الأسد: نحن نحارب الإرهابيين الذين هم الجيوش التركية والأميركية والسعودية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن سورية تحارب الإرهابيين المتمثلين بجيوش النظام التركي والنظام الأميركي والنظام السعودي، واصفاً المزاعم الغربية باستخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي بالمهزلة والمسرحية البدائية جداً التي تمّ تمثيلها فقط لمهاجمة الجيش السوري بعد أن فقدوا إحدى أوراقهم الرئيسة جراء هزيمة الإرهابيين في سورية.
وفي مقابلة مع صحيفة «كاثيمرني» اليونانية، أكد الأسد أن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، إضافة إلى السعودية وقطر وتركيا تتحمل مسؤولية الحرب في سورية من خلال دعمها للإرهابيين فيها، مضيفاً «عليك أولاً أن تحارب الإرهابيين وثانياً عندما تعيد السيطرة على المزيد من المناطق أن تحارب أي معتدٍ وأي جيش سواء كان تركياً أو فرنسياً أو أياً كان، فهم أعداء، طالما دخلوا سورية بشكل غير قانوني فإنهم أعداؤنا».
وأضاف الرئيس الأسد «أن المهمة الوحيدة التي أنجزها الأميركان هي مساعدة «داعش» على الهروب من الرقة، وذهبوا إلى دير الزور لمحاربة الجيش السوري»، معتبراً أن الرئيس الأميركي لا يمثل أخلاق وثقافة المجتمع الأميركي.
كما لفت الرئيس الأسد إلى أنه حال توقف الدعم الخارجي للإرهابيين فإن عملية القضاء على الإرهاب ستستغرق أقل من عام لاستعادة الاستقرار في سورية، منوهاً إلى أن أكبر حلفائه كرئيس هم الشعب السوري، فيما حلفاء سورية هم الإيرانيون والروس، وهناك بالطبع الصين التي دعمتنا سياسياً في مجلس الأمن.
وعند سؤال الرئيس الأسد عن تركيا الآن، قال: «وجود جندي تركي واحد على التراب السوري يُعدّ احتلالاً، هذا لا يعني أن الشعب التركي عدوّنا، فقبل أيام فقط كان لدينا وفد سياسي من تركيا، علينا أن نميّز بين أردوغان من جهة والأتراك بشكل عام من جهة أخرى. أردوغان أخونجي، قد لا يكون منظماً، لكنه مرتبط بتلك الأيديولوجيا»، مشيراً إلى أن الجيش السوري يقاتل الإرهابيين الذين هم الجيش الأميركي والجيش السعودي والجيش التركي.
الجدير ذكره أن الرئيس الأسد قدّر كلفة إعادة إعمار سورية بمئات المليارات، مئتا مليار دولار في الحد الأدنى، وفي بعض التقديرات أربعمئة مليار دولار، والسبب في عدم الدقة هو أن بعض المناطق لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين.
هزيمة الوكيل الإرهابي
على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية جاء في إطار النهج العدواني للكيان الصهيوني ورداً على هزيمة أدواته من المجموعات الإرهابية.
وقال مصدر رسمي في الوزارة في تصريح: في إطار النهج العدواني للكيان الصهيوني ورداً على هزيمة أدواته من المجموعات الإرهابية فقد استهدف فجر اليوم بالصواريخ بعض المواقع العسكرية، حيث تمّ التصدي لها وإسقاط معظمها بكفاءة واقتدار من قبل وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري.
وأضاف المصدر: إن دخول الكيان الصهيوني وداعميه في المواجهة بشكل مباشر بعد أن كان متخفياً وراء أدواته الإرهابية يؤشر إلى أن مرحلة جديدة من العدوان على سورية قد بدأت مع الأصلاء بعد هزيمة الوكلاء والذين ستتم مواجهتهم والتصدي لهم من قبل بواسل الجيش العربي السوري بالعزيمة والتصميم والإصرار نفسه. وهذا حق مشروع يكفله القانون الدولي.
وختم المصدر تصريحه بالقول: إن هذا السلوك العدواني للكيان الصهيوني لن يفلح في إحياء المشروع التآمري المهزوم في سورية ولن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة. الأمر الذي يشكل تهديداً جدياً للأمن والسلام الدوليين.
بيان القيادة العامة للجيش
وفي السياق نفسه، أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تصدي منظومات الدفاع الجوي السوري وتدميرها لقسم كبير من صواريخ العدوان الإسرائيلي التي استهدفت فجر أمس عدداً من المواقع العسكرية.
وأشارت القيادة العامة للجيش في بيان تلقت «سانا» نسخة منه إلى أن تصدّي أبطال الجيش العربي السوري للعدوان الإسرائيلي الجديد «يؤكد مرة جديدة يقظتهم وجاهزيتهم للدفاع عن عزة الوطن وسيادته ضد أي عدوان».
