خامنئي: تجب إزالة الانتشار الأميركي من المنطقة وغرب آسيا.. بوتين وماكرون يؤكدان أهمية الحفاظ على الاتفاق النووي
تزامنت تحذيرات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بقوله إنّ إيران ستستأنف تخصيب اليورانيوم، وبقوة إذا تخلّت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي ، مع إعلان كلٍّ من ألمانيا وفرنسا رفضهما الانسحاب من الاتفاق، أو الحديث عن تعديله، وبالرغم من تصريحات ميركل بأن الاتفاقية حول إيران غير مثالية ولا تحلّ المشاكل كلها ، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنّ هذا الاتفاق أساس يمكن البناء عليه . فيما رأت طهران أنّ الشراكة الأميركية السعودية تزعزع استقرار المنطقة، داعية الرئيس الأميركي لـ العودة إلى رشده في ما يخصّ الاتفاق النووي الإيراني.
خامنئي
في هذا الصّدد، قال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي إنّ «الولايات المتحدة تعمل على زعزعة الأمن في كل مكان تدخل إليه وتتسبّب بالألم للشعوب»، مشيراً إلى أنه «تجب إزالة الانتشار الأميركي في غرب آسيا وعليها الخروج من المنطقة».
وخلال استقباله حشداً لمناسبة عيد العمال، أضاف خامنئي «أنّ الأميركيين لا يريدون تحمّل ثمن المواجهة مع إيران والشعب الإيراني»، مشدداً «ما يجب أن يقطع هو يد أميركا وليس يد إيران، فالخليج وغرب آسيا بيتنا».
المرشد الأعلى رأى أنّ «برامج الولايات المتحدة هي دفع هذه الدول يقصد السعودية وتجهيزها لمواجهة إيران». وقال «لو أنّ هذه الدول تمتلك عقلاً فإنها لن تتواجه مع إيران، ولكن إذا وقفت وجهاً لوجه معها، فبالتأكيد ستتلقى ضربات وتُهزم»، مشيراً إلى أنّ «الأميركيين يدفعون السعودية لإيجاد اختلافات ونزاعات في المنطقة».
وأضاف «أنّ أحد طرق مواجهة الأعداء لإيران هي المواجهة الاقتصادية، والطريق الآخر هو دفع بعض الحكومات القليلة الفهم وغير المدركة الأمور في منطقتنا».
وخاطب المرشد الأعلى الولايات المتحدة قائلاً «لماذا لا تحرّكون الصهاينة؟.. لأنكم تريدون حرباً بين المسلمين».
قاسمي
وبالتزامن، ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض.
وقال قاسمي إنّ «اتهام إيران بالتدخل في اليمن هو كذب بهدف حرف الرأي العام العالمي عن جرائم السعودية اليومية في عدوانها على هذا البلد».
وأضاف قاسمي أن «الادعاءات بتدخّل إيران في اليمن لا قيمة لها وهدفها استمرار حروب السعودية والعدوان على اليمن ومواصلة الحضور المخرّب للقوى الأجنبية في المنطقة»، مشيراً إلى أن ما قاله بومبيو حول دور إيران ووجودها في بعض دول المنطقة «ادعاءات مكرّرة لا أساس لها».
وأوضح المتحدّث الإيراني أنّ «الوجود الاستشاري لإيران في دولتين جارتين هو بطلب من حكومتيهما، وفي إطار محاربة الإرهاب في المنطقة، وسوف تستمر هذه المساعدات طالما أن الحكومتين المذكورتين بحاجة لذلك».
ورأى قاسمي أنّ «الشراكة الأميركية السعودية قائمة على مغامرات بعض الساسة السعوديين عديمي الخبرة الداعين للحرب»، مشيراً إلى أنه «حتى الآن تسبّبت هذه المغامرات بنتائج تخريبية كاستمرار العنف والخصومات في المنطقة، وانعدام الثقة بين دولها، وأزمات استنزافية وزعزعة للاستقرار والأمن».
وأشار المتحدّث الإيراني إلى أنه «طالما أنّ هذه الشراكة غير المقدّسة والتوسّعية بين أميركا والسعودية قائمة فإنّ شعوب المنطقة ستواجه صعوبة في تذوّق طعم الأمن والاستقرار والتطور الاقتصادي والإنساني».
وتابع قاسمي «نظرة من وزيري الخارجية الأميركي والسعودي إلى الأوضاع الإنسانية المؤسفة في اليمن والتطرف والإرهاب في المنطقة ستجعلهما يدركان معنى ونتيجة شراكتهما المدعاة».
الجبير
وكان وزير الخارجية السعودي قد جدّد أول أمس الأحد، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي في الرياض تأكيد تأييد بلاده سياسة دونالد ترامب تجاه طهران وخاصة في ما يتعلّق بتعديل الاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف الجبير أن «المباحثات مع بومبيو استعرضت تحدّيات المنطقة في لبنان وسورية، ودعم العراق، والتدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة، إضافة إلى الأوضاع في اليمن».
ودعا الجبير إلى فرض عقوبات على إيران «لدعمها الإرهاب وتدخّلها في شؤون الدول الأخرى».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قد كشفت أن صبر واشنطن قد نفدَ في ما يخصّ النزاع بين قطر والدول الخليجية الأخرى، وأن وزير الخارجية الأميركي سيبلغ القادة السعوديين برسالة بسيطة مفادها: لقد طفح الكيل فتوقّفوا».
نوبخت
المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت أكد أنّ «الاتفاق النووي هو الوثيقة الوحيدة التي تعترف بها بلاده»، مشدداً على أنّ «إيران لن تفاوض على برنامجها الدفاعي للصواريخ».
صالحي
من جهته، دعا رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى «العودة لرشده وتجنّب الخروج من الاتفاق النووي وإلا فستعاود إيران أنشطتها النووية السابقة».
وقال صالحي مشدّداً في تصريحات أدلى بها في مدينة مشهد أمس، «إنّه في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، فبإمكان إيران من ناحية فنية العودة إلى مستوى تخصيب اليورانيوم الذي كان قبل التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة في 2015»، مضيفاً: «هذا ليس خدعة».
وأكد صالحي أنّ «إيران باتت تحتلّ موقعاً قوياً في مجال العلم والتكنولوجيا النوويين يتيح العودة إلى مكانتها السابقة، وبل شغل مراكز أفضل، حتى إذا انهار الاتفاق النووي».
وأضاف: «نأمل بألا نصل أبداً إلى هذه الحالة بعودة ترامب وحكومته إلى رشدهم وألا يزعجوننا أو يسببوا لنا وللآخرين صداعاً».
وسبق أن أفادت الإدارة الأميركية بأنّ «ترامب سيعلن قراره بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل مشاركتها في الاتفاق النووي أو ستنسحب منه بعد مباحثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا قبل حلول الـ12 من أيار المقبل».
بوتين وماكرون
ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الوضع القائم حول الاتفاق النووي الإيراني.
وبحسب المكتب الصحافي للكرملين: «جرت مكالمة هاتفية بمبادرة من الجانب الفرنسي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد خلالها الرئيسان أهمية الحفاظ على خطة العمل المشتركة وتنفيذها، كما جرى بحث عدد من القضايا الملحّة الأخرى».
وأوضح البيان أنّ «ماكرون أبلغ بوتين بنتائج زيارته إلى الولايات المتحدة مع التركيز على المباحثات حول النووي الإيراني».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال «إنّ الاتحاد الأوروبي يدعم الاتفاق»، فيما شدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أنّ «الاتفاق ضمان لأمن المنطقة».