توقيت وأهداف اجتماع وزراء خارجية أستانة

حميدي العبدالله

عقد وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، وهي الدول الثلاث المشاركة والمشرفة على مسار أستانة، اجتماعاً لهم بحثوا فيه التطورات وأصدروا بياناً عن القضايا التي تم تداولها أو الاتفاق بشأنها.

طرح عقد الاجتماع أسئلة عن توقيته وعن الأهداف الأساسية الكامنة وراء عقده. لا شك في أن عقد اجتماع على مستوى رفيع كان متوقعاً، لأن الجيش السوري وبعد تحرير الغوطتين الشرقية والجنوبية، سوف يستكمل برنامجه لتحرير الأراضي السورية التي لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة. ومحافظة إدلب مرشحة لأن تكون هي الهدف التالي للجيش السوري بعد تطهير ريف حمص الشمالي وريف حماه الجنوبي من الجماعات الإرهابية المسلّحة. ومحافظة إدلب تعتبر من بين المناطق التي يتركز فيها نفوذ تركيا وهي إحدى دول مسار أستانة، وبالتالي لا بدّ من إطلاعها على ماهية العمل العسكري الذي سيقوم به الجيش السوري، ومبرراته التي لا تتعارض مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها في لقاءات أستانة المتكررة، لا سيما أن جبهة النصرة تسيطر على غالبية أنحاء محافظة إدلب، والنصرة مستثناة من وقف القتال حتى في اتفاقات أستانة هذا في ما يتعلق بالتوقيت. أما في ما يتعلق بالأهداف فإن ثلاثة أهداف رئيسية هي التي دفعت لعقد هذا اللقاء:

الهدف الأول، احتواء تركيا. من المعروف أن مسار أستانة مكرّس بالدرجة الأولى لتشجيع تركيا على اتخاذ مواقف تساعد على وقف الحرب الإرهابية التي شنت على سورية، والتزام مواقف تنسق مع الجهد الذي تبذله روسيا وإيران على هذا الصعيد.

الهدف الثاني، قطع الطريق على المحاولات الغربية التي يقودها ثلاثي العدوان على سورية من خلال المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الذي زار موسكو وطهران ملحاً على عقد جولة جديدة من جولات جنيف، والسعي لتوظيف العدوان الثلاثي على سورية للضغط على دمشق وحلفائها لتقديم التنازلات في إطار أي تسوية، وأكثر من ذلك توظيف لقاءات جنيف لتعطيل الحسم العسكري في مواجهة الإرهابيين في إدلب وفي المنطقة الجنوبية.

الهدف الثالث، تأكيد أن مسار أستانة، وبالتالي سوتشي هو المسار الفاعل والجدّي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وليس مسار جنيف، الذي كان للعدوان الثلاثي الأثر السلبي الكبير عليه، ولذلك حرص البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول أستانة على التأكيد على أهمية هذا المسار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى