اشتباك محدود في الشويفات أوقع قتيلاً ورئيسا «الاشتراكي» و«الديمقراطي» دعوا إلى التهدئة

فيما لا تزال القوى السياسية والأمنية تعالج تداعيات الأحداث التي شهدتها مساء أول من أمس، على خلفية نتائج الانتخابات النيابية، وقع إشكال أمني أمس، في حي الأمراء في الشويفات بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني أدى إلى مقتل العنصر في الدفاع المدني علاء أبو فرج.

وكان الإشكال بدأ بتلاسن بين شابين من مناصري الحزبين، تطوّر إلى تشابك بالايدي وإطلاق نار متبادل من أسلحة رشاشة.

وسارعت القوى الأمنية إلى تطويق الإشكال ومنع تفاقمه. كما تدخلت اللجان المشتركة في الحزبين لإنهاء الإشكال.

ولتهدئة الوضع المتوتر تدخل مشايخ الطائفة الدرزية في المدينة ودعوا عبر مكبرات الصوت إلى التهدئة وعدم إطلاق النار، وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش في المنطقة.

وصدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، البيان الآتي «إثر حصول إشكال بين مواطنين بتاريخه حوالى الساعة 17.30 في بلدة الشويفات، حيث تطور إلى إطلاق نار، ما أدى إلى وفاة المواطن علاء أبو فرج، تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وعملت على تسيير الدوريات وإقامة الحواجز لتطويق الحادث وإعادة الوضع إلى طبيعته، فيما تجري ملاحقة مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص».

ودعا رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان في بيان «جميع المناصرين في الحزبين، الى الوقف الفوري لكل أنواع الاشتباك بينهما في منطقة الشويفات».

وإذ أكدا في اتصال مشترك بينهما «ضرورة ممارسة أعلى درجات ضبط النفس لقطع الطريق على الطابور الخامس الذي قد يدخل على خط الإشكال ودفعه نحو مزيد من التصعيد»، دعوا «الأجهزة الأمنية المختصة إلى التدخل ووقف هذا الاشتباك الذي بدأ فردياً وتطور إلى ما لا تُحمد عقباه».

وشدّدا على أن «صفحة الانتخابات النيابية قد طويت»، وأنهما يحرصان على «عدم وقوع أي مشكلة في أي منطقة من مناطق الجبل حتى ولو اختلفت الرؤى السياسية في العديد من القضايا».

وكان جنبلاط غرّد عبر حسابه على «تويتر» قائلاً «الى الرفاق في الشويفات والأنصار، والى الحزب الديمقراطي، الانتخابات مرّت ولنفتح صفحة جديدة. ولتكن الدولة هي الحكم وتحزم الأمر في الشويفات. معيب هذا الاقتتال العبثي في العائلة الواحدة».

أضاف في تغريدة أخرى «إني أشجب كل دعوة تحريض أو تهييج في أي منطقة، وإن الجيش يقوم بواجباته على أكمل وجه».

كما دعا النائب المنتخَب تيمور جنبلاط إلى التهدئة، وقال «إحذروا أيّها الرفاق ممنوع الانجرار الى المحظور والفتنة، ولن نسمح بتسللها الى داخل البيت الواحد، وأدعو إلى أقصى درجات ضبط النفس حفاظاً على شبابنا وأرواحهم الى أي حزب انتموا. النفوس يجب أن تهدأ فوراً ولتبق الدولة مرجعيتنا. لنترك القوى الأمنية تقوم بمهامها».

واستنكر المندوب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي في جبل لبنان الجنوبي حسام العسراوي، ما شهدته مدينة الشويفات من اشتباكات والتي أدّت إلى سقوط ضحية، وشدّد على ضرورة تجاوز مرحلة الانتخابات والترفع عن الحسابات السياسية الضيقة، لصالح الحفاظ على التهدئة والأمن في الشويفات والجبل بشكل عام.

وأبدى العسراوي استعداد الحزب السوري القومي الاجتماعي في الجبل للمساهمة في أيّ خطوة من شأنها العمل على تنفيس الاحتقان وسحب فتيل التوتير، لصالح ترسيخ الوحدة والأمن والاستقرار ومنع الفتنة.

