدولة العبرية. وقد غادر الجنرال فوتيل من دون أي نتيجة…!

هذا هو الخبر الذي يبين لنا القلق الأميركي والهلع الإسرائيلي من نتائج تحول تحالف محور المقاومة من وضع الدفاع الى موقع الهجوم..!

وكل ما عدا ذلك كلام مجاني يبين تخبّطاً استراتيجياً تعيشه الولايات المتحدة الأميركية، سيسبّب ذعراً وصداعاً مزمناً لسنوات طويلة لدى اتباعها الأعراب والعثمانيين الجدد والإسرائيليين وما تبقى من غربانهم السود هنا وهناك..!

نعم قد يكون صحيحاً بأننا نعيش مرحلة برزخية انتقالية ينبغي الحذر فيها من محاولات إعادة إنتاج الأزمات والحروب والفتن، إذا لم نحافظ على منجزات الانتصار الاستراتيجي الكبير..!

وإن علينا الانتباه الشديد من محاولات تسلل العدو الى مواقع نفوذ متقدمة في صفوفنا في محاولة لاستعادة زمام الأمور، لكن علينا التوقف ملياً أيضاً بأن قوى الأمة الحية متمثلة في محور المقاومة باتت اليوم بمقدار كبير من القوة والثبات ما يجعلها بمثابة بيضة القبان التي تستطيع أن تخلط الأوراق وتقلب الطاولة على الجميع، إذا تعرضت معادلة النصر الكبرى لأي عدوان داخلي أو خارجي!

غنه عالم جديد ينهض بروح العنفوان له اليد العليا على عالم بالٍ منخور من الداخل بكل أنواع الهزيمة والاندحار..!

سورية ستكون سريعاً درة التاج الذي يزين العالم الجديد، ولا أحد بإمكانه إعادة عقارب ساعة المقاومة العربية الإسلامية إلى الوراء..!

بعدنا طيبين، قولوا الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى