دمشق: هدف التحالف تقويض سيادة سورية.. وولايتي يكشف أن للأكراد دوراً في تحرير شرق البلاد
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، أن استمرار التحالف الدولي بارتكاب المجازر بحق الشعب السوري هدفه الوحيد تقويض سيادة أراضي البلاد ووحدتها وسلامتها.
وجاء في رسالة وجهتها الوزارة لأمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن: أقدم «التحالف الدولي المارق على الشرعية الدولية الذي تقوده أميركا على ارتكاب مجزرة جديدة ضد الأبرياء السوريين، عندما قصف طيرانه الحربي في 1 أيار 2018، الأحياء السكنية في قرية الفاضل بريف محافظة الحسكة الجنوبي، ما أدى الى استشهاد 25 مدنياً منهم رجلان طاعنان في السن والباقي نساء وأطفال».
وأضافت الوزارة، أن «استمرار التحالف، وبشكل منهجي بدعم بقايا تنظيم داعش الإرهابي والعمل على إعادة توظيفه في إطار الميليشيات الانفصالية العميلة للولايات المتحدة الأميركية في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، إنما يؤكد أن هدفه الوحيد، هو تقويض سيادة ووحدة أراضي سورية».
وشدّدت الوزارة على أن التحالف يسعى لإطالة أمد الأزمة في تناقض صارخ مع قرارات مجلس الأمن، التي أكدت ضرورة الحفاظ على وحدة شعب وأرض البلاد.
وطالبت الوزارة في رسالتها مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والتحرك الفوري لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وشدّدت على ضرورة إنهاء الوجود العدواني للقوات الأميركية والقوات الأجنبية الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية ومنع أميركا من تنفيذ مخططاتها في البلاد.
إلى ذلك، أكد مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أن العشائر الكردية السورية تحارب الولايات المتحدة، وهي التي ستخرجها من شرق الفرات شمال شرق سورية.
وقال ولايتي خلال لقائه ممثلي شيوخ العشائر السورية في طهران أمس: «قبائل الأكراد السورية تحارب واشنطن والصهاينة وستُخرجهم من شرق الفرات.. طهران واثقة من أنه في حال لم يعقل الأميركيون ويغادروا سورية فإن الأكراد سيطردونهم».
ووصف ولايتي مباحثاته مع الوفد الكردي بـ «البناءة»، واعتبر أن زيارة وفد من الأكراد السوريين لطهران ردّ ساحق على ادعاءات واشنطن بوقوف الأكراد إلى جانبها شرق سورية.
وتابع: «لا يوجد أيّ شك في أن سر انتصار الشعب السوري الشريف يكمن في الوحدة الوطنية السائدة في هذا البلد».
من جانبه، أشاد ممثل العشائر الكردية في سورية بموقف إيران ووقوفها إلى جانب الشعب السوري ضد الإرهاب، مؤكداً أن جذور العلاقات السورية الإيرانية تمتدّ إلى انتصار الثورة الإسلامية.
على صعيد آخر، أكد مسؤولون أميركيون أن «إسرائيل» هي التي ضربت الموقع العسكري شمال سورية مؤخراً، حيث يوجد مقاتلون إيرانيون، مستخدمة مقاتلات «إف – 15».
ونقلت شبكة «NBC» الأميركية عن ثلاثة مسؤولين أميركيين قولهم: «إسرائيل» باستخدام «إف -15» نفذت الضربة الجوية على قاعدة عسكرية بزعم أن إيران تسيطر عليها شمال سورية».
وأضاف المسؤولون الثلاثة الذين لم تذكر الشبكة أسماءهم أن إسرائيل تستعدّ في ما يبدو لصراع نشط وتسعى للحصول على مساعدات أميركية، مشيرين إلى الزيارات الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الصهيوني أفيغدور ليبرمان إلى الولايات المتحدة ورحلات كبار المسؤولين الأميركيين إلى الكيان الصهيوني.
