روحاني: سنقاوم بضراوة إذا أرادوا الحدّ من نفوذنا ترامب يعلن قراره اليوم.. وقرار إيران السبت المقبل..
أكدت طهران أنّ قرارها النهائي حول الانسحاب من الاتفاق النووي سيتم اتخاذه يوم السبت المقبل.
ترامب
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «إنه سيعلن موقفه من الاتفاق النووي مع إيران، اليوم»، وذلك بعد تهديدات متكررة بالانسحاب من الاتفاق الموقع في 2015.
وغرد ترامب عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «سأعلن قراري بشأن الاتفاق مع إيران اليوم من داخل البيت الأبيض الساعة 2:00 مساء».
روحاني
وكان قد أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في وقت سابق من يوم أمس، «أنّ الولايات المتحدة ستندم على أي قرار بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية»، مضيفاً، «أنّ طهران ستقاوم بضراوة الضغوط الأميركية الرامية إلى الحد من نفوذها في الشرق الأوسط».
قال روحاني في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء «إذا أرادوا التأكد من أننا لا نسعى لامتلاك قنبلة نووية فقد قلنا لهم مراراً وتكراراً أننا لا نسعى ولن نسعى لكن إذا أرادوا إضعاف إيران والحدّ من نفوذها سواء في المنطقة أو في العالم فستقاوم إيران بضراوة».
وكان روحاني قال أول أمس، خلال كلمة له في مدينة سيزوار، إنّ «الولايات المتحدة ستندم ندماً تاريخياً إذا خرجت من الاتفاق النووي»، مؤكداً «إيران لن تتفاوض مطلقاً حول قدراتها الصاروخية».
وأضاف روحاني «الأمم المتحدة صادقت على هذا الاتفاق، كلنا متّحدون ومتفقون على أن الخطوة التي قُمنا بها كانت خطوة صحيحة».
وكانت قد أبرمت إيران مع الدول الكبرى «5 + 1» الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، بالإضافة إلى ألمانيا اتفاقاً تاريخياً لتسوية الخلافات حول برنامجها النووي، في تموز 2015 وتمّ اعتماد خطة العمل الشاملة المشتركة، التي في حال الالتزام بها، ترفع العقوبات المالية الاقتصادية المفروضة سابقاً على إيران من قبل مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ظريف
في هذا الصّدد، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «أنّ انسحاب طهران من الاتفاق النووي يُعد أحد خياراتها المحتملة في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق»، مشيراً إلى أنّ «القرار النهائي سيتم اتخاذه يوم السبت المقبل».
كلام ظريف جاء خلال حضوره اجتماع مجلس الشورى الإسلامي، أمس، حيث قال: «إنّ بلده ستتخذ القرار وفقاً لمصالحها وفي ما لو اتخذت أميركا قراراً خاطئاً، فلن يخدم ذلك مصلحة الأميركيين وستقوم إيران بالخطوات اللازمة كي لا يترك القرار الأميركي تأثيراً على معيشة المواطنين الإيرانيين وبطبيعة الحال، فإن الحكومة قد اتخذت الاحتياطات اللازمة وأبلغت المسؤولين المعنيين بها».
ورأى ظريف أنّ «انسحاب أميركا من الاتفاق سيؤدي إلى عزلتها»، معتبراً أنّ «اتخاذها مثل هذا القرار لن يخدم مصلحتها على الصعيد الدولي».
وتابع «في الحقيقة ينبغي ضمان مصالح إيران في الاتفاق النووي وفي غير هذه الحالة لو أرادت أميركا فرض ضغوط اقتصادية على إيران بمختلف السبل، فمن المؤكد أن طهران ستُبدي ردّ الفعل المناسب إزاء ذلك».
كما شدّد وزير الخارجية الإيراني على أنه «حتى اليوم التزمت إيران بالاتفاق النووي»، مكرّراً أنّ بلاده «دولة جادة على الصعيد الدولي، وبالمقابل لم يلتزم الأميركيون بالاتفاق، لذا فإنه لا يمكن الثقة بهم»، على حدّ تعبيره.
ظريف تحدّث عن مشاوراته مع وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، فلفت إلى أنه «خلال زيارته إلى نيويورك أجرى محادثات مع مختلف الأفراد خارج إطار الحكومة الأميركية، والذين كانوا مشاركين في المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 وهم من النخب السياسية ومراكز اتخاذ القرار، من أجل نقل الحقائق إليهم».
كما أوضح أيضاً، «أنّه تمّ التأكيد في المحادثات على تأثير هذه السلوكيات على سمعة واشنطن على الساحة الدولية»، مضيفاً «في الحقيقة كان ينبغي على النخب السياسية الأميركية أن تستمع إلى مثل هذا الكلام وتنقله لذا فإن هذه المحادثات جرت بصورة تفصيلية».
وحول مدى تأثير كيري على الحكومة الأميركية، قال ظريف: «إنّ جميع الأفراد ذوي النفوذ السياسي قادرون على التأثير في مسيرة اتخاذ القرار في أميركا».
وتابع ظريف، «أنّ كيري وسائر أفراد الحزب الديمقراطي لا تأثير لهم في حكومة الرئيس دونالد ترامب، إلا أنّ أميركا ليست فقط حكومة في البيت الأبيض، بل هي مجموعة من الأفكار العامة ومجاميع الضغط واللوبيات والدراسات، حيث إنّ مجموعة هذه العوامل تمضي بالسياسة إلى الأمام».
ووفقاً لوزير الخارجية الإيراني فقد جرت محادثات مع مختلف الشخصيات في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ووسائل الإعلام ومراكز دراسات. وأشار إلى أنّ «الدول الأخرى تنفق لمثل هذه اللقاءات عشرات بل أكثر من مئة مليون دولار لتقوم بالتنسيق وإجراء مثل هذه المحادثات لكونها مؤثرة في نقل الأفكار والرسائل».
غابرييل
وفي السياق، رأى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل «أنّ الاتفاق النووي الإيراني يجعل العالم أكثر أماناً»، وقال «وضعنا مقترحات جيدة بشأن الاتفاق النووي».
لودريان
بدوره، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان «أنّ الاتفاق النووي مع إيران يضمن حظر الانتشار النووي»، مشدداً «نحن مصرّون على الإبقاء عليه».
كما أكد أنّ بلاده «ملتزمة بالاتفاق بغض النظر عن القرار الأميركي».
جونسون
من جهتها، دعت لندن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى «عدم الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران مع اقتراب الموعد الجديد للالتزام به».
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، «إنّ تخلي واشنطن عن الاتفاق النووي سيكون خطأ كبيراً»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد بديل أفضل منه على الرغم من بعض العيوب».
وأضاف جونسون في مقالة نشرها في «نيويورك تايمز» قبل اجتماعه مع مسؤولين أميركيين في واشنطن، أمس، «الآن، بعد وضع هذه القيود في مكانها، لا أرى أي ميزة محتملة في وضعها جانباً. إيران ستكون الرابح الوحيد من التخلي عن القيود المفروضة على برنامجها النووي».