روحاني: واشنطن مقبلة على ندم تاريخي.. إيران أعدّت خططاً لمواجهة أيّ قرار
أعلنت طهران أنّ «الخطط جاهزة لمواجهة أي قرار من ترامب بشأن الاتفاق النووي»، في حين ما زالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ملتزمة بالاتفاق النووي ولكنها تريد، في محاولة لتجنب انسحاب واشنطن منه، إجراء محادثات بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية وأنشطتها النووية بعد 2025 – عندما ينتهي أمد بنود رئيسية في الاتفاق – ودورها في أزمات الشرق الأوسط مثل سورية واليمن.
لكن ترامب قد يتوصّل إلى طريقة يبقي بها على الاتفاق الذي وقعت عليه إيران مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
روحاني
في هذا الصّدد، رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«الانسحاب من الاتفاق النووي»، قائلاً «إنّ الإيرانيين لن يتأثروا بسبب خبرتهم في الحرب طويلة الأمد مع العراق».
وقال روحاني، موجّهاً حديثه للولايات المتحدة، في خطاب نقله التلفزيون الرسمي على الهواء «عليكم أن تعلموا أنه ليس بوسعكم تهديد هذه الأمة العظيمة، لأنّ شعبنا صمد لثمانية أعوام، في الحرب مع العراق».
وأضاف الرئيس الإيراني: «أنّ إيران أعدّت خططاً لمواجهة أيّ قرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء الاتفاق النووي مع طهران»، مضيفاً أنّ «واشنطن ستندم على مثل هذا القرار».
ونوّه روحاني إلى أنّ «إيران لديها خطط لمواجهة أيّ قرار من ترامب بشأن الاتفاق النووي». وتابع «صدرت الأوامر لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وللقطاع الاقتصادي لمواجهة المخططات الأميركية ضدّ بلادنا»، مشيراً إلى أنّ «أميركا مقبلة على ندم تاريخي إذا هي انسحبت من الاتفاق النووي».
وأضاف روحاني «لن نتفاوض مع أحد بخصوص أسلحتنا ودفاعاتنا وسنصنع ونخزن ما نحتاجه من الأسلحة والمنشآت والصواريخ»، مكرراً «رفض القادة الإيرانيين إجراء محادثات بشأن البرنامج الصاروخي الذي تقول طهران إنه دفاعي».
كما أكّد «الاحتفاظ بالتقنية النووية السلمية، وأنّ إيران لا تسعى أبداً لتهديد العالم والمنطقة». وأضاف روحاني في كلمته «سنصنع وسنمتلك الأسلحة التي يحتاج إليها بلدنا»، مؤكداً «ليعلم الجميع أننا سنواجه الإرهاب أينما وجد في المنطقة لأننا نريد استقرارها وأمنها».
وتابع الرئيس الإيراني قائلاً «نتفاوض مع العالم عن الأزمتين السورية واليمنية. ونقول للعالم إننا سنواجه الإرهاب في أي نقطة بمنطقتنا»، مشدّداً على أنّ بلاده «لن تسمح لأميركا بصنع داعش جديد ساعة تشاء ومحاربة شعوب المنطقة».
واعتبر روحاني «أنّ الإصلاحيين والأصوليين واليمين واليسار والمعتدلين كلهم متحدّون، مشدّداً «ليعلم ترامب والصهاينة أن الشعب الإيراني متّحد».
وأضاف «نقول للعالم بأننا لسنا طلاب حرب وتوتر، لكننا على استعداد لصون مصالحنا والدفاع عنها بحزم ونتصدّى لأي مؤامرة».
وأشار الرئيس روحاني في كلمته، إلى «مساعي بلاده لمكافحة مشروع التخويف من إيران إيرانوفوبيا «التي روّجت لها أميركا والصهاينة في العالم كذباً»، متابعاً «نقول للعالم بأن الشعب الإيراني داعية سلام»، مؤكداً على أنّ «إيران تريد أمن المنطقة واستقرارها».
ولايتي
بدوره، أكد مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولیة علي أكبر ولایتی، «إنه وفي حال أراد الأمیركیون الخروج من الإتفاق النووي، فإنّ الجمهوریة الإسلامیة سترد بالتأكید، وبصورة تتناسب مع الظروف التی یریدون أن یفرضونها وسوف یندمون على ذلك».
وفی تصریح له، أمس، على هامش زیارته لمعرض طهران الدولي الحادي والثلاثین للكتاب قال ولایتي: «إنّ الخیارات متاحة أمام إیران، للردّ على الولایات المتحدة، بخصوص الاتفاق النووي، ویمكن للأمیركیین أن یجربوا ذلك».
وأضاف قائلاً: «إنّ الأمیركیین لو أرادوا الخروج من الاتفاق النووي أو یمارسوا ألاعیب سیاسیة أخرى، تحرم إیران من الاستفادة من حقوقها المشروعة، فإنّ الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة سوف ترد بالتأكید، وبصورة تتناسب مع الظروف التي یریدون أن یفرضونها، وسوف یندمون على ذلك».
واعتبر ولایتي أنّ «القضیة الجوهریة في المنطقة هي قضیة فلسطین، وإنّ ما یرید ترامب أن یفعله بنقل السفارة الأمیركیة إلى القدس هو في الحقیقة وعد بلفور 2».
وأضاف، «للأسف إنه في ذلك العهد، أي بدایة القرن العشرین ، دعم بعض الخونة في المنطقة احتلال فلسطین استجابة لموقف البریطانیین، والیوم فإنّ الرجعیین في المنطقة خاصة النظام السعودي یتعاونون مع أمیركا».
وقال ولایتي: «إنه بناء على ذلك فإنّ إجراء الأمیركیین هو إكمال احتلال فلسطین، ولكن علیهم أن یعلموا بأنّ الشعب الفلسطیني لن یسمح بأن یهنأ الصهاینة والأمیركیون».
وأكد «إنّ إسرائیل سوف تزول لا محالة، وإنّ تدخلها في سوریة وسائر الدول الأخرى، لن یؤخر زوالها أبداً».
باقري
من جهته، أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، «أنّ إيران في جاهزية عالية للردّ على أي تهديد وعدوان من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الرجعية بالمنطقة».
وفي كلمة ألقاها خلال لقائه، أمس، قادة وكوادر لواء القوات الخاصة «الإمام الحسين» التابع للحرس الثوري الإيراني في مدينة بهبهان بمحافظة خوزستان جنوب غرب إيران، قال اللواء باقري، «إنّ القوات المسلحة اليوم في أتم الجاهزية للرد على أي تهديد وعدوان من قبل أعداء الجمهورية الإسلامية».
وأضاف باقري: «حتى بعد 40 عاماً من انتصار الثورة تسعى أميركا الناهبة ثروات العالم والكيان الصهيوني الغاصب والرجعيون في المنطقة للتهديد وضرب الثورة الإسلامية إلا أنهم لم يتمكنوا من توجيه حتى ضربة بسيطة لإيران الإسلامية».
وحيدي
على صعيد آخر، أعلنت طهران أنّ «القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسلطنة عمان ستبدآن قريباً مناورات عسكرية بحرية مشتركة في مياه الخليج».
وقال رئيس الجامعة العليا للدفاع الوطني، العميد أحمد وحيدي، أمس، في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه وفداً عسكرياً عمانياً كبيراً يزور طهران، برئاسة نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة العمانية لشؤون العمليات والتخطيط، العميد الركن حمد بن راشد البلوشي: «إنّ الأيام القريبة المقبلة ستجمع البلدين في مناورات بحرية مشتركة بضيافة إيران في مياه الخليج».
وأشار وحيدي، وزير الدفاع الإيراني الأسبق، إلى أنّ «إجراء هذه المناورات بين البلدين يأتي ليبرهن للجميع أنّ إيران وسلطنة عمان قادرتان على تعزيز الأمن والسلام في المنطقة من دون تدخل أي أطراف أخرى».
واستطرد قائلاً إنّ «سبب اختيار هذا التوقيت بالذات من أجل إجراء المناورات يعود إلى الظروف المساعدة والمناسبة الحالية والتي من شأنها تعزيز وزيادة التعاون الثنائي بين البلدين».
وأوضح وحيدي «أنه بحث مع الوفد العسكري من سلطنة عمان القضايا المتعلقة بالمنطقة وتبادل وجهات النظر حولها».
ورداً على سؤال حول الرسالة الموجّهة عبر إجراء المناورات بالنسبة للدول المحاذية للخليج والمنطقة، قال وحيدي: «موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضح وصريح بالنسبة لقضايا المنطقة. ومن جهة أخرى نشهد التعاون الواضح بين الإرهابيين والكيان الصهيوني والسعودية».
واتهم وحيدي السعودية وبعض الدول في المنطقة بـ «السعي للهيمنة والسيطرة على أجزاء من دول الجوار وضمّها لأراضيها»، داعياً إياها إلى «كفّ أيديها عن هذه التجاوزات وإيقاف جنونها المتلاحق وأن تفتح مجالاً لبناء نوع من العلاقات التي تعتمد على التعاون البناء في المنطقة».
ونفذت إيران وسلطنة عمان أكثر من مرّة مناورات بحرية كان آخرها في 12 نيسان من العام الماضي بإشراف اللجنة المشتركة للصداقة العسكرية بين الدولتين.
وتأتي المناورات المشتركة في العام الحالي وسط توتر متزايد في المنطقة مع تكثيف كل من الولايات المتحدة والسعودية و«إسرائيل» الضغوط السياسية على إيران، التي تتهمها بأنها «أكبر جهة دولية داعمة للإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة».
ماكرون: قد تنشب حربٌ.. ولا أعتقد ترامب يريد ذلك!
حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من «احتمال نشوب حرب، إذا انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي وقعت عليه إيران عام 2015 مع قوى عالمية ست لكبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها».
وقال ماكرون لمجلة دير شبيغل الألمانية الأسبوعية «سنفتح صندوق باندورا… قد تنشب حرب»، لكنه أضاف «لا أعتقد أنّ دونالد ترامب يريد حرباً».
ومن المقرّر أن يتخذ ترامب قراراً في موعد أقصاه 12 أيار بشأن ما إذا كان سينسحب من الاتفاق النووي الإيراني. وقال مسؤولان في البيت الأبيض ومصدر مطلع على النقاش الداخلي في الإدارة الأميركية في الثاني من أيار «إنّ ترامب قرّر الانسحاب، إلا أنه لم يتضح بعد كيف سيفعل ذلك».