ودعا رئيس تيار «صرخة وطن» جهاد ذبيان، الجميع إلى «التهدئة والحكمة».

وأشار في بيان إلى «التحلي بالحكمة والإحتكام للعقل أساس الحكمة، ولننظر حولنا وللماضي والحاضر والمستقبل، وليكن سقفنا الدولة والقضاء والصالح هو الصلح وهو سيد الأحكام».

بيروت والجنوب

وعلى صعيد ردود الفعل على أحداث بيروت، علّق حزب «الاتحاد» على ما سمّاه «الفلتان الأمني الذي شهدته العاصمة قبيل الانتخابات وبعد إعلان النتائج»، ودعا في بيان، إلى «عدم القيام بأي مظاهر تجرّ الى ردود أفعال والمحافظة على المدينة وطبيعتها وحرية الرأي والتعبير فيها. محمّلاً المسؤولية إلى «الخطابات المتشنّجة والفئوية والتحريضية، والى طبيعة قانون الانتخاب وما رسمه من تقاسم فئوي كان الأجدى أن يكون التنافس فيه وفق برامج وطنية وليس على أساس الولاءات الطائفية والمذهبية المغلّفة بالشعار النسبي».

كما دعا «الجميع إلى تحمّل المسؤولية، وضبط النفس، والالتزام بالمحافظة على الأمن والسلم الأهلي». وناشد «القوى الأمنية ضبط ومحاسبة كل مخلٍّ بالأمن والاستقرار في بيروت وفي كل لبنان».

وأسف الأمين العام لحركة الأمة الشيخ عبد الله جبري، في بيان، «للأعمال الغوغائية التي شهدتها بعض شوارع العاصمة، والتي تأتي كانعكاس لحملة التجييش والتحريض التي شهدتها الحملات الانتخابية التي استعمل فيها البعض شتى المحرّمات السياسية».

من جهته، اعتبر الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد أن «ما حصل بعد الانتخابات من ممارسات شاذه من قبل بعض الرعاع، هو نتيجة طبيعية ومتوقعة للخطابات التحريضية الفتنوية والمذهبية، وهي التي سبّبت الشرخ وأدت الى تداعيات خطيرة تحتاج معالجتها وقتاً طويلاً».

إلى ذلك، زار معاون مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ فايز علوية على رأس وفد من الحزب بلدة القليعة، حيث التقى رئيس بلديتها حنا الخوري وفاعلياتها، لاحتواء ما حصل ليلة الانتخابات في البلدة، اذ استفز أحد المواكب الأهالي في البلدة وأطلق النار في الهواء.

واستنكر علوية ما حدث وقال «لا أحد يقبل بما حدث لا أخلاقياً ولا اجتماعياً ولا حتى دينياً. إنه عمل مستنكر ومدان وغير مقبول، وبخاصة في هذه المنطقة التي تقوم على العيش المشترك وهي نموذج يُحتذى به، ولن نقبل لأي أحد أن يعكر صفوها واستقرارها».

وأكد أن «ما حصل هو تصرف فردي لأشخاص غير ملتزمين، ولكن فور علمنا بالأمر أجرينا اتصالات فورية لاحتواء القضية، كما طلبنا من الجيش التدخل لتوقيف كل مخلٍّ بالأمن».

وشدد علوية على ضرورة ضمان الاستقرار في هذه المنطقة، معتبراً أن «كل هذه البلدات هي بلدة واحدة تربطها علاقات محبة وصداقة». ولفت الى ضرورة الحوار والتواصل الدائم لما فيه خير المنطقة.

وشكر الخوري للوفد زيارته ووقوفه عند خاطر أبناء البلدة، مناشداً «الفاعليات الحزبية الإيعاز الى مناصريها مراعاة ظروف المنطقة وتجنب الاستفزاز»، وقال «نعيش وإياكم منذ زمن وتربطنا بكم علاقات مودة ويجب أن نعمل دوماً على تمتينها وتجنّب كل ما يعكر هذه العلاقة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى