واقع اجتماعي يبشر بالنصر والذاكرة الشعبية هويتها قومية الهرمل وفية للمقاومة التي حمتها بالدماء وفي السادس من أيار تدقّ الساعة ويحسم الخيار
تحقيق عبير حمدان
ترتفع الرايات الحزبية على طول الطريق الممتدّ نحو مدينة الهرمل وتستوقفك رايات الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ اللحظة الأولى التي تعبر فيها تحت الأقواس الانتخابية في قرية النبي عثمان البقاعية، فتدرك أن الفكر القومي مرتبط بنبض هذه الأرض بشكل وثيق، والحدود ما هي إلا ختم إداري موروث منذ عمد الانتداب إلى تقسيم البلاد.
في الهرمل تأكيد واضح على هوية ممثلي الشعب في الندوة البرلمانية، ووفاء مطلق لمن دافع عن الأرض وهزم المجموعات الإرهابية وهنا يصبح اللعب على حبال الخدمات والإنماء هباء منثوراً من بعض المتسلقين الذين يحاولون وصم هذه المنطقة بارتهانهم خدمة لمصالح دول «الاعتلال» ودُعاة الحرية والثورات المعلبة في أروقة السفارات الغربية.
هنا يسقط مشروع «الربيع العربي» ويتفوّق الدم على كل البيانات والاستعراض الانتخابي المتنقل من منطقة إلى أخرى على هيئة «صورة سيلفي» وتحريض طائفي ومذهبي ومال سياسي لم ينجح في شراء كرامات الناس ومبادئها التي لا يمكن فصلها عن القوى المقاومة كافة.
واللافت في الهرمل أن الذاكرة الشعبية تحفظ جيداً ما يمثله الفكر القومي الاجتماعي من حضور اجتماعي وسياسي ونهضوي وعسكري، ومهما تنوّعت الانتماءات الحزبية يشير الناس إلى أن الحزب السوري القومي الاجتماعي من أولى القوى المقاومة في هذه المنطقة، وبعده أتت باقي الأحزاب الوطنية ليصبح المشهد كما نعرفه اليوم سلسلة متصلة ومحوراً لا يمكن لأي محتلّ مفترض أو عدو مواجهته.
قبيل لقاء أهالي الهرمل وبعلبك وكل البقاعيين بأمين حزب الله السيد حسن نصرالله على إيقاع حبيبات البرد في يوم ربيعي غسل فيه المطر القلوب كانت «البناء» تجول في مدينة الهرمل تسأل أهلها عن مفهوم الانتماء والولاء لنعود بتحقيق يختصر الواقع ويبشر بالنصر.
منفذ عام الهرمل حسين التالا: القومي حلقة الوصل المتينة بين قوى المقاومة كافة
يتحدّث منفذ عام الهرمل في الحزب السوري القومي الاجتماعي حسين التالا عن دور الحزب في نشر الوعي، مؤكداً تمسك أهل الهرمل بالمقاومة، فيقول: «الحزب السوري القومي الاجتماعي موجود وفاعل في الهرمل وقراها وهو يلعب دوراً رئيسياً في نشر الوعي وتصويب الأمور، ويُعتبر حلقة وصل أساسية في المنطقة بين مختلف الفاعليات الحزبية والاجتماعية. ومن موقعنا نؤكد أن وجه الهرمل كان ولم يزل مقاوماً، ومن المستحيل أن تتنكّر هذه المنطقة التي قدّم أبناؤها أعظم التضحيات إلى المحور المقاوم ومهما حاول البعض التشويش على مسيرة المقاومة من خلال التقارير الإعلامية المشبوهة والغمز من قناة الإنماء فلن ينجح في مسعاه، والسادس من ايار سيثبت حجم الوفاء للدماء التي روت هذه الأرض وحمت أهلها من المجموعات التكفيرية ومشاريع التقسيم».
وعن موضوع الحرمان الذي يعتمده الخصوم في خطابهم التحريضي ضد المقاومة يقول التالا: «لا بد أن تكون هناك خصوصية في هذه المنطقة لناحية المشهد الانتخابي، حيث إن القانون الجديد أدخل عناصر غير اعتيادية، وباعتقادي أن المشهد ينسحب على كل لبنان، ولكن ما يحصل في الهرمل وقراها أبعد من أي نظرة ضيقة للواقع. ومن الظلم أن نقول إن الكتلة النيابية التي تمثل نهج المقاومة لم تقم بأي إنجاز إنمائي كما يحاول الخصوم ترويجه في خطابهم التحريضي ضد محور المقاومة. وجميعنا يعلم مَن يقف خلف هذه الخطابات، هناك عمل جدي وفاعل من الناحية الإنمائية ومسؤولية التقصير تتحملها الدولة التي لم تقدم شيئاً للهرمل ولكل المناطق المحرومة في لبنان. ومن مدينة الهرمل أجزم أن المال السياسي لن ينجح في شراء ضمائر الناس وكراماتهم وستلمسين ذلك خلال جولتك في المدينة».
خليل طه: المقاومة هي الضمير الحي الذي لا ينام
يؤكد الحاج خليل طه أن أبناء الهرمل لن يخذلوا مقاومتهم مهما حصل، والغلبة ستكون للنهج وليس للمال السياسي، فيقول: «في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ منطقتنا علينا الاحتكام إلى الضمير الذي لا يجب أن يتبدّل مهما حاول البعض أن يحرّض ضد قوى المقاومة. نحن نتحدث هنا اليوم فيما هناك من يرابض على الثغور ولم تزل تضحيات الاحزاب الوطنية سواء الحزب القومي أو حزب الله وكل الوطنيين الشرفاء حاضرة في الذاكرة القريبة. فلولا هؤلاء كنا ذُبِحنا في بيوتنا، فكيف لنا التخلي عن ضميرنا الحي الذي لا ينام. الناس ستختار نهج المقاومة ولن ينفع المال السياسي في تغيير هوية الهرمل والجميع يعلم الجهات التي تقف خلف بعض المرشحين من المحور المناهض للمقاومة».
وعن حاجات المنطقة يقول طه: «نحن نثق بممثلينا الذي سيحملون همومنا إلى الندوة البرلمانية ويرفعون الحرمان عن المنطقة. هذا الحرمان الذي تتحمّل مسؤوليته الدولة اولاً وأخيراً، اقول لك وبالنيابة عن اهل الهرمل إننا رهن إشارة سيد المقاومة وكل الحلفاء الذين حموا الأرض ولم ولن يتبدلوا».
شاهين: الإنماء موجود وبعض وسائل الإعلام يبالغ بتضخيم التقصير
يلوم محسن شاهين تاجر بعض وسائل الإعلام التي تتعمّد الترويج لصغائر الأمور وتضخيمها ويتحدث عن إنجازات تحققت في المنطقة: «هناك مبالغة من بعض وسائل الإعلام التي تركز على موضوع الإنماء، حيث إن الكثير من الانجازات تحققت في المنطقة بدءً من البنى التحية مروراً بالمستشفيات الى الخدمات الاجتماعية والهرمل معروف وجهها المرتبط بالمقاومة ولعل الإنجاز الأهم تمثل بالنصر الذي تحقق ضد المشروع التكفيري الذي كان يهدد وجودنا، الواقع يناقض التقارير الإعلامية المبالغ فيها. الحرمان موجود في كل المناطق اللبنانية مثل عكار وطرابلس والبقاع الغربي وليس في منطقة بعلبك الهرمل وحسب، والمشكلة الاساسية في أداء الدولة والمال السياسي الذي يتم توظيفه إعلامياً وانتخابياً للتحريض ضد محور المقاومة بالكامل».
يقاطع محمد دندش ليقول: «موقف الهرمل عنوانه الكرامة منذ أيام العثمانيين والانتداب، وكل محاولات الهيمنة على مقدرات هذا البلد سقطت ولا مجال لنجاحها، ومن يروّج لمعركة انتخابية قاسية هدفه التشويش فقط، ولن يحقق مبتغاه على الإطلاق».
ويتفق شاهين ودندش على أن الفوز سيكون لنهج المقاومة.
