موسكو تبحث العدوان الصهيوني.. وتتهم واشنطن بالانتقام بعد فشل ضرباتها على سورية

بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع مجلس الأمن الروسي، الضربات الأخيرة التي وجّهتها «إسرائيل» ليلة الثلاثاء إلى سورية، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن بوتين أجرى أمس، اجتماعاً مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، قائلاً: «فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية تم بحث الوضع الذي تشكل حول خطة العمل المشتركة الشاملة بعد إعلان الولايات المتحدة عن انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني».

وذكر بيسكوف أنه تم خلال الاجتماع «الإعراب عن القلق العميق من اتخاذ هذا القرار والتشديد مرة أخرى على أهمية هذه الوثيقة». وأضاف بيسكوف: «كما تطرّق الاجتماع إلى الأوضاع في سورية، بما في ذلك الضربات الليلية التي شنّتها إسرائيل».

وفي السياق، اعتبرت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تفرض عقوباتها على روسيا انتقاماً من فشل ضرباتها على سورية، مؤكدة أن الضغط الاقتصادي السياسي الأميركي لن يدفع موسكو للتخلي عن دعم شركائها.

وقالت الوزارة، في بيان صدر عنها أمس: «أعلنت واشنطن من جديد عن عقوبات اقتصادية إضافية ضد روسيا، التي تجري محاولة اتهامها شكلياً بانتهاك القوانين الأميركية التي تحظر التعاون العسكري التقني مع إيران وكوريا الشمالية وسورية والتي لا علاقة لها ببلادنا».

وأضافت الوزارة في بيانها: «يدور الحديث بالحقيقة عن الإرادة المبتذلة لتسوية الحسابات على فشل الهجوم الصاروخي ضد الجمهورية العربية السورية، الذي شنته الولايات المتحدة يوم 14 أبريل بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا خرقاً للقانون الدولي».

وأوضحت الخارجية الروسية: «الأمر الذي يدل على ذلك يتمثل بأن قائمة العقوبات الأميركية أدرج فيها كل من مدرسة غانشينو لقوات الدفاع الجوي التابعة لأكاديمية موجايسكي العسكرية الفضائية، وكذلك فوج الحرس الـ183 للدفاع الجوي الصاروخي للقوات المسلحة الروسية».

وعلقت الوزارة على إضافة المؤسستين المذكورتين إلى «القائمة السوداء» الأميركية بالقول: «يبدو أن ذلك جرى لأن عناصرهما قدموا تدريباً واستشارات جيدة لعسكريي قوات الدفاع الجوي السورية، التي أسقطت الجزء الأكبر من صواريخ المعتدين الغربيين».

وأضاف البيان: «من اللافت أيضاً أن الأطراف، التي قرّرت الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات تقييدية ضدها، تشمل الإدارة الاستخبارية الرئيسة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية وكذلك شركة روس أوبورون إيكسبورت، يبدو أن الأميركيين نسوا أنها فرضت مراراً عقوبات عليهما، وعزموا أن يهدّدونا من جديد بأشياء لم يتمكنوا من تخويفنا بها سابقاً».

وتابعت الخارجية الروسية: «وبشكل عام يبدو أن واشنطن لا تستطيع التخلّص من أوهام مفادها أن روسيا يمكن إجبارها على التخلي عن حماية مصالحها ودعم شركائها من خلال ممارسة ضغوط اقتصادية أو سياسية عليها».

وشدّد البيان على أن «السعي للحفاظ على الهيمنة التامة في العالم عبر كل السبل المتاحة يدفع الولايات المتحدة إلى خطوات غير عقلانية وأحياناً خطيرة حقا». ونصحت الخارجية الروسية «السياسيين الأميركيين، المهووسين بفكرة معاقبة كل الأطراف، التي تتبع نهجاً سياسياً مستقلاً في الساحة الدولية، بعدم إساءة تقدير إمكانياتهم».

واختتم بيان الوزارة بالقول: «إن الوضع الراهن ليس إلا اعترافاً عملياً بأن عسكريي قوات الدفاع الجوي السوريين أظهروا يوم 14 نيسان/ أبريل بشكل مقنع قدرات الأسلحة المنتجة في الاتحاد السوفيتي وروسيا عبر إصابتها أهدافها الصاروخية بدقة».

ميدانياً، نفّذت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الحليفة عملية عسكرية لتطهير بادية دير الزور من فلول تنظيم داعش الإرهابي سيطرت خلالها على مساحات واسعة بعد تكبيد التنظيم التكفيري خسائر بالأفراد والعتاد.

وأفاد مصدر بأن وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة واصلت منذ فجر أمس عملية لتطهير بادية دير الزور من جيوب إرهابيي «داعش» وبسطت سيطرتها على مساحة تقدر بنحو 1500 كم مربع بعد أن تمكنت من تطهير مناطق الفيضة وفيضة بن موينع والطماح إلى الجنوب الغربي من دير الزور بنحو 80 كم.

وكانت وحدات الجيش السوري فكت الحصار عن مدينة دير الزور في أيلول من العام الفائت واستعادت بعدها السيطرة على مدينة دير الزور وغالبية ريفها بعد طرد إرهابيي «داعش» منها بينما لم يتبقّ للتنظيم الإرهابي سوى بعض الجيوب المتفرقة على الحدود السورية العراقية وعلى مقربة من المناطق التي توجد فيها ميليشيا «قسد» المدعومة من «التحالف الأميركي» شرق الفرات.

وفي السياق، نفذ سلاحا الجو والمدفعية في الجيش السوري ضربات مركزة ضد أوكار وتحصينات التنظيمات الإرهابية في المنطقة الشمالية من حي الحجر الأسود محققة إصابات مباشرة في صفوفهم وذلك في إطار العملية الرامية إلى تطهير جنوب دمشق من الإرهاب.

وذكر مصدر حربي من جنوب دمشق أن وحدات من الجيش نفذت رمايات دقيقة بسلاح المدفعية وصليات صاروخية ضد بؤر ونقاط انتشار وتحصن الإرهابيين شمال حي الحجر الأسود وشماله الغربي في إطار التنفيذ الدقيق للعملية العسكرية الرامية إلى استئصال التنظيمات الإرهابية من جنوب دمشق بعد تقطيع أوصال المجموعات الإرهابية وقطع خطوط إمدادها وحصرها في مساحة ضيقة شمال الحي.

وبين المصدر أن وحدات الجيش البرية تنفذ عمليات دقيقة ضد القناصين ومناطق انتشارهم وتحصيناتهم إضافة إلى الإنفاق التي تنقل الإرهابيين بين الأحياء وكتل الأبنية.

المجموعات الإرهابية حاولت إرهاب أبناء دمشق أمس، عبر استهداف العاصمة بقذيفتين صاروخيتين ضربت الأولى برج دمشق في منطقة المرجة، فيما أصابت القذيفة الثانية ساحة الميسات وأسفرتا عن استشهاد 4 مدنيين وإصابة 24 آخرين بجروح بينهم نساء وأطفال.

وتنفذ وحدات الجيش منذ أيام عدة عملية عسكرية لإنهاء الوجود الإرهابي من جنوب دمشق تمكّنت خلالها من السيطرة على أحياء الماذنية والقدم والعسالي والجورة وتقطيع أوصال الإرهابيين وخطوط إمدادهم وتحرير معظم حي الحجر الأسود وقطع تواصلهم من شمال الحي باتجاه مخيم اليرموك بالتوازي مع إخراج الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم إلى شمال سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى