واشنطن تشيّد قاعدة جوية قرب أربيل
شرعت الولايات المتحدة ببناء قاعدة جوية في إقليم كردستان العراق ضمن إجراءات طويلة المدى في الحرب على الإرهاب، وسط توقعات بمراجعة أميركية شاملة لاعتمادها على تركيا، خصوصاً قاعدة إنجرليك الجوية التي لم تسمح أنقرة بوضعها في خدمة التحالف الدولي ضد «داعش»، في وقت حققت القوات العراقية مكاسب نوعية بفتح طريق بغداد – كركوك نتيجة بدء عملية اقتحام واسعة لقضاء بيجي شمالي تكريت، كما قتلت 43 إرهابياً في حزام جنوبي بغداد.
وأفادت مصادر رفيعة المستوى في حكومة إقليم كردستان بموافقة حكومة الإقليم على تهيئة مطار ناحية حرير في محافظة إرييل، ليكون قاعدة عسكرية للقوات الأميركية في إطار عمليات التحالف الدولي لضرب تنظيم «داعش» في العراق.
وذكرت المصادر أن حكومة الإقليم بدأت بتفريغ المطار بعد أن تم إبلاغها بالقرار الأميركي، لافتة إلى أن «الحكومة ستقوم بتفريغ المطار في غضون أسبوع وأن شركات تابعة لدولة أجنبية ستقوم بعمليات نقل معدات المطار إلى مناطق أخرى»، في إطار مساعي واشنطن ودول التحالف لمحاربة «داعش» والتصدي للإرهاب في المنطقة. وقال مصدر أمني كردي إن «موقع مطار حرير ملائم لإقامة قاعدة عسكرية فيه وبالإمكان مراقبة حركة المسلحين في العراق وسوريا»، مبيناً أن الجيش الأميركي سبق له في حرب إطاحة نظام صدام حسين في 2003 أن استخدم ذلك المطار.
كما كشف مسؤول كردي أن «وفداً يضم قادة من وزارة البيشمركة، وقيادة القوات الأميركية زاروا المكان في أيلول الماضي، وقاموا عقب ذلك بأربع زيارات تفقدية إلى المطار»، مبيناً أن «المنطقة تحتل أهمية استراتيجية»، معللاً بذلك «نية الولايات المتحدة إعادة استخدام المطار كقاعدة لها.»
وتتداول أوساط كردية أن الولايات المتحدة تتجه إلى تقليص اعتمادها على تركيا إلى الحد الأدنى، خصوصاً في ظل التباينات الكبيرة بسبب موقف تركيا المشبوه والمحابي لتنظيم «داعش» الإرهابي ومحاولة استخدامه ضد الأكراد.
مقتل 60 «داعشياً»
ميدانياً، أعلن المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية أمس عن بسط سيطرة الجيش العراقي الكاملة على ناحية جرف الصخر ومنطقة الرويعية شمالي بابل.
وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق محمد العسكري إن «اللواء الـ 31 من الفرقة الثامنة التابعة لقيادة عمليات بابل بمساندة أفواج من الحشد الشعبي أكملت استعادة السيطرة على ناحية جرف الصخر ومنطقة الرويعية شمالي بابل». وأضاف العسكري أن «الجيش سيطر على الطرق الرئيسة والمؤسسات الحكومية بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش، أسفرت عن مقتل 60 منهم خلال عملية عسكرية».
وكان مصدر أمني عراقي قد أفاد بأن عشرات العناصر من تنظيم «داعش» سقطوا بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى تدمير 28 عربة مسلحة للتنظيم، باشتباكات عنيفة مع القوات الأمنية في مركز ناحية جرف الصخر شمالي بابل.
طيران التحالف
وفي السياق نفسه، أكد مصدر أمني أمس أن 40 مسلحاً ينتمون لتنظيم «داعش» قتلوا وأصيب 50 آخرون في قصف لطائرات التحالف الدولي استهدف مواقع للتنظيم جنوب محافظة كركوك.
وصرح المصدر أن القصف بدأ ليلاً واستمر حتى فجر الجمعة بشكل كثيف مستهدفاً 70 موقعاً للتنظيم في حدود قضاء الحويجة والنواحي التابعة له في مناطق المعهد التقني والسايلو والمطحنة في نواحي الزاب والرياض والعباسي والرشاد والملتقى.
من جهته، قال قائد أركان الجيش الفرنسي بيير دو فيليي إن مقاتلات فرنسية دمرت 12 مبنى في محافظة كركوك شمال العراق كانت تحوي ترسانة أسلحة لمقاتلي التنظيم.
وأضاف بيير دو فيليي في حديث مع إذاعة أوروبا 1 الفرنسية: «نفذنا عملية كبيرة في العراق الليلة الماضية حيث دمرنا مبان كانت تستخدمها جماعة «داعش» لصنع الألغام والقنابل والأسلحة بهدف مهاجمة القوات العراقية».
وقال دو فيليي إن مقاتلات «رافال» أسقطت 70 قنبلة على 12 مبنى ودمرت الأهداف تماماً.
وكانت فرنسا أول دولة أوروبية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» تشن غارات جوية على مسلحي التنظيم في العراق، وذلك منذ أيلول الماضي قبل أن تكثف هجماتها الجوية هذا الشهر.
دخول بيجي
وكانت قوات الأمن العراقية من الجيش والشرطة وأفواج الحشد الشعبي نجحت في اقتحام قضاء بيجي وتكبيد مسلحي «داعش» خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات خلال الحملة العسكرية التي نجم عنها أيضاً تأمين الطرق الرئيسة الرابطة بين بغداد وكركوك وسامراء وتكريت.
وقال مصدر أمني إن القوات المسلحة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي تمكنت من تأمين طريق بغداد – كركوك بشكل كامل إلى جانب نصب الوحدات على جانبي الطريق إضافة إلى نصب السيطرات.
وأكد أن المركبات المدنية بدأت تسير بشكل طبيعي في هذا الطريق، مضيفاً أن القوات تمكنت أيضاً من تأمين طريق سامراء – تكريت، مشدداً على أن هذه الانتصارات تحققت من دون تقديم الدعم من قوات التحالف الدولي.
وأفاد مصدر أمني مسؤول في عمليات صلاح الدين بأن القوات الأمنية والحشد الشعبي بدأت عملية اقتحام قضاء بيجي، مشيراً إلى أن القوات عززت تواجدها في قرية البو طعمة انطلاقاً للقضاء.