خزعل: نحن شعب المقاومة ونعرف واجبنا وعند النداء ملبّون
يرى علي خزعل تاجر أن المبادئ هي المقياس لناحية الاختيار بين محورين، فيقول: «مما لا شك فيه أن هناك معركة انتخابية ضارية في منطقة بعلبك الهرمل، ولكن أبناء هذه المنطقة على مختلف ولاءاتهم الحزبية سواء من الحزب القومي أو حركة أمل أو حزب الله أو البعث لن يغيّروا مبادئهم المعروفة والثابتة، أما المغرضون فلهم رؤيتهم المناهضة، ولكنهم لن يشكلوا أي خطر، وإذا تحدثنا عن الهرمل فقط ولكوني ضمن ماكينة حزب الله الانتخابية وأعرف حقيقة الوضع من خلال الإحصاءات أقول لك وبكل ثقة، أن نسبة هؤلاء لا تتعدّى العشرة في المئة، ولا أظن أن تعبيد الطريق وإنارته أهم من الكرامة وصون المقاومة، قد يكون لدينا بعض التحفظات على الأداء الاجتماعي والخدمي، ويمكننا التعبير عن ذلك أمام قيادتنا بكل ديمقراطية إلا أنه عند الاستحقاقات المصيرية نحن شعب المقاومة وسنحميها حتى الرمق الأخير».
علوه: 6 أيار يوم الحساب
يصف علي علوه صاحب مطعم كل ما يُثار من جدل حول ولاء الناس للمقاومة عبارة عن مسرحيات إعلامية فارغة، فيقول: «سأتكلم بكل صراحة حول ما يُشاع في الإعلام عن تململ الناس لناحية غياب الإنماء والخدمات والقول إن هناك تقصيراً من نواب محور المقاومة في هذا الإطار هو عبارة عن مسرحيات مفتعلة. الهرمل منطقة وفية للنهج المقاوم الذي هو مرجعية أهلها، أين كان كل هؤلاء الغيارى على المنطقة، حين كنا نتعرّض للقصف ونواجه السيارات المفخخة وكيف كانت مواقفهم ومَن كانوا يدعمون؟ جميعناً نعلم أنهم دعموا المجموعات المسلحة ومن احتضنها بالمال والسلاح ولن ننسى من سمح للإرهاب بالتسلل إلى قرانا وجرودنا. وحدها الاحزاب الوطنية المقاومة الضمانة في وجه كل المشاريع الإرهابية، ومن جهتي أرى أن أي إنسان عنده كرامة ووفاء سيمنح صوته للائحة المقاومة، وسيحاسب كل من تآمر عليها ولم يزل يسعى إلى محاربتها. لولا تضحيات محور المقاومة لما كنا نُجري حوارنا هذا على ضفاف نهر العاصي. وفي السادس من أيار سنحمي مقاومتنا بالانتخاب كما حمتنا بالدماء».
مصطفى طه: مجتعنا لن يخرج من جلده
يتحدّث مصطفى طه الرئيس السابق لاتحاد بلديات الهرمل عن العلاقة الوثيقة التي تربط حزب الله بالحزب السوري القومي الاجتماعي والتي لا يمكن أن تهتز، فيقول: «قبل أن نضيء على الاستحقاق الانتخابي المرتقب أحبّ الإشارة إلى العلاقة الوثيقة التي تربط حزب الله مع الحزب السوري القومي الاجتماعي ومجرّد أن نقول «قومي» ذلك يعني أنه «مقاوم» منذ الاجتياح الاسرائيلي إلى يومنا هذا. ومن هنا ندخل إلى المعمعة الدائرة حول الانتخابات، حيث إن القانون الحالي فيه بعض الثغرات التي تحتاج إلى إعادة نظر وبحث فعلي. ومشكلة هذا القانون أنه ساهم في تكريس الطائفية، حيث إن النسبية تنجح إذا كان التنافس بين أحزاب مختلفة وكل حزب يقدّم برنامجه. وهذا صعب حصوله في لبنان».
ويضيف طه: «أما في ما يتصل بالهرمل فأجزم أن التجييش المذهبي والتحريض ضد المقاومة استفز الناس مما سيزيد نسبة الاقتراع للائحة «الأمل والوفاء»، ولن يتمكن أي فريق من أخذ هذه المدينة إلى المحور المعادي. هوية الهرمل مقاومة منذ تأسس الحزب القومي مروراً بحركة أمل ووصولاً إلى حزب الله الآن، إنها سلسلة مترابطة ومتجذّرة لهذا النسيج الاجتماعي الواعي الذي لن يخرج من جلده مهما كانت الظروف ومن اختار الوجود في المحور المناهض للمقاومة انتخابياً سيعود إلى رشده لاحقاً».