وأضافت الشبكة أن الهدف من الغارة كان شحنة أسلحة واردة، تضمّنت صواريخ أرض – جو تمّ توصيلها حديثاً من إيران.
وذكر موقع «تايمز أوف إسرائيل» أن عدد القتلى في الهجوم بلغ نحو 40 شخصاً بينهم عناصر إيرانيون، الأمر الذي نفته الجهات الإيرانية.
ميدانياً، رفع عناصر من الجيش السوري العلم الوطني فوق مبنى المحكمة في مخيّم اليرموك.
وأفادت وكالة «سانا» بأنّ الجيش حقّق تقدماً جديداً في الجهة الجنوبية الغربية للحجر الاسود، فيما شنّت الطائرات غارات على مواقع التنظيم في حيّ الحجر الأسود وأطراف مخيم اليرموك بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش ومسلّحي داعش على خطوط التماسّ.
وجاء رفع العلم السوري فوق المحكمة في المخيم بعد ساعات على اتمام عملية إخراج 200 من المسلحين وعائلاتهم تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوّصل إليه أول أمس، والقاضي بإخراج مسلحي مخيم اليرموك إلى إدلب وتحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة ومختطفي قرية اشتبرق.
وأفاد مراسل «سانا» من منطقة العمليات جنوب دمشق بأن وحدات من الجيش واصلت عملياتها ضد مسلحي داعش في منطقة الحجر الأسود وحققت تقدماً جديداً في الجهة الجنوبية الغربية، حيث طهرت مزارع غرب الحجر الأسود وسيطرت على منطقة الأعلاف وعدد من كتل الأبنية بالجهة الجنوبية الغربية منها في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة في المحور الشمالي وسط سيطرة نارية على حديقة الباسل وتقهقر الإرهابيين باتجاه عمق المنطقة.
وضيّقت وحدات من الجيش الخناق على المجموعات المسلحة المنتشرة جنوب دمشق بعد سيطرتها على أحياء القدم والعسالي والجورة على الأطراف الجنوبية لمدينة دمشق.
إلى ذلك، اعتبر مدير عام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر، أن وجود دول كبرى في سورية يجعل الوضع في هذا البلد والمنطقة مضطرباً وغاية في الخطورة بسبب تضارب مصالح هذه الدول.
وقال ماورر في موجز صحافي في جنيف أمس: «نادراً ما رأينا في السنوات الأخيرة، مثل هذه التناقضات العميقة بين مصالح الدول الواقعة في مثل هذا القرب وفي مساحة صغيرة من الأرض. لا نتحدث عن الاحتمالات، ولكن هذا الوضع يبقى خطيراً، ويتفاقم خطيراً عندما لا تعود مناطق النفوذ الفعلية إلى الاستقرار وتتحول فجأة خط قتال أمامي».
وأشار ماورر إلى أنه تمّ إجلاء الكثير من المسلحين إلى محافظة إدلب ليبرز «السؤال الكبير»، الذي يتلخص الآن في كيفية تطور الوضع لاحقاً، وهل سيصبح من الممكن التوصل إلى حل من خلال المفاوضات حول إدلب، في ظل نفوذ الدول الكبرى واللاعبين في إدلب أو ستندلع المعارك من حين لآخر، كما حدث بشكل دوري في العامين الماضيين؟
وشدّد على أن الوضع في سورية وصل الآن إلى «الحافة»، وأنه إما أن تتوصل الدول الكبرى لموقف جماعي لوقف الحرب أو «سنشهد وضعاً خطيراً جداً مرة أخرى».
وأشار في الوقت نفسه إلى أن «زيارته الأخيرة لموسكو وأماكن أخرى، دلت على الأرجح، على أنه يتم بذل الجهود الدبلوماسية لإيجاد فرص التوصل إلى حد أدنى من التوافق حول استقرار سورية على أساس مناطق النفوذ الحالية والاتفاقات بين اللاعبين الرئيسيين في مناطق النفوذ هذه».