قالت له
قالت له
قالت له: حلمت أن الحب ألوان وزهور وعطور وأننا نتوزعها.
فقال لها: وماذا كان نصيب كل منا؟
فقالت: لك كان الياسمين والبياض ولي كان الجوري والأقحوان.
فقال لها: الحب يصحّ فيه الأبيض النقي والأحمر القاني وهو عطر فواح حتى إذا استراح.
فقالت: لكن الحديقة في الحلم كانت مليئة بكل الألوان ومن كل لون زهرة.
قال: وأي الألوان كان أكثرها بهاء ونقاء؟
فقالت له: في عيني كان الأصفر.
فقال: وهل كان في الحديقة سوانا؟
قالت: وهل تغار إن قلت لك؟
قال: ليس مهماً أن أغار المهم أن تصدقيني القول.
فقالت: لكن يهمّني أن تتقبّل أنه مجرد حلم في المنام.
فقال: وفي المنام من أين تتشكل الأحلام؟
قالت: إذن لن أكمل الرواية.
قال: عرفتها فقد كان في المنام شاب وسيم شديد الجاذبية يرمق عينيك بعينيه وبيده باقة ورد أصفر.
قالت: كان يمشي خلفي. ولما أحسست بثقل قربه التفتُّ صوبه فكانت أنفاسه تلسعني وكانت وروده عذره بأن أقحمها بين يدي وأنت قربي ومضى وبقيت عيناي معه وأنت تحدّثني ولا أسمع وأنظر إلى عينيه ولا أشبع.
قال لها: هذا يعني أن لآخر في قلبك مكاناً ومتسعاً.
قالت: لكنك أنت الوحيد الذي أعرفه ممن رأيتهم. والباقي كانوا أشباحاً.
قال لها: صحيح أنا ممن تعرفينهم أقرب الأقربين، لكنك تحلمين بمن يأتي بوروده ويأخذك منّي وتحسين نبضاً في قلبك لم تعرفيه من قبل، فإن لم يأت بقيت وإن أتى ترحلي. هو الفارس الذي يملأ الفراغ يحضر في الأحلام بورده الأصفر حتى يصير حقيقة.
فقالت له: هل خطيئتي أنني لا أخفي عليك شيئاً حتى أحلامي؟
فقال لها: لا خطيئة بيننا.
قالت: أنت غاضب مني؟
قال: لا أغضب ولا أعتب. فهو حلم وأنت حقيقة، لكنني أخشى أنك تبحثين عن فرح طفولي لا أملك منحه وحين يأتي لا أخشى أن أمنحك له.
فقالت: حسناً وحتى يأتي وقد لا يأتي؟
قال لها: ألعب دور الحارس الأمين أو الملاك الحارس أو البدل عن ضائع؟
قالت: وهل تمانع وقد يبقى الحلم حلماً وتبقى الحقيقة؟
قال لها: سأبقى لكن سأشقى.
فقالت: أتضمني برفق أم بعشق؟
قال: أمس بعشق واليوم برفق.
فقالت: أريد كليهما.
قال لها: نحصل على المتاح ونطلب في الحلم البقية.
فقالت قبلت رفقك وإليك عشقي.
وعانقته بقوة ومضيا معاً.