وقالت القيادة العامة للجيش في بيانها «بكفاءة نوعية وجهوزية عالية تمكّنت منظومات دفاعنا الجوي من التصدّي وتدمير قسم كبير من موجات الصواريخ الإسرائيلية المتتالية فجراً والتي كانت تستهدف عدداً من مواقعنا العسكرية على أكثر من اتجاه».
وأضافت: إن «وصول القسم المتبقي من الصواريخ تسبب بارتقاء 3 شهداء وإصابة اثنين آخرين بجراح، إضافة إلى تدمير محطة رادار ومستودع ذخيرة وإصابة عدد من كتائب الدفاع الجوي بأضرار مادية».
وجدّدت القيادة العامة للجيش «جهوزيتها للتصدي لأي عدوان بكل مسؤولية وحزم»، مشدّدة في الوقت ذاته على «عقم أي محاولات لدعم الإرهاب المتداعي تحت ضربات جيشنا».
وختمت القيادة العامة للجيش بيانها بالتأكيد على أن مثل هذه الاعتداءات السافرة لن تؤدي إلا إلى تحقيق مزيد من الإنجازات في مكافحة الإرهاب على كامل الأراضي السورية ومزيد من الإصرار على استمرار قواتنا المسلحة بالقيام بواجبها المقدس في الدفاع عن الوطن وأمن مواطنيه على الوجه الأكمل والقضاء على الإرهاب بمختلف مسمّياته وأشكاله وأذرعه في الجمهورية العربية السورية.
إسقاط عشرات الصواريخ
وكانت وسائط الدفاع الجوي في الجيش السوري تصدّت لعدوان إسرائيلي بالصواريخ على الأراضي السورية ودمّرت العشرات منها.
وقال مصدر عسكري: «إن دفاعاتنا الجوية أسقطت عشرات الصواريخ الإسرائيلية المعادية ومنعت معظمها من الوصول إلى أهدافها بينما استطاع بعضها استهداف عدد من كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة.
ولفت مصدر سانا إلى أن المعلومات تفيد بأن العدو الإسرائيلي كان يستهدف عبر عدوانه بعض كتائب الدفاع الجوي ويحاول تدمير بعض الرادارات وأن طائرات العدو أطلقت من داخل الأراضي المحتلة عدداً من الصواريخ باتجاه الأراضي السورية تصدّت لها الدفاعات الجوية.
من جهته أفاد مصدر في القنيطرة أن المضادات الجوية السورية تصدت لصواريخ إسرائيلية في أجواء مدينة البعث، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي أطلق في وقت سابق قذائف عدة باتجاه المدينة لم تُسفر عن وقوع إصابات.
وسائل إعلام العدو الإسرائيلي من جهتها أشارت إلى أن سلطات الاحتلال طلبت من المستوطنين في الجولان السوري المحتل الدخول إلى الملاجئ.
وجاء العدوان الإسرائيلي بعد أقل من 24 ساعة على تصدّي الدفاعات الجوية السورية لصاروخين إسرائيليين وتدميرهما في منطقة الكسوة بريف دمشق.
ويعمد العدو الاسرائيلي إلى التدخل بشكل مباشر لدعم التنظيمات الإرهابية المنهارة تحت ضربات الجيش العربي السوري، حيث تأتي هذه الاعتداءات الإسرائيلية بالتزامن مع العملية العسكرية للجيش العربي السوري على مواقع الإرهابيين في الحجر الأسود وقرب تطهير محيط دمشق كاملاً من أي وجود إرهابي.
وكانت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدّت في 9 نيسان الماضي لعدوان إسرائيلي بصواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية على مطار التيفور بريف حمص الشرقي تلاه في 14 من الشهر ذاته التصدي لعدوان ثلاثي شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على عدد من المواقع السورية.
28 طائرة شنّت العدوان
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 28 طائرة حربية إسرائيلية من نوع أف 15 وأف 16، «شاركت في الاغارة على الأراضي السورية وأطلقت 60 صاروخاً».
وأكدت الوزارة في بيانها أن أنظمة الدفاع الجوي السوري أسقطت أكثر من نصف الصواريخ الإسرائيلية.
بيان وزارة الدفاع الروسية يأتي بعد سقوط عشرات الصواريخ التي فشلت منظومة القبة الحديدية في اعتراضها، على 4 مجمّعات عسكرية إسرائيلية أساسية في الجولان المحتل، وذلك رداً على العدوان الإسرائيلي على مناطق في القنيطرة جنوب البلاد.
وأكدت مصادر ميدانية أن الرزمة الأولى من الصواريخ التي استهدفت المواقع الإسرائيلية شملت أكثر من 50 صاروخاً، وكل مجمع من المجمعات المستهدفة يضم مراكز عسكرية إسرائيلية أساسية عدة.
فصائل فلسطين تبارك
أما مصادر في الأراضي المحتلة عام 48، فقد أفادت بسماع أصوات انفجارات شديدة ومشاهدة حرائق ووجود حركة نشطة جداً للطائرات في محيط طبريا، وبيّنت أيضاً أن الملاجئ في عدد من المناطق المحتلة ليست مجهّزة بالكهرباء والمياه ما دفع بالمستوطنين إلى مغادرتها، مشيرة إلى أن الاحتلال سمح بمغادرتها طالباً عدم الابتعاد عنها.
وكانت فصائل تحالف قوى المقاومة الفلسطينية أدانت العدوان الصهيوني على بعض المواقع السورية، ووجّهت تحية لبطولات الجيش السوري والدفاعات السورية التي ردّت على العدوان الصهيوني، وتفخر وتعتز بقدرة الرد والردع التي قام بها الجيش السوري بتوجيه ضربات مؤلمة لجيش الاحتلال في الجولان وبالتصدي للطائرات «الإسرائيلية» فوق فلسطين المحتلة ولأية محاولات عدوانية على الأراضي السورية.
وأكدت الفصائل على أن الردّ السوري الشجاع بتوجيه ضربات حاسمة لمواقع جيش الاحتلال في الجولان المحتل وصمود وتصدّي الدفاعات السورية للعدوان الغادر، وإسقاط صواريخه أعطى الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة الفلسطينية قوّة وأملاً بتحقيق الانتصار على العدو الصهيوني الذي يدرك جيداً ان الترابط بين دول وقوى المقاومة في المنطقة يشكل قوة الردع القادرة على مواجهة هذه الغطرسة الصهيونية.
متحدّث باسم جيش العدو
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني أعلن عن إطلاق نحو 20 صاروخاً استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان مصدرها الاراضي السورية. وحمل المتحدث إيران مسؤولية الصواريخ. وقال الجيش الاسرائيلي إنه تم استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية عدة بالصواريخ وبعضها تم اعتراضه. من جهته تحدث اعلام العدو عن إطلاق نحو 40 صاروخاً من سورية باتجاه مراكز للاحتلال في الجولان.
وطلبت سلطات الاحتلال من المستوطنين النزول الى الملاجئ المحصنة بعد أن دوّت صافرات الإنذار في هضبة الجولان. وكانت وسائل اعلام العدو اعلنت سماع أصداء انفجارات في مرتفعات الجولان المحتل. وفرضت الرقابة العسكرية الصهيونية الحجب عن أي معلومة حول الصواريخ التي استهدفت مراكز عسكرية إسرائيلية في الجولان.
مصدر عسكري سوري أفاد بعد ذلك أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصواريخ إسرائيلية معادية. واشارت وكالة سانا إلى ان المضادات الجوية السورية تتصدّى لصواريخ إسرائيلية اطلقت من داخل الأراضي المحتلة وتسقطها واحداً تلو الآخر، ناقلة عن مصدر عسكري أنه تم إسقاط عشرات الصواريخ المعادية، قبل وصولها لهدفها.
وسائل إعلام «إسرائيلية» نقلت فيما بعد عن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية قوله إننا نتابع عن كثب التقارير عن هجوم إيراني على «إسرائيل»، حسب تعبيره.
بلدات خالية من الإرهاب
أفادت مصادر حربية بأن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب دمشق باتت خالية من الإرهاب وذلك مع الانتهاء من إخراج آخر دفعة من الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية وعائلاتهم إلى شمال سورية.
وذكرت المصادر في وقت سابق أن وحدات من قوى الأمن الداخلي تستعد للدخول إلى بلدات بيت سحم ويلدا وببيلا بعد إخراج آخر دفعة من الإرهابيين وعائلاتهم.
وتمّ الثلاثاء الماضي تجهيز 37 حافلة وإخراجها من البلدات الثلاث عبر ممر بلدة بيت سحم بعد تفتيشها بشكل دقيق وتجميعها عند محور انطلاقها، حيث تحرّكت في قافلة واحدة بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري إلى شمال سورية.
ولفت إلى أنه بعد الانتهاء من إخراج الإرهابيين وعائلاتهم الرافضين للتسوية ستبدأ عملية تسوية أوضاع الراغبين بالبقاء بعد تسليم أسلحتهم ومن ثم عودة مؤسسات الدولة إلى البلدات وتقديم الخدمات للمواطنين.
ورضخت التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها خلال الأشهر الماضية في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي لسلسلة اتفاقات بريف دمشق، وفقاً لشروط الحكومة السورية وتحت ضربات الجيش العربي السوري المركزة والمكثفة التي أوقعت خسائر فادحة بهياكل هذه التنظيمات ومتزعميها، ما أرغمها على الخروج إلى شمال